الحكومة العراقية الجديدة.. بين «الأبوية» والعودة للطائفية

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

يترقب العراقيون تشكيل الحكومة العراقية التي يعقدون عليها الكثير من الآمال للقضاء على الفساد المنتشر في البلاد، وإعادة بناء العراق بعد القضاء على تنظيم "داعش".

وبعد الانتخابات التشريعية تدخل الكتل الفائزة في مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة غالبية، وليس من المستبعد أن تخسر الكتلة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية قدرتها على تشكيل حكومة، بفعل تحالفات بين الكتل البرلمانية الأخرى.

حكومة أبوية

وفي إطار تشكيل الحكومة دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى تشكيل "حكومة أبوية" خلال لقاءاته مع قادة القوى السياسية الرئيسية في البرلمان المقبل، وبعضها ممن استبعده من التحالف في وقت سابق، هذه "الحكومة الأبوية" تعني أنه يمكن أن تحوي جميع المكونات السياسية، بما فيها زعم ائتلاف الفتح، شريطة اقتناعه برؤية إصلاحية مشتركة مع المحور الثلاثي (سائرون، والحكمة، والنصر).

إقرأ أيضا : لماذا «الثعلب الإيراني» موجود في العراق؟ 

والتقى الصدر هادي هادي العامري المقرب من إيران، وأحد أبرز قيادات فصائل الحشد الشعبي التي لعبت دوراً حاسماً في إسناد القوات الأمنية خلال المعارك لدحر تنظيم "داعش".

وفي أعقاب الانتخابات التشريعية ، أعلن الصدر، الذي فاز تحالفه بـ54 مقعداً برلمانياً، مد اليد لأغلبية القوى السياسية في تغريدة على "تويتر"، لم يذكر فيها تحالف "الفتح" الذي يتزعمه العامري.

الصدر أشار إلى أن اللقاء بحث تطورات العملية السياسية في البلد، مؤكداً "ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة أبوية بأسرع وقت ممكن".

كما بحث الصدر، مساء أمس الإثنين، مع رئيس الوزراء العراقي الأسبق زعيم ائتلاف "الوطنية" إياد علاوي، تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن الاصطفافات الطائفية.

وناقش الجانبان آخر تطورات العملية السياسية، وأهمية العمل بمبدأ الوطنية الحقيقية، والابتعاد عن كل أنواع الاصطفافات والتخندقات.

وأكد الصدر أولويات الشعب العراقي في محاربة الطائفية والفساد وتثبيت أسس العدالة الاجتماعية والتنعم بخيراته وموارده.

ويُنظر إلى الصدر وعلاوي على أنهما من الشخصيات العراقية البعيدة عن دائرة نفوذ الجارة إيران في بغداد، حسب "إرم نيوز".

وسبق أن التقى الصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يحمل رسالة بأن "الحكومة ستكون شاملة.. دون إقصاء لأحد".

إقرأ أيضا : عودة «الصدر» للمشهد السياسي في العراق.. صفعة على وجه إيران 

وقال الصدر في مؤتمر صحفي مع العبادي: "يدنا ممدودة للجميع.. ما دام يريد أن يبني الوطن وأن يكون القرار عراقيا".

ويظهر اللقاء بين العبادي والصدر أن الطرفين يحاولان تشكيل حكومة ائتلافية بعدما جاء تحالف "سائرون" الذي يقوده الأخير في المركز الأول بحصوله على 54 مقعدا في البرلمان المكون من 329 عضوا، حسب الـ"بي بي سي".

مفاوضات الفرقاء

وشكل الصدر وفدا تفاوضيا برئاسة القيادي البارز في الهيئة السياسية للتيار الصدري ووزير العمل السابق نصار الربيعي لكي يبدأ مفاوضات مع جميع الفرقاء بهدف تكوين الكتلة الكبرى، التي تؤدي في النهاية إلى تشكيل ما بات يسميه الصدر في أثناء لقاءاته مع الفرقاء بـ"الحكومة الأبوية".

لكن ومع عدم وجود تفسير واضح لمفهوم الحكومة الأبوية سوى شمولها الجميع دون استثناء، وهو ما يخالف ما كان قد طرحه الصدر في أثناء انتفاضة الإصلاح عامي 2015 و2016، فإنه وجد نفسه مرغما جزءا من محور لا بد أن يكون قريبا من معسكر إقليمي - دولي، حسب "الشرق الأوسط".

إقرأ أيضا : «انتخابات العراق».. معركة بين إيران وأمريكا 

وحسب الصحيفة فإن صراع المحاور والمعسكرات هو الذي يهيمن على الحراك السياسي الحالي في وقت بدأت تتراجع مفاهيم كانت قد سادت قبيل إعلان نتائج الانتخابات وفي المقدمة منها البرامج والمشاريع لا الشخوص أو المسميات.

حكومة طائفية

وتزامنا مع هذه المشاورات نجد أن هناك مخاوف من سيطرة "الطائفية" على الحكومة الجديدة، حيث حذر حسين العادلي المتحدث باسم ائتلاف "النصر" الذي يتزعمه العبادي، من العودة إلى الاصطفاف الطائفي في تشكيل الحكومة ومجمل سلطات البلاد، بعد الانتخابات التي شهدها العراق مايو الجاري.

وقال الناطق باسم ائتلاف "النصر": "بعد أن تجاوزنا الانقسام الطائفي والقومي في دفاعنا المقدس ضد داعش، وبعد أن نجحنا بخوض الانتخابات بقوائم وطنية عابرة لتخوم التخندق الطائفي، نرى اليوم بعض الساسة يحاولون إعادة بناء الجبهات الطائفية كأساس لبناء تحالفات وجبهات سياسية تتقاسم السلطة لتعيد العراق لمربع محاصصة المكونات للدولة".

وطالب الشعب والقوى الوطنية بالوقوف بالضد من أية محاولة تعيد إنتاج دولة المكونات على حساب دولة المواطنة والمؤسسات، مؤكدا أن "ائتلاف النصر كان وما زال وسيبقى مشروعا وطنيا يقف بالضد من أي محاولة لتقسيم البلاد على أساس من مصالح وهويات المكونات على حساب مصالح وهوية العراق الموحد"، حسب "سبوتنيك".

إقرأ أيضا : الانتخابات العراقية.. هل تنقذ البلاد من الانقسامات الطائفية؟ 

كل المؤشرات تشير إلى أن الصدر سيلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل الحكومة المقبلة، وخاصة اختيار رئيس الوزراء.

ومن المفترض أن تتشكل الحكومة خلال 90 يوما من إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، لكن المفاوضات قد تستمر لوقت طويل.

شارك الخبر على