رئيس البرلمان و٥ وزراء ورموز "الدعوة" يتغيّبون عن البرلمان الجديد

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
أخيراً أغلقت مفوضية الانتخابات باب التكهنات حول حجوم القوى السياسية المتنافسة وعدد المقاعد، بعد إعلان نتائج الاقتراع الذي جرى الأسبوع الماضي.وكشفت النتائج النهائية تقدم تحالف سائرون، المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يليه "الفتح" الجناح السياسي للحشد الشعبي، وحلّ تحالف رئيس الوزراء في المرتبة الثالثة.وأظهرت النتائج التي أعلنت بعد مرور أسبوع من إغلاق صناديق الاقتراع، فشل قيادات سياسية بارزة بالحصول على مقاعد، على رأسها رئيس البرلمان سليم الجبوري، وزعيمة "إرادة" حنان الفتلاوي، إلى جانب 5 وزراء. كذلك لم يصوّت المقترعون، على وفق النتائج المعلنة، إلى أغلب المرشحين الذين احتلوا التسلسل الأول في عدد من المحافظات، وفي المقابل حققت شخصيات مستقلة نتائج لافتة.وفاز 5 محافظين خاضوا التنافس، أبرزهم محافظ بغداد عطوان العطواني، بالاضافة الى مرشح عن التحالف الديمقراطي المدني لم يعلق لوحات إعلانية، هو الدكتور محمد علي زيني!وأعلنت المفوضية فجر يوم أمس السبت، نتائج الانتخابات النهائية بعد تأجيلها عدة مرات لأسباب غير واضحة، فيما كانت "الهيئة المستقلة" قد تعرضت لضغوطات سياسية من أجل إعادة بعض "الخاسرين"، كما احتُجز عدد من موظفيها في كركوك بسبب شبهات "تزوير".وتسبب ذلك الإرباك على مايبدو، في ظهور نتائج متضاربة خلال الايام الماضية، مثل تراجع كتلة "الفتح" الى المركز الثاني، وصعود تحالف العبادي بدلا منه، ثم انقلب الامر مرة أخرى.وأكدت المفوضية تلقيها 1416 شكوى حول النتائج، بينها 1240 بخصوص التصويت العام، و139 في الخاص، و27 في الخارج.كذلك أوضحت في المؤتمر الأخيرأن بين الشكاوى 33 شكوى حمراء – وهي أخطر أنواع الشكاوى، وقد تتسبب بإلغاء نتائج صناديق- وأشارت أيضا الى أنها ألغت "نتائج 103 محطات" دون ذكر الأسباب.
الضربة القاضيةوفي ائتلاف الوطنية، تعرض رئيس البرلمان سليم الجبوري، صاحب التسلسل رقم 2 في قائمة "علاوي" الى هزيمة كبيرة، حيث لم يستطع الحصول على مقعد برلماني، وحقق أقل من 5 آلاف صوت، فيما قال مكتبه قبل ظهور النتائج النهائية، أنه "حصل على 23 ألف صوت".وتردد أن "الجبوري" كان قد حصل على 11 ألف صوت من تصويت الخارج وتحديداً في قطر، فيما أن عدد العراقيين الذين يحق لهم التصويت هناك نحو 3 آلاف ناخب.ولاحقت رئيس البرلمان، وهو الخارج مؤخراً من الحزب الإسلامي الذي أعلن عدم خوضه الانتخابات، اتهامات كثيرة حول تقرّبه من طهران، والقطيعة مع جمهوره في ديالى.والجبوري غادر حزبه ومدينته أيضاً، حيث خاض التنافس في بغداد، فيما اعتبر مراقبون تلك المناورة بأنها دليل على تراجع شعبيته في ديالى.وخسر الى جانب رئيس البرلمان في قائمة "الوطنية" عدد من النواب، أبرزهم، حامد المطلك، ميسون الدملوجي، وعبدالكريم عبطان، كما فشل حيدر الملا بالحصول على مقعد.كذلك تلقت رئيسة "إرادة" النائبة حنان الفتلاوي خسارة مريرة في عقر دارها، فلم تحصل على مقعد في محافظتها بابل، وعوضاً عن ذلك نجح 3 آخرون من الكتلة في محافظات بغداد، البصرة، والديوانية بالحصول على المقاعد.وانتُقدت "الفتلاوي" بسبب تصريحات اعتبرت "محرّضة" على الطائفية والعنف، كما لاحقتها اتهامات بتلقّي رشاوى مقابل استجواب وزراء ومسؤولين في البرلمان.
