إشراقــــــــــات ٢ أليـــــس الصبــــــــــــح بقريــــــــب ؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشروق

الإسلام التونسيّ مالكيّ المذهب أشعريّ العقيدة. هذا هو الأصل. أمّا في الواقع فهو قريب من المذهب الحنفيّ نتيجة وجود هذا المذهب في فترتين من تاريخ البلاد، مع الأغالبة ومع الأتراك. بل هو المستعان به لقضاء الحوائج والمستغاث به عند الشدائد لما فيه من تيسير ومراعاة للظروف والطوارئ بفضل اجتهاد إمام العراق مقارنة بتقيّد إمام المدينة بالنصّ وبعمل أهلها في اقتدائهم بالرسول (ص). والنزعة العقليّة المراعية في التشريع لجلب المصلحة والمعتبرة للمقاصد نزعة مميّزة للثقافة ولمنهج التفكير والتأليف والتعليم في الغرب الإسلامي. والتونسيّ واقعيّ قد طوّع دينه لبيئته وجعله دينا متفتّحا على عادات أهل البلاد المتفاعلة مع مختلف الشعوب المتوسّطيّة عبر العصور بدءا من الأصل الأمازيغي. وإذ جعله متفتّحا جعله أيضا متسامحا. وبتينك الصّفتين الهامّتين ظلّ الإسلام وسوف يبقى في هذه الأرض الطيّبة صالحا لكلّ زمان وفي منأى عن التشدّد والتطرّف . غايته التيسير وهدفه تقبّل الرأي المخالف والتعايش مع الآخر مهما كان مذهبه وعقيدته وديانته . فالمهمّ أن يسود السلام، بمعنى السلم والأمان ، جميع الطوائف والأطياف. وكلّ على دينه كما يقال ، والقانون فوق الجميع ، بفصوله المدنيّة وروحه الإسلاميّة .

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على