امرأة لا تتحدث إلا بالقرآن..!

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

فى خضم الثورة الصوتية للعلاقة بين الرجل والمرأة، صعب أن تحصل على مفردة موضوعية تحدد بوضوح وجلاء مرجعية الصراخ العاطفى بينهما.. ومرجعية الصداع الاجتماعى الذى تسببه الدعوات المفرغة والمفزعة.. ومرجعية الصراع النفسى الذى يتشكل فى هيئة السؤال المرعب: (من يهزم من؟) والذى فى ناره تبدو استحالة تعديله إلى صيغة (من يسعد من؟) وهى الصيغة التى ينبغى أن تكون.. 
فى هذه الأجواء تحلق الذاكرة لتستدعى صورة حوارية بألف معنى ومعنى، صورة من صور حكمة المرأة أو المرأة الحكيمة، وأدعوكم إلى سماع هذا الحوار المثير لكثير من علامات التعجب والإعجاب تحت وهج المصباح النسائى.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بينما كان عبد الله بن المبارك فى طريقه إلى الحج وجد عجوزا عربية قد اتخذت مكانا نائيا، فذهب إليها وقال لها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قالت: ‭»‬سلام قولا من رب رحيم‭.«
- فقال لها ماذا تصنعين هنا؟
قالت: ‭»‬من يضلل الله فلا هادى له‭.«
- فسألها عن وجهتها؟
فقالت: ‭»‬سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى‭.«
- فقال لها: وكم لبثت هنا؟
قالت: ‭»‬ثلاث ليال سويا‭.«
- قال لها: وأين طعامك؟
قالت: ‭»‬هو يطعمنى ويسقين‭.«
- قال لها: وأين ماء الوضوء؟
قالت: ‭»‬فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا‭.«
- فقدم لها بعض الطعام وقال لها: هذا طعام حلال فكلى.
قالت: ‭»‬ثم أتموا الصيام إلى الليل‭.«
- فقال لها: هذا ليس شهر رمضان.
قالت: ‭»‬فمن تطوع خيرًا فهو خير له‭.«
- فقال لها: ورخصة الإفطار فى السفر؟
قالت: ‭»‬وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون‭.«
- فقال لها: تكلمى بمثل لهجتى.
قالت: ‭»‬ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد‭.«
- قال لها: من أى القبائل أنت؟
قالت: ‭»‬ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا‭.«
- قال لها: سامحينى فقد أخطأت.
قالت: ‭»‬لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم‭.«
- فقال: أتدركين قافلتك على ناقتى؟
قالت: ‭»‬وما تفعلوا من خير يعلمه الله‭.«
- قال لها: اركبى.
قالت: ‭»‬قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‭.«
- قال لها بعد أن أناخ الجمل: هيا..
قالت: ‭»‬سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين‭.«
- ولما أخذ بزمام الناقة وصاح..
قالت: ‭»‬واقصد فى مشيك واغضض من صوتك‭.«
ولما أخذ يمشى الهوينى ويحدو..
قالت: ‭»‬فاقرؤوا ما تيسر من القرآن‭.«
- قال لها: لقد أوتيت خيرا كثيرا.
قالت: ‭»‬وما يذكر إلا أولو الألباب‭.«
- فقال لها: يا خالة.. هل لك من زوج؟
قالت: ‭»‬يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم‭.«
ولما أدرك القافلة التى ضلت.. 
- سألها: هل لك ولد أو قريب فى الحياة؟
فقالت: ‭»‬المال والبنون زينة الحياة الدنيا‭.«
- ولما سألها: وما عمل أولادك فى القافلة؟
قالت: ‭»‬وعلامات وبالنجم هم يهتدون‭.«
- ولما سألها عن أسماء أولادها.
قالت: «واتخذ الله إباهيم خليلا»، «وكلم الله موسى تكليما»، «يا يحيى خذ الكتاب بقوة»
ولما نادت عليهم بأسمائهم لبوا مسرعين.. فقالت لهم:
‭»‬فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه‭.«
- ولما جاؤوا بالطعام. قالت لابن المبارك:
‭»‬كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الأيام الخالية‭.«
- ولما استوضح الأمر من أولادها.
قالوا: إن أمهم لم تتكلم إلا بالقرآن منذ أربعين سنة، خوفا من الخطأ واستمساكا بكلام الله ومحبة له.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على