دعوة للتركيز على الأساسيات والنأي عن الكماليات «التخطيط» يحد من الظواهر الاسـتـهـلاكـيـة الـسـلـبـيـة

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط –يشكل التخطيط والتنظيم عمادا رئيسيا للحياة، سواء لجهة ما يحققه من مكتسبات خاصة وعامة، أو لجهة ما يحققه من تحسين لنوعية الحياة برمتها.والحال ذاته ينسحب على سلوكيات الحياة، والسلوك الاستهلاكي أيضا، إذ تأتي الخطة الشرائية الجيدة كأحد مظاهر هذا التنظيم، وأساسًا من أسس النظام المالي الذي ينبغي على المستهلكين تعلمه وتنفيذه.ويقول هلال بن حمود الإسحاقي – مستهلك: مبدأ وأساس خطتي الشرائية هو التركيز على المواد الغذائية الأساسية المتعارف عليها، وهي مواد لا يمكن لأي بيت الاستغناء عنها مطلقاَ، وبعدها تأتي الاحتياجات من الكماليات. أما تنفيذ خطتي الشرائية فيتم بداية الشهر بشكل رئيسي، كما إنني أتسوق غالبا في الفترة المسائية بعد الانتهاء من العمل، وأهتم في البداية بشراء المواد الأساسية والاحتياجات الخاصة للمنزل، وبعدها يأتي التسوق في نهاية كل أسبوع لتغطية النقص في الاحتياجات، ولكن بشكل أقل عن بداية الشهر.ويضيف: شخصيًا أتبع دائما في خطتي أن أبحث عن الأسعار المناسبة والجودة في المنتجات وخصوصًا المواد الغذائية، ويبقى المنتج العماني في صدارة ما أقوم باختياره من بين المنتجات إذا توفر فيه السعر المناسب والجودة العالية.ويشير الإسحاقي إلى قنوات تمويل يلجأ إليها حال احتاج إلى شراء حاجيات أكثر من الخطة المعتاد عليها، وهي حساب بنكي خاص، ويقول: أقوم بسحب المبلغ المراد صرفه منه لشراء هذه الاحتياجات للبيت ويمكن أن يُطلق عليه حساب توفير أو حساب طوارئ، لكني أحاول عدم استنزاف المبالغ التي أودعها هناك، وأحاول تعويضها بأسرع وقت عبر إيداع المبلغ في الحساب مرة أخرى. وينصح الإسحاقي المستهلك باتباع سياسة عدم الإفراط في التسوق للحفاظ على المبالغ للمستقبل كي تكون عونا له في أي ظروف قادمة خصوصًا في أوقات المناسبات.خطة بقسمينويقول المستهلك عزيز بن حمود الشبيبي: تتضمن خطة شرائي قسمين، الأول هو الأولويات التي تكون محل اهتمامي عند عمل أي خطة شراء، وتكون الخطة معدة لشهر كامل وتتضمن الخضروات والمعلبات واللحوم بمشتقاتها، بالإضافة إلى بعض الأدوات الشخصية التي تعد من الأولويات والتي يفترض أن تتوفر عند عمل أي خطة شراء. أما القسم الثاني فهو الكماليات مثل الأدوات الشخصية التي تعد غير ضرورية مثل أدوات التجميل والعناية بالجسم وصيانة التالف من الأغراض الشخصية مثل صيانة الهاتف النقال وشراء شاحن أو شراء كتب أو شراء كل ما يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية ويتم تنفيذها على حسب الأولوية. أما طريقة تنفيذ الخطة الشرائية فيوضح الشبيبي: أبدأ بالأولوية الأولى وهي شراء السلع الشهرية والاحتياجات المطلوبة بالمنزل لأنها العبء الأول لدى المستهلك وأول اهتماماته، ويجب التركيز على الضروريات بحيث لو لم يبدِ أي اهتمام لربما تكون النتيجة كارثية على المشتري بحيث يصرف أمواله وهو لم يوفر أساسياته الشهرية. ويذكر الشبيبي أنه غالبا ما يشتري بما يزيد عن الخطة لبعض الظروف مثلاَ زيارة الأقارب والأصدقاء ويُفاجأ بعدم وجود مبلغ ويكون التصرف إما بشراء الأغراض والدفع لاحقا لصاحب المحل بعد الموافقة أو الاستعانة بأحد إخوانه أو أصدقائه ليقترض منه ما ينقصه من مبالغ وذلك بسبب الثقة المتبادلة بينهم ليكمل ما تبقى من حاجيات.المناسبات الاجتماعيةويشاركنا إبراهيم بن سالم البادي -مستهلك- برأيه في الخطة الشرائية بقوله: خطتي في الشراء الشهرية تتضمن أغراض المنزل الأساسية التي هي غالباَ ثابتة كل شهر، وبعض الأشهر أضيف بعض الحاجات على حسب الخصومات التي أجدها في المحلات التجارية، والأمر الآخر آخذ بعض الاحتياجات البسيطة للعائلة خصوصا لوالدتي وأغراضها التي تحتاجها شهرياً، ثم الأغراض الأخرى للأولاد وباقي أفراد أسرتي. كما أضع في خطتي الشرائية المناسبات الشهرية سواء كانت عائلية أو شخصية مثل أعياد الميلاد والمناسبات الأخرى لأنني تعودت أن أتبادل الهدايا مع الأصدقاء والعائلة في هذه المناسبات وأقوم بتوزيع الهدايا عليهم وهي تعد من الأوليات بالنسبة لي لما ينتج عنه من ترابط. وفي كل الحالات لا أنسى نفسي من خطتي الشرائية وأشتري بعض الاحتياجات لي، كما أخصص مبلغًا شهريًا للسيارات من صيانة دورية ووقود شهري خصوصا وأنني أملك سيارتين. وعن تنفيذه لخطته يوضح البادي: أنفذ خطتي الشرائية بأن أقوم بتوزيع الراتب وأصرف على حسب كل قسم، مثلاَ أضع مصروفًا لأغراض المنزل الشهرية وقدره 300 ريال، وإذا اشتريت بمبلغ 270 ريالا مثلا بسبب التخفيضات أو ما شابه أقوم بشراء أغراض أخرى إلى أن يصل المبلغ 300 ريال، والمثال الثاني أضع مبلغ 100 ريال لكل طفل من أطفالي كمصروف له ولأغراضه، والمبلغ المتبقي أحوله إلى الشهر الذي يليه، لأن المبلغ لا يكفي أحيانا في فترة قبل الأعياد. أما إذا اشتريت أكثر من الخطة وهذا أمر يحدث بسبب أسلوب حياتنا الاجتماعية، فلا يوجد حل إلا إنني أتخلى عن بعض الاحتياجات وعادة أقوم بتخفيض مصروفي الشهري وأقلل من الطلعات والذهاب إلى المطاعم والمقاهي، وأحيانا إن وجدت الأمر صعبًا أقترض من الأصدقاء وأعيد المبلغ لهم آخر الشهر.الفرز قبل الشراءالمستهلكة هند بنت عبدالله بن محمد الكندية أرادت أن تشاركنا بتجربتها في الخطة الشرائية قائلة بأنها تتضمن الأغراض الأساسية للمنزل والأبناء.أما التنفيذ فيكون عن طريق جدول ورقي تكتب عليه السلع الضرورية من الأهم إلى المهم، ثم تبدأ عملية الفرز لتصل إلى المبلغ المطلوب والمقدر ضمن الخطة الشهرية. وتؤكد الكندية أن هذا الأمر ساعدها على تجنب العشوائية، وأكسبها ثقافة تحاول أن تغرسها في أبنائها وعائلتها.النظام هو الأساسويؤكد مساعد مدير دائرة الإعلام بالهيئة بدر بن ناصر الجابري أن النظام هو الأساس للوصول إلى الاستهلاك السليم والصحيح الذي يبعد المستهلك من الوقوع في أي حرج، وهو الحل لكل من يرى صعوبة في الاستهلاك الشهري أو في المناسبات.ويوضح الجابري أن الهيئة أولت التوعية بالثقافة الاستهلاكية اهتمامًا كبيرًا، كونها مدخلًا إلى تعريف أفراد المجتمع بأهمية التنظيم الجيد لمصروفاتهم.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على