رسالة للصائمين.. على المسلم أن يستغل رمضـــان في الطـــاعة

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

منذر بن عبد الله السيفيرمضان لم يشرع لإرهاق النفوس وإتخام البطون وتجويع النفوس، وإنما يريد الله عز وجل أن يرفع قدر الصائمين ويعلي منزلتهم في عليين وأن يدخلهم من باب الصائمين باب الريان الذي لا يدخله إلا من صام إيماناً واحتساباً، وقد صدق الله العظيم القائل في محكم الكتاب المبين: {إن المتقين في مقام أمين. في جنات وعيون. يلبسون من سندس واستبرق متقابلين. كذلك وزوجناهم بحور عين}.قل لأصحاب القلوب الغافلة أما آن لها أن تستيقظ من سباتها، وتزيل ركام الران الذي طغى على قلوبها وتلبس لبوس التقوى لأنه خير زاد، ولباس التقوى ذلك خير ويقطع مشاهدة القنوات، التي آلت على نفسها أن تفسد صيام الصائمين إلا عباد الله المخلصين قل لأقدام تعبت في الأسواق وظنت أن رمضان شرعه المولى للأكل ولذيذ الشراب وأيد تعبت من كثرة كتابة الأرقام ورميها للفتيات في المحلات والطرقات، اللاتي لم يستجبن لنداء الحق {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} آما آن لبعض بنات المسلمين أن يلتزمن الستر والحجاب ويكون يريد الله عز وجل أن يرفع قدر الصائمين ويعلي منزلتهم في عليين، فلله در أسماء الصديقة بنت الصديق تشق نطاقها خدمة للإسلام وإعلاء لكلمة التوحيد، واستحقت بذلك أن تكون حاملة لواء النطاقين فهي ذات النطاقين، فقد وضعت فيه طعام حبيبها سيد الثقلين وصاحب الورد والحوض، وبنات اليوم يشققن الحجاب ويظهرن ما خفي من الأيدي واللباس وإلى الله المشتكى وعليه التكلان. وأما العباءة ففيها من الألوان ما يذهل الألباب ومن الزركشة ما يأخذ بالنواصي والأقدام وحدث ولا حرج اللحاف الملون الذي يذهب باللباب ويأخذ بالأبصار وحجتها في ذلك أنه غير شاذ ولا ملفت للأنظار ونسيت المسكينة أن قلوب الرجال أرق من بيت العنكبوت في الخلوات.فيا أسفاه على زمن تلاعب بالبنات، وجعل الرجال مثل الخيط تحركه الريح من كل مكان، أين عائشة التي احتجبت بالحجاب وتسربلت بفضفاض اللباس لكون عمر بن الخطاب رضي الله عنه دفن في غرفتها لكونه رجلا أجنبيا وإيمانها لا يرضى أن تجلس بالخفيف من اللباس، وأين من فاطمة يوم دخلت عليها بنت عميس ووجدتها باكية فسألتها عن الخطب فقالت غدا أموت وكفني يجسم عورتي والرجال يحملونني ويرون عورتي، فقالت لها يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك، ألا أدلك على عمل تعمله نساء الجنة إن لقين الله قالت لها ويحك وما هو دليني عليه فقالت كن يحملن على تابوت أي صندوق ولا يراهن الرجال فاستبشرت الزهراء، وتهللت فرحا وسرورا، وأوصت أن تحمل على تابوت أي صندوق فحملوها بعد وفاتها على ما أوصت فنالت بذلك شرف أول امرأة تحمل على صندوق وصدق الشاعر العربي الذي قال:لو كانت النساء كمثل هذه ××× لفضلت النساء على الرجالوجاء من حديث المرأة من فوق سبع سموات طباق الحضان الرزان عائشة أم المؤمنين قولها “لكل شيء عمود وعمود الأخلاق الحياء”.قل لمن هجر الصلوات، وعصى ربه في الخلوات أما آن لقدميك أن تنفض غبارها، وتدخل فتأنس وتصلي مع أحبابها، وتصالح مسجد حيها قل لأصحاب نغمات الهاتف الذين ضايقوا عباد الله بالنغمات والأغاني الموسيقية التي تهز أركان المسجد، وتحرك القلوب إلى المعصية وتثير الأشجان إلى الرذيلة آما آن لمثل هؤلاء أن يستبدلوا ذلك بالقرآن العظيم والذكر الكريم. ولكن مع الأسف بيوت تبنى في النهار بالطاعات وتهدم في الليل بالرذيلة ومحاربة الملك الجليل فما إن يدخل الليل إلا وجاهر الله بالمعصية، وأطلق العنان على نفسه وارتكب أبشع الأوزار وبقي تحت الشاشات ينظر ما لذ وطاب من مفاتن النساء دون أن يكون للقرآن نصيب، وللذكر طريق وذهب الصيام أدراج الرياح وكأنه لم يمر طيفه عليه أبداً ولم يستشعر لذته.