خالد بن الوليد.. سيف الله الذي لم يُهزم في معركة قط

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

دائما ما يذكر التاريخ أصحاب الانتصارات في المعارك ويشيد بهم في ذكرى تلك الغزوات، ولعل التاريخ الإسلامي حافل بتلك الشخصيات التي نقشت اسمها في ذاكرته من خلال تلك الانتصارات، ولكن قد تجد منهم من خاض معركة واحدة فانتصر، ومنهم من خاض معارك فانتصر في بعضها وهُزم في الأخرى، ولكن عندما نبحث في التاريخ عن البطل الذي لم يهزم في معاركه قط سنجد اسم الصحابي الجليل خالد بن الوليد بازغا أمامنا فهو "سيف الله المسلول" الذي لقبه به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

من هو خالد بن الوليد؟

هو خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي، ينتمي إلى أشراف قبيلة بني مخزوم، يلتقي في النسب مع الرسول عند الجد السادس وهو مرة بن كعب، وله شقيقان من الصحابة وهما الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، وعمه هشام بن المغيرة من أشراف قريش، تربى في الصحراء، وتعلم الفروسية منذ صغره، وكان حاضرا في ساحات المعارك، وتميز بالشجاعة والنبوغ.

دخل الإسلام بعد أن دعاه إلى ذلك شقيقه الوليد الذي تلقى رسالة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم يسأله من خلالها أن يدعو خالد إلى الإسلام، وكان قبل دخول الإسلام معاديا للمسلمين وخاض معارك ضدهم، حيث كان له دور في انتصار المشركين على المسلمين في غزوة أحد.

صاحب بن الوليد في دخوله الإسلام عام 8 هجرية عثمان بن طلحة وعمرو بن العاص، لذا قال الرسول وقتها "إن مكة ألقت إلينا أفلاذ كبدها" فرحا بدخول الثلاثة الإسلام في نفس العام.

يضرب أكبر مثل في الشجاعة

تميز خالد بن الوليد بشجاعته، فبعد استشهاد كل من زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة في غزوة مؤتة، حمل الراية وبالرغم من حالة الجيش السيئة في ذلك الوقت فإنه تمكن بذكائه من خداع جيش الروم والغساسنة، حتى أنهم ظنوا أن هناك مددا من جيش المسلمين غير الذي أنهك في المعركة، وبعدها قرر خالد الانسحاب، وظن الروم أنها مكيدة، وبذلك تمكن بن الوليد من الحفاظ على جيش المسلمين بعد وفاة ثلاثة من قادته، وبعد شجاعته في مواجهة الروم لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بـ"سيف الله المسلول".

اختاره أبو بكر الصديق ليكون قائدا للجيوش المتجهة إلى فتح العراق، وخاض معارك حتى أصبح معظم العراق تحت سيطرة المسلمين، ثم اتجه بعد ذلك إلى الشام وقاتل الروم قرب نهر اليرموك، فقتل الآلاف منهم، وانتصر في المعركة.

لماذا بكى خالد بن الوليد عندما حضرته الوفاة؟

بالرغم من خوضه العديد من المعارك فإن الوفاة حضرته في الفراش، فبكى قائلا "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلّا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"، فقد تمنى خالد أن يموت شهيدا في أرض المعركة.

شارك الخبر على