صحة الرئيس الفلسطيني.. روايات متضاربة وضبابية حول خلافة «أبو مازن»

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

أثار الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" بعد دخوله المستشفى ثلاث مرات خلال أسبوع واحد فقط، الكثير من الغموض حول مستقبل القيادة الفلسطينية، كما أصاب تكرار دخوله المستشفيات الشارع الفلسطيني بقلق كبير.

بدأ الوضع الصحي لمحمود عباس يتدهور منذ ثلاث سنوات تقريبا، وعاش خلال تلك الفترة انتكاسات صحية متزامنة ودخل بسببها المستشفى عدة مرات.

ورغم أن الروايات الرسمية عن الحالة الطبية للرئيس الفلسطيني تدعو إلى عدم القلق وأنه لا خطر على حياته، فإن عمر أبومازن المتقدم (83 عاما)، كما تكرار دخوله إلى المستشفيات، يرفعان من مستوى القلق على صحة الرئيس ومستقبل السلطة الفلسطينية من بعده.

روايات متضاربة

وتضاربت الروايات حول الحالة الصحية لـ"أبومازن"، ففي الوقت الذي تقول مصادر رسمية فلسطينية في رام الله إنه أُدخل للمستشفى للمرة الثالثة خلال أسبوع وإن حالته "مطمئنة"، تتحدث مصادر أخرى عن سبب آخر لإدخاله المستشفى وأن وضعه الصحي غير مطمئن.

إقرأ أيضا : بعد محاولة اغتيال «الحمد الله».. الاحتلال الإسرائيلي الرابح الأكبر 

مدير المستشفى الذي يعالج الرئيس الفلسطيني سعد السراحنة قال، إن "حالته الصحية مطمئنة ونتائج الفحوص طبيعية"، فيما أعلنت إدارة المستشفى أنه لا وقت محددا لمغادرته.

وأضاف مدير المستشفى: "الرئيس محمود عباس دخل المستشفى الاستشاري العربي.. صباح الأحد لإجراء فحوص طبية بعد الجراحة التي أجريت له قبل ثلاثة أيام في أذنه الوسطى، كل الفحوص كانت طبيعية وحالته الصحية مطمئنة".

أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، قلل من شأن المخاوف بشأن حالة الرئيس الفلسطيني.

وتابع عريقات إن "الرئيس يعاني من التهاب في الأذن تطور بعد العملية التي قام بها مؤخرا".

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن عباس خضع لعملية بسيطة في الأذن يوم الثلاثاء الماضي، ودخل المستشفى مجددا ولفترة وجيزة الليلة قبل الماضية، وقال مسؤول فلسطيني إن عباس دخل المستشفى الأحد لارتفاع حرارته.

كما نشرت "وفا" الصور الأولى للرئيس الفلسطيني مساء الاثنين من المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج وهو يظهر بحالة صحية جيدة.

ورغم كل هذه التطمينات، ذكرت مصادر إسرائيلية أن الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني، "ليست جيدة"، على خلاف ما يروج له الأطباء الفلسطينيون، وعريقات، مشيرة إلى أنه يعاني التهابا في الرئتين، وارتفاع درجة حرارة جسمه، حسب موقع "المصدر".

فيما ذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية استنادا إلى مصادر مطلعة في رام الله أن الرئيس الفلسطيني مصاب بالتهاب رئوي حاد، مضيفة أن حرارة جسمه وصلت إلى أربعين درجة مئوية، وأن الأطباء يحاولون خفضها، مشيرة إلى أن الرئيس الفلسطيني على جهاز تنفس.

إقرأ أيضا : «السفارة الأمريكية بالقدس».. هدية لنتنياهو وصفعة للفلسطينيين 

دبلوماسيون غربيون أشاروا إلى أن عباس يعاني التهابا رئويا حادا، وارتفاعا في الحرارة، وصعوبة في التنفس، وأن وضعه غير مطمئن، حسب "القناة العاشرة".

ونقلت القناة عن أحد الأطباء بالمشفى الذي يعالج فيه قوله إن: "عودة عباس للمستشفى غير مرتبطة بالعملية التي أجراها سابقًا في أذنه، ويخضع للعلاج بالمضادات الحيوية في أعقاب اكتشاف التهاب رئوي لديه".

ضبابية الخلافة

ورغم محاولات التطمينات الرسمية فإنها فشلت في تبديد القلق حول ما يجري في الساحة الفلسطينية، فالوضع الصحي لـ"أبومازن"، طرح الكثير من التساؤلات حول خليفة الرئيس الفلسطيني، التي يشوبها الكثير من الضبابية.

فهناك الكثير من التكهنات بأن الوضع الصحي للرئيس أبو مازن يجعله على أعتاب مرحلة لن يكون قادرا فيها على ممارسة مهامه، مما يعقد أكثر الملف الفلسطيني، حسب "العرب".

ويستغرب المراقبون عدم وجود حراك عربي وخارجي لتنظيم خلافة عباس، ويعيد بعض الخبراء أمر ضبابية خلافة عباس إلى نجاح عباس نفسه في إغلاق الطريق على أي محاولات لإدخال تعديلات على طبيعة السلطة وسبل الحكم داخلها، حسب "العرب".

إقرأ أيضا : من مقاطعة الشاب الفلسطيني إلى السب.. مواقف تفضح «سفير الاستيطان»

من جانبه يرى محمد جمعة الباحث في الشأن الفلسطيني بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن غياب الرجل الثاني القوي في السلطة الفلسطينية، سيجعل من خليفة أبو مازن شخصية ضعيفة للغاية. مضيفا أنه "لا بد من وجود حضور مصري وعربي لترتيب المرحلة، لأنه من الصعب وصول قيادة جديدة لفلسطين دون أطراف موافقة عربية، وإذا تركت الساحة أمام قادة فتح لتقرير مصير الحركة ومنظمة التحرير والسلطة، فإن ذلك سيدفع إلى صراع شرس بين قامات كبيرة"، حسب الصحيفة.

تجدر الإشارة إلى أن عباس تولى منصبه بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2004، وخاض محادثات السلام مع إسرائيل برعاية أمريكية لكن المفاوضات توقفت عام 2014، كما يتولى عباس رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأعيد انتخابه لهذا المنصب في الرابع من الشهر الجاري.

شارك الخبر على