التسلسل رقم (1)ومن اللافت من النتائج المعلنة، خسارة أصحاب التسلسل الاول لثلاثة أكبر قوائم في البصرة. حيث فشل كل من جواد البزوني الأول في قائمة "الحكمة" في المحافظة، والنائب عامر الخزعلي (النصر)، وحسن الراشد (الفتح) بالحصول على مقاعد.كذلك لم يحصل النائب عزيز العكيلي، وهو صاحب التسلسل الاول في قائمة "الحكمة" في ذي قار على مقعد، كذلك لم ينجح صادق الركابي، الاول في قائمة "النصر" في ذي قار أيضا في حجز مقعد، والأمر ذاته حصل مع علي العلاق المرشح على رأس قائمة "العبادي" عن بابل.وغاب عن ائتلاف النصر، النائب عباس البياتي، ومحمود الحسن الذي عرف في الانتخابات الماضية بتوزيع سندات منازل الى مواطنين مقابل انتخابه.أيضا خسر النائب المثير للجدل مشعان الجبوري وابناه الاثنان يزن وهوازن في الحصول على مقاعد في بغداد وصلاح الدين ونينوى. والجبوري كان قد استبعد عام 2010 من الانتخابات لاتهامه بإثارة "الطائفية"، وهو عرف بمواقفه المتناقضة واعترافه المتكرر بتلقيه رشاوى إلى جانب عدد من النواب في لجنة النزاهة.ومن النواب الذين سيغيبون عن الدورة البرلمانية الجديدة، رئيس المجلس الأعلى همام حمودي، صاحب التسلسل رقم 2 في "الفتح" عن بغداد، الى جانب عدد من النواب انضموا مؤخراً الى قائمة "الحشد"، أبرزهم، إسكندر وتوت عن بابل، عبدالرحمن اللويزي عن نينوى، جاسم محمد جعفر، ونيازي أوغلو عن صلاح الدین.كذلك خسر النواب عن دولة القانون، أبرزهم، موفق الربيعي، وقصي عبد الوهاب السهيل، وهو نائب سابق عن التيار الصدري وشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب (2010 – 2014)، ووائل عبد اللطيف القادم من البصرة الى بغداد، كما فشل القيادي في حزب الدعوة والنائب السابق سامي العسكري في حجز مقعد.
وزراء ومحافظونفي المقابل خسر 5 وزراء من أصل 13 وزيراً في حكومة العبادي تنافسوا في الانتخابات، وهم وزير التخطيط سلمان الجميلي والصحة عديلة حمود التي فلتت من جلسة استجواب في البرلمان، والإعمار آن نافع، والعدل حيدر الزاملي، والاتصالات حسن الراشد.أما الوزراء الفائزون، فهم وزير الداخلية قاسم الأعرجي، والعمل محمد شياع السوداني، والزراعة فلاح زيدان، والتربية محمدإقبال الصيدلي، والنفط جبار إلعيبي، والشباب والرياضة عبدالحسين عبطان، والنقل كاظم فنجان، بالاضافة الى وزير الكهرباء قاسم الفهداوي الذي واجه انتقادات كبيرة حول أدائه.كذلك حصل عدد من الوزراء السابقين على مقاعد في البرلمان الجديد، أبرزهم وزير الداخلية محمد غبان، ووزير الكهرباء كريم عفتان، ووزير الدفاع خالد العبيدي.إلى ذلك نجح صادق مدلول محافظ بابل المحكوم سابقاً بتهمة فساد بالحصول على مقعد عن دولة القانون، الى جانب محافظ بغداد عطوان العطواني، ومحافظ صلاح الدين أحمد الجبوري الذي خرج مؤخرا من سجنه بعد إلغاء 3 أحكام صدرت بحقه، وأسعد العيداني محافظ البصرة، بالاضافة الى محافظ الانبار محمد الحلبوسي، ومحافظ كركوك وكالة راكان سعيد، كما فاز رئيس مجلس نينوى بشار الكيكي.وذهب المقعد الوحيد للتحالف المدني الديمقراطي في بغداد الى محمد علي زيني، وهو شخصية أكاديمية، وخاض التنافس من دون تعليق أي لافته أو إعلان.كما خسر باسم خشان، الناشط المدني في المثنى الذي أفرج عنه مؤخراً بعد اعتقاله بسبب انتقاده هيئة النزاهة، لصالح امرأة في تحالفه، سائرون، بعد حصوله على 19 ألف صوت.كذلك لم يستطع مزاحم التميمي، وهو شخصية عشائرية في البصرة، من الحصول على مقعد في المحافظة على الرغم من حصوله على ثاني أعلى الأصوات في قائمة "العبادي"، بسبب أنباء عن استبعاده في الساعات الأخيرة من الاقتراع لارتباطه بـ"حزب البعث".

شارك الخبر على