وهذا هو حال الكثير من المسلمين والمسلمات الصوم عندهم امتناع وإمساك في النهار وسهر وأوزار في الليل والله المستعان وهؤلاء لم يستفيدوا من مدرسة الصوم، ولم يتعلموا الصبر فهم للصيام مثل قطاع الطرق لا هم لهم إلا أكل الأعراض والسهر إلى الفجر وفوات صلاة الفجر مع الجماعة، وذوب قول الحق تعالى من قلوبهم وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً وقول سيد الخلق صل الله عليه وسلم: “من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله” أي في حفظ الله ورعايته وفي الجانب الآخر.وإذا جئنا إلى الفتاة فلا هم لها إلا فستانها وماكياجها ونهارها في المطبخ والنوم وليلها في الأسواق لا ترتع وحديثها فلانة فستانها جميل وعباءتها كذا وكذا، وحدث ولا حرج في مشاهدة المسلسلات والفوازير ونصيب القرآن لا يتجاور الدقائق ولله در السلف الصالح كانوا لا يتوقفون عن الصيام فهذا الإمام الحجة محمد بن عبدالله الخليلي كان يكثر من الصيام حتى فقد بصره رحمة الله وعرف عن السلف أنهم لا يؤخرون الصوم في أيام البيض والاثنين والخميس وصوم التطوع، فلله در أولئك العظماء الأفذاذ الذين أنجبتهم هذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيباً وصدق فيهم ما قاله العلامة أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي رحمة الله تعالى: تراهم في ضمير الليل مثل الخيالات تسبيح وقرآن، إن رمضان مفتاح باب الريان الذي لا يدخله إلا من صام إيماناً واحتساباً جاء عن ابن خزعة: “إن في الجنة لباباً اسمه الريان لا يدخل معه إلا الصائمون فإذا دخلوا أغلق ومن دخل شرب ومن شرب لم يظمأ بعدها أبدا” عجبا لهذا النبي يرى الأمة أن تعدل قبل أن تقاتل فإن قاتلت وهي ظالمة لم تنصر أبدا.فما بالنا اليوم إذا تأخر الطعام أو الشراب عن موعده ووقته أو سكب أحد الأبناء شيئاً على مائدة الإفطار أنثلث راجمات الصواريخ من كل مكان وانفجرت القنابل أرجاء البيت والعمران وتقرر استخدام حق اللجوء السياسي والفيتو من أجل ضبط النفس، ولو أعادوا الكرة لكان الطلاق أفضل الحلول وأنجحها في عبور هؤلاء الذين لا يعيرون الأعراف والقيم والمبادئ اهتماما، ورمضان هو حياة الإنسان وعمره، وعليه أن يستغل لياليه وأيامه وساعاته في طاعة ربه، قبل أن تزل قدم بعد توكيدها وليت ساعة مندم ولا ينفعه يومئذ لزمه وسيقف للسؤال وحده إن خيراً فخير وإن شراً فشر والجزاء من جنس العمل {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا.. وينقلب إلى أهله مسرورا.. وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا}.وكم من كان يتوقع موت أبيه قبله فمات قبل أبيه فكم من مريض ينتظر موته ولكن مات الصحيح بغير علة ورحل إلى دار الخلود ودخل بيت دود يتمنى أن يعود ولكن لن يعود إلى يوم يبعثون والأمر لله الواحد المعبود فهو من بيده مقاليد الأمور وهو المعرف لها..يا أيها المشتاق قبل بلوغه مهلا فإن الواردين قليلمهلا فإن الموت آت غرة حبل الأماني لا يدوم طويلما زلت أنت معاند ومكابر لله لم ترضَ إليه سبيلأثقلت عمرك بالمعاصي دونما وجل من المولى ولا تحويل

شارك الخبر على