نيويورك تايمز شركة إسرائيلية متورطة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

منذ أكثر من عام، بدأ المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقاته في التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة عام 2016، والتي طالت العديد من المقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أشارت إلى لقاء أعضاء كبار في حملة المرشح آنذاك دونالد ترامب، بمن فيهم ابنه دونالد ترامب الابن، مع مجموعة صغيرة من الأشخاص من الشرق الأوسط، قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نوفمبر 2016، وعرضوا مساعدة ترامب للفوز في السباق ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وأضافت الصحيفة أن المجموعة تضمنت متخصصا إسرائيليا في التلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي، ومبعوثا لأمراء عرب، وإريك برينس، وهو متبرع جمهوري والرئيس السابق لشركة الأمن الخاصة "بلاك ووتر" وشقيق بيتسي ديفوس وزيرة التعليم الأمريكية.

ووفقًا للتقرير، فقد عُقد الاجتماع الذي وقع في 3 أغسطس 2016 في برج ترامب بمانهاتن في المقام الأول لتقديم المساعدة لفريق ترامب، وإقامة علاقات بين حضور الاجتماع والمقربين من ترامب.

اقرأ المزيد: صهر ترامب.. علاقاته الاقتصادية مع إسرائيل وراء قرار نقل السفارة

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الخبير الإسرائيلي، جويل زامل، أكد "قدرة شركته في مساعدة حملة ترامب، كما أن شركته وضعت بالفعل عرضًا بملايين الدولارات لتقديم خدمات للتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في انتخاب ترامب".

وطبقًا لتقرير نيويورك تايمز، فإن الشركة وظفت العديد من ضباط المخابرات الإسرائيليين السابقين، ومتخصصة في جمع المعلومات وتشكيل الرأي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كما يعد "زامل" المدير المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة التحليل الجيوسياسي والاستشارات التجارية "ويكي ستارت".

وتابع التقرير أن الخطة تضمنت استخدام الآلاف من حسابات وسائل التواصل الاجتماعية الوهمية، للترويج لترشيح ترامب على منصات مثل "فيس بوك".

وفي الوقت نفسه كان جورج نادر، المستشار المقرب لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، الذي نقل إلى ترامب جونيور قوله: إن "أولياء العهد في السعودية والإمارات حريصون على مساعدة والده في الفوز بانتخابات الرئاسة".

اقرأ المزيد: إن بي سي: أمريكا أيدت حصار قطر بعد رفضها التعاون مع صهر ترامب

وذكر التقرير أن نادر قال إن الأمراء "رأوا في السيد ترامب زعيما قويا يملأ الفراغ الذي اعتقدوا أن أوباما قد تركه في الشرق الأوسط"، وأضاف نادر أنه سيكون من دواعي سرور الأمراء دعم ترامب قدر استطاعتهم.

وقالت "نيويورك تايمز": إن "ترامب الابن وافق على هذه العروض بتقديم المساعدة، وبعد ذلك الاجتماع، أصبح نادر حليفا وثيقا لمستشاري حملة ترامب، جاريد كوشنر، صهر السيد ترامب، ومايكل فلين، الذي أصبح أول مستشار للأمن القومي للرئيس".

كما ورد أن "نادر" يروج لخطة سرية لاستخدام مقاولين من القطاع الخاص لزعزعة استقرار إيران، العدو الإقليمي للسعودية والإمارات.

وبعد فوز ترامب في الانتخابات، دفع نادر لـ"زامل" "مبلغًا كبيرًا من المال، قدره أحد المصادر بما يصل إلى مليوني دولار"، وفي الوقت الذي قالت فيه الصحيفة الأمريكية، إن هناك روايات متضاربة بخصوص دفع هذه الأموال، إلا أنها أشارت إلى "قيام شركة مرتبطة بزامل بتقديم عرض مفصل لنادر عن دور حملات وسائل التواصل الاجتماعي في فوز ترامب بالانتخابات".

اقرأ المزيد: فضيحة «كامبريدج أناليتيكا» تصل إلى إسرائيل

ويمثل هذا الاجتماع محورًا للتحقيقات الجارية التي أجراها روبرت مولر، والذي كلف العام الماضي بفحص التعاون والتنسيق المحتمل بين حملة ترامب وروسيا في الفترة التي تسبق الانتخابات، ويعد الكشف عن الاجتماع، أول مؤشر على أن دولًا أخرى غير روسيا قد تكون قد قدمت المساعدة لحملة ترامب.

وأشار التقرير إلى أن تحقيق مولر مهتم بالكشف عن زيارة نادر للعاصمة الروسية موسكو مرتين خلال الحملة، وارتباط شركات "زامل" بروابط مع روسيا.

وقد استجوب محققون تابعون للمحقق الخاص "زامل"، حيث ذكر التقرير أن اثنين من عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي على الأقل قد سافرا إلى إسرائيل لمقابلة موظفي الشركة الذين عملوا مع حملة ترامب.

وقال التقرير: إن "الشرطة الإسرائيلية عملت مع محققين أمريكيين للاستيلاء على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بإحدى شركات زامل، والتي يجري تصفيتها حاليا".

اقرأ المزيد: لماذا أصبح لقاء «مولر» حقل ألغام لترامب؟

وصرح بوترفاس محامي ترامب الابن، لصحيفة "نيويورك تايمز" في بيان "قبل انتخابات عام 2016، يتذكر دونالد ترامب الابن اجتماعًا مع إريك برينس، وجورج نادر، وشخص آخر قد يكون جويل زامل، وعرضوا خططا للترويج للحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ترامب الابن لم يكن مهتمًا، وانتهى الأمر هنا".

من جانبه قال محامي زامل، مارك موكاسي: إنه "لم يكن لجويل زامل، ولا أي كيانات مرتبطة به، أي تورط من أي نوع في الحملة الانتخابية الأمريكية، كما أوضحت وزارة العدل من اليوم الأول أن جويل وشركاته لم يكونا هدفًا للتحقيق، وتعاون موكلي بشكل كامل مع الحكومة للمساعدة في تحقيقاتهم"، مضيفا "كان هناك اجتماع قصير، ولم يتم عرض أي شيء ملموس لأي شخص، ولم يُنفذ شيء منه".

يذكر أن هذا الاجتماع، جاء بعد شهرين من لقاء ترامب الابن، وكوشنر ، وآخرون، بمحام روسي وعدهم بمعلومات لتشويه سمعة هيلاري كلينتون.

شارك الخبر على