رامون دياز.. أقاله تركي آل الشيخ وحرمه مارادونا من المونديال

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

تُمتع الكرة الأرجنتينية الكثير من عشاق كرة القدم، حيث قدمت للساحرة المستديرة كثيرا من الأسماء اللامعة وما زالت تقدم أكثر حتى الآن فمن منا لا يتذكر الجيل الذهبي للأرجنتين الفائز بكأس العالم عام 86 بقيادة الفتى الذهبي مارادونا، الذي قاد المنتخب وقتها للفوز بالبطولة، بجانب الكثير من الأسماء على مر التاريخ مثل باتستوتا وأورتيجا وكانجيا وفيرون، وحاليًا ميسي وأجويرو وديبالا وإيكاردي ودي ماريا.

وكما هناك أسماء لامعة في سماء ملاعب كرة القدم فهناك أسماء لامعة أيضا في مجال التدريب فالأرجنتين على مر التاريخ لها أسماء لامعة مثل هيكتور كوبر، ودييجو سيميوني، والمدرب الذي سنتحدث عليه الأن رامون دياز الذي صنع اسمه وتاريخه بعد خوض العديد من المباريات من خلال تدريبه لأكثر من فريق منها فرق كبرى بالأرجنتين، جعلته محل اهتمام صحف عالمية لفرق كبرى ورشحت كثير من الصحافة الأرجنتينية هذا الرجل لتدريب المنتخب.

وبات رامون دياز، المرشح الأول لتدريب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي خلفا لحسام البدري المدير الفني السابق، الذي اعتذر عن استكمال مهمته، عقب الخسارة من كمبالا سيتي الأوغندي، بهدفين دون رد، في المواجهة التي جمعت الفريقين، عصر أمس الثلاثاء، ضمن منافسات الجولة الثانية بدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا.

رامون دياز، اسم معروف جيدًا داخل قارة أمريكا الجنوبية حقق العديد من الألقاب والإنجازات، ولديه سجل حافل من الانتصارات، ويجيد الفلسفة الهجومية، ويملك كاريزما الشخص القوي القائد.

من هو رامون دياز؟

ولد رامون دياز في الـ29 من أغسطس عام 1959 في مدينة لا ريوخا بالأرجنتين وله أصول بوليفية ولكنه يحمل الجنسية الأرجنتينية، كان من الأسماء اللامعة في الكرة الأرجنتينة فمسيرته كلاعب حافلة فكانت البداية مع فريق ليفير بليت الأرجنتيني، أحد قطبي الكرة في الدوري قضي معهم 4 مواسم، وشارك في 122 مباراة وسجل خلالها 56 هدفًا وتوج معهم بلقب الدوري الأرجنتيني في 4 مواسم.

ولم ينتظر دياز كثيرا حتى يبدأ في تحقيق الإنجازات، حيث سجل هدفه الأول مع الفريق الأرجنتيني العريق بعد مرور 17 يوما على مشاركته الأولى، كما فاز في عام 1979 مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم (تحت 20 عامًا)، واحتفل باللقب برفقة النجم الأسطوري دييجو مارادونا الذي تواجد مع الفريق نفسه في فترة كان يشق فيها طريقه نحو النجومية المطلقة، وفاز دياز حينها بجائزة الحذاء الذهبي بعدما تُوّج بلقب الهداف برصيد 8 أهداف، فيما فاز مارادونا بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة.

بعدها انتقل إلى نادي نابولي الإيطالي لمدة موسم واحد وشارك في 25 مباراة سجل معهم ثلاثة أهداف، ثم استقر لمدة ثلاث سنوات في نادي أفيلينو الإيطالي حتى عام 86 كان أحد أعمدة الفريق وشارك في 78 لقاء أحرز 22 هدفًا، ثم انتقل إلى نادي فيورنتينا عامين حتى عام 88 شارك في 53 لقاء وأحرز 18 هدفًا.

وفي موسم 1988-1989 انضم رامون دياز إلى إنتر ميلان لمدة موسم سجل 12 هدفًا في 33 مباراة وتوج معهم بالدوري الإيطالