الجنوب الليبي يشتعل.. والسراج يؤجج الصراعات مع حفتر

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

يبدو أن فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني بالعاصمة طرابلس، يسعى لتأجيج الخلافات مع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، وذلك بعد معارضته لعملية تحرير مدينة درنة في شرق البلاد على يد قوات حفتر، ليأمر في المقابل بتأسيس قوة عسكرية لتأمين المنطقة الجنوبية. 

مصادر مقربة من المشير حفتر، أكدت أن هذه الخطوة ستؤدي إلى زيادة حجم الخلافات السياسية والعسكرية المعلنة بين الطرفين، وأنها قد تحول أيضًا دون موافقة حفتر على عقد اجتماع جديد مع السراج، تخطط له السلطات الفرنسية في باريس على غرار الاجتماع الذي عقد العام الماضي، برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

كان السراج أمر قادة 3 مناطق عسكرية، هي طرابلس والغربية والوسطى بالبدء في تجهيز قوة عسكرية قوامها لواء، تشكل بواقع كتيبة من كل منطقة عسكرية بكل أفرادها وأسلحتها ومعداتها، مطالبًا بجاهزيتهم والاستعداد لحماية وتأمين الجنوب.

وقال إنه "يتابع بقلق شديد القصف الجوي والعمليات العسكرية بمدينة درنة، والتي أطلقها الجيش الليبي بقيادة حفتر"، مجددًا تحذيره من مخاطر هذه العمليات وما تسببه من خسائر في صفوف المدنيين وبالبنية التحتية بالمدينة، مطالبا بالاحتكام للعقل ووضع حد لمعاناة المواطنين بفك الحصار الخانق المضروب حول درنة ووقف العمليات القتالية وإيجاد حل سلمي.

اقرأ أيضًا: مؤامرة سرية في ليبيا.. و«حفتر» يحبط مخطط تقسيم السلطة 

وأكد السراج وقوفه ضد الإرهاب بكافة صوره ومسمياته وأشكاله، منوهًا بأنه دعا مرارًا لتوحيد الصف في مواجهته، معتبرًا أن هذه الهجمات تطال المدنيين ويحظرها القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

وسرعان ما أثارت تصريحات السراج، غضب العقلاء، حيث أبدى رئيس مجلس مشايخ وأعيان وادي الشاطئ، علي حمودة، رفضه لقرار رئيس حكومة الوفاق الوطني، معتبرا أن ما يخطط له هو محاولة لشرعنة الميليشيات المسلحة، مطالبًا أهل الجنوب بالتصدي له بكل قوة.

كما حمَل "حمودة" رئيس حكومة الوفاق الوطني مسؤولية قراره، وقال إنه "سيقف ضده حتى لا تتحول منطقة فزان (الجنوب) إلى ساحة للحروب الأهلية"، معتبرًا أن السكان بحاجة إلى إنجاز المشاريع والخدمات والبناء وليس إلى عبث الميليشيات الإجرامية، وفقًا لـ"الصحيفة".

واندلعت السبت الماضي اشتباكات عنيفة ومتقطعة، بعدما سيطر مسلحون من قبيلة التبو على المنطقة العسكرية في مدينة سبها، التي تشهد منذ 25 فبراير الماضي، معارك مع قبيلة "أولاد سليمان"، كما تتهم أطراف ليبية مهاجرين أفارقة من تشاد والنيجر والسودان بالقتال إلى جانب قبيلة التبو. 

اقرأ أيضًا: ليبيا تسير نحو الهاوية.. «السراج» يشعل شرارة الحرب ضد حفتر

من جهته، ندد المجلس الأعلى للدولة، الذي يقوده القيادي الإخواني البارز خالد المشري، بما يتعرض له أهالي درنة من اعتداء عسكري دون وجه حق، مشيرًا إلى أنه ما يتعرض له المدنيون في درنة جراء قصفها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطيران جريمة، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ولكل المواثيق والمعاهدات الدولية، بحسب ليبيا اليوم.

بدورها، ذكرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جميع أطراف النزاع المسلح في درنة بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية.

وسيطرت قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر، على محاور الظهر الحمر، والحيلة، ومرتوبة، القريبة من درنة. 

وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها قوات الجيش سيطرتها على مواقع قرب درنة منذ الإعلان عن عملية عسكرية لاستعادة المدينة مطلع الشهر الحالي.

اقرأ أيضًا: انتخابات ليبيا.. هل ينجح «حفتر» في إنهاء الانقسام المجتمعي؟ 

فالإرهابيون في ليبيا ينظرون إلى معركة درنة فرصة قد تكون الأخيرة قبل أن تنهار صفوفهم في سائر البلاد، خاصة أن المعركة أربكت حسابات كل الأطراف المعادية للشرعية والجيش الليبي. 

الحقائق التي نحن بصددها بعثت برسائل واضحة لكل الأطراف الدولية والداخلية بما فيها حكومة الوفاق في طرابلس، مفادها أن الحرب على الإرهاب لن تتوقف وأن لا حياد مع الإرهاب.

وتشهد ليبيا صراعات عقب مقتل الزعيم معمر القذافي عام 2011 بين الحكومة المعترف بها دوليًا والمنبثقة عن مجلس النواب الذي انتخب ديمقراطيا في عام 2014، وحكومة مجلس النواب التي لديها ولاءً للجيش الليبي تحت قيادة الفريق خليفة حفتر والذي يحظى بدعم من مصر والإمارات العربية المتحدة. 

شارك الخبر على