موقع بريطاني المهيمنون على الحكم سيتشبّثون بالسلطة رغم خسارتهم

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 ترجمة: المدى
الفوز المفاجئ الذي حققه تحالف الصدر الذي يضمّ قوى علمانية في انتخابات العراق قد يكون أفضل خبر منذ سنوات في بلد مزقته الحروب .وأشار الكاتب جوناثان ستيل، في مقال له على موقع مدل أيست آي البريطاني الى أن هذه النتائج تعني أنّ شريحة واسعة من الناخبين العراقيين يتّجهون بعيداً عن سياسة الهوية والطائفة تجاه سياسة حلّ المشاكل التي تعتبر قاعدة ضرورية للاستقرار في أي مجتمع متميز بتعدد الطوائف والأديان والأعراق.هذا التحالف بدأ قبل سنتين تقريبا عندما حثّ الصدر أعوانه على الانضمام مع الاحتجاجات الأسبوعية ضد الفساد التي كان يرعاها الحزب الشيوعي ومنظمات مجتمع مدني أخرى في ساحة التحرير وسط بغداد. إنّ ما وحّد الطرفين المتناقضين هو شعورهما الغاضب تجاه الفساد وتهاون النخبة الحاكمة وفشلها بتوفير الخدمات للمواطنين رغم الأموال الطائلة المستحصلة من صادرات النفط .وُصف تحالف الصدر مع الشيوعيين في اغلب وسائل الإعلام وعلى لسان محللين دبلوماسيين هذا الاسبوع على انه "مثير للدهشة"، لكنّ قوته كانت واضحة منذ وقت طويل. ويقول الكاتب، ستيل، إنه في لقاء نادر له مع الصدر العام الماضي حدد المواضع التي أصبحت أساس حملته الانتخابية جنباً الى جنب مع مرشحين من الشيوعيين ومجاميع علمانية أخرى، وتمثلت تلك بحملة على الفساد ووضع نهاية للمحاصصة الطائفية في توزيع مناصب حكومية، وحلّ جميع المليشيات ودمجها بالجيش العراقي ولن يكون هناك تدخل من قبل جيش أو مليشيات عبر الحدود داخل سوريا وتحقيق المصالحة بين طوائف المجتمع المختلفة حتى انه لم يجرؤ على قول إنه حالما تلحق الهزيمة بداعش سيدعو القوات الاميركية والإيرانية لمغادرة العراق. وفي الوقت الذي سمّى فيه الاميركان على أنهم "غُزاة" كان أكثر دبلوماسية مع الإيرانيين عندما وصفهم "بالقوات الصديقة". ورغم ذلك كانت رسالته بأنّ كلاً من الجانبين عليهما مغادرة العراق. وليس مستغرباً أن تفصح طهران علناً بأنها لن تسمح للصدر أن يتسلم سلطة أو يلعب دوراً حاسماً في الحكومة التي ستشكل بعد انتخابات يوم السبت. وقال، علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الإيراني الأعلى خامنئي خلال تصريحات له في شباط: " لن نسمح لليبراليين والشيوعيين بأن يحكموا في العراق !"تشكيل تلك الحكومة ستصبح مشكلة العراق الرئيسة القادمة، طالما أن ليس لأي كتلة غالبية كافية فإنه ستكون هناك تحالفات لتحقيق الأغلبية وقد يستغرق ذلك أشهراً .المعادلة التي يمكن أن تكون مقنعة لكل من واشنطن وطهران لتحقيق توازن معقول هو أن يبقى العبادي رئيساً للوزراء بالتحالف مع الكرد والقائمة التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي .استناداً لتحكيم قضائي أصدرته المحكمة الاتحادية في 2010 يأتي منصب رئيس الوزراء من التحالف الاكبر المشكّل بعد الانتخابات وليس من الكتلة الفائزة بالانتخابات. وهذا يعني أن كتلة الصدر قد تتنحّى بعد إبرام قادة الاحزاب الآخرين صفقاتهم في تقسيم السلطة .هذا قد يعني حصيلة مقلقة من جانبين ستظهر للناخبين مفادها بأنّ المهيمنين على حكم ما بعد الاحتلال من حزب الدعوة الذي يمثله العبادي ومنظمة بدر التي يمثلها العامري ستبقى متشبثة بالسلطة، ولايعيرون أي أهمية لغضب الناخبين إزاء الفساد وستؤدي أيضا لتهميش السُنة أكثر من الذين فقد الكثير منهم بيوتهم خلال المعارك التي شنت لتحرير مناطقهم من داعش .ومن المحتمل أن يكون المرشح المثالي لمنصب رئيس الوزراء القادم هو السكرتير العام للحزب الشيوعي رائد فهمي، الذي يحمل شهادة هندسة مدنية بخبرة سياسية متميزة، ولكن الصدريين قالوا إنهم يفضلون أن يدخلو البرلمان كمعارضة رسمية أكثر من أن يكونوا جزءاً ثانوياً من تحالف تقليدي .يقول الكاتب ستيل "أظهر الناخبون العراقيون بأنهم يريدون قلب صفحة جديدة، وبينما بدأت مساومات ما بعد الانتخابات فإنه سيكون من المعيب تجاهل طموحاتهم . عن: موقع مدل ايست آي

شارك الخبر على