مصنع الذخيرة بداية لصناعات عسكرية

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

علي بن راشد المطاعنييكتسب افتتاح مصنع الذخيرة في السلطنة- أحد استثمارات صناديق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية- أهمية كبيرة على العديد من الأصعدة والمستويات التي تعزز الصناعة العسكرية في البلاد، بل يشكل نواة لصناعات أخرى تسهم في سد احتياجات قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية من العتاد العسكري.لاشك أن مصنع الذخيرة الذي شيد عام 2015 بتوجيهات من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- القائد الأعلى لقوات السلطان المسلحة، ‏يعكس الرعاية السامية لهذه القوات والعمل الدؤوب لتطوير قدراتها مواكبة للتطور الذي تشهده في مسيرتها، ولتتماشى مع التطور التكنولوجي الذي تشهده الصناعات العسكرية، وأن تكون قوات السلطان المسلحة جزءا لا يتجزأ منه، وذلك من خلال جلب التقنيات الحديثة في التصنيع العسكري وتسخيره في إيجاد صناعات عُمانية، وذلك من خلال الاستفادة من خبرات الشركات العسكرية العالمية مثل شركة (Manurhin) كشريك إستراتيجي في تصنيع المعدات اللازمة لهذا المصنع.فصنع الذخيرة الذي استثمر فيه قرابة الـ60 مليون ريال عُماني يعد خطوة لإقامة مصانع أخرى في الأجهزة العسكرية ومعداتها المتعددة، ونجاح هذا المشروع الأول من نوعه في السلطنة يشكل بداية لاستثمارات أخرى في السنوات المقبلة بإذن الله، خاصة مع الاهتمام الذي توليه صناديق تقاعد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية للاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية الهادفة إلى تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية في البلاد.ومن شأن المصنع الذي يُدار من قبل الشركة العُمانية لإنتاج الذخائر أن يسهم في تطوير الصناعات العسكرية وتصدير الفائض من منتجاته إلى دول الجوار والدول الأخرى، خاصة وأن منتجاته تتمتع بجودة عالية وفق معايير حلف شمال الأطلسي (الناتو) وما يمثله ذلك من ثقة للأجهزة العسكرية والأمنية بدول العالم في منتجات المصنع، وذلك من شأنه فتح المزيد من الأسواق لبيع منتجاته، ويعزز الثقة في التوسع في هذا المجال.ومن حسن الطالع أن نجد أن المصنع يسهم بإيجابية في تشغيل كوادر عُمانية مؤهلة بنسبة 100% وتدربت بالخارج تدريبا متقدما، فضلا عن إنه سيفتح الباب أمام المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال إسناد بعض الخدمات للشباب العُماني.بالطبع الاستثمارات في الصناعات العسكرية تعد في حد ذاتها تطورا مهما في العديد من الجوانب الهادفة إلى إثراء الاقتصاد الوطني وبداية لوجود صناعات عسكرية متقدمة تسهم في تغطية متطلبات الأجهزة العسكرية والأمنية المتنامية وفقا للتطور الذي تشهده، كما يفتح أيضا مجالا أوسع للاستثمار من جانب القطاع الخاص عبر شراكات مع شركات عالمية مختصة في هذا المجال.نأمل أن يحقق مصنع إنتاج الذخيرة النجاح في رفد قوات السلطان المسلحة باحتياجاتها من العتاد والذخائر وغيرها، ونشد على أيادي صناديق قوات السلطان المسلحة مهنئين على استثماراتها النوعية ذات القيمة المضافة العالية، آملين أن تستلهم كل الصناديق هذه التجربة الإيجابية وأن تعمل على ابتكار أفكار خلاقة تسهم في رفد اقتصادنا الوطني.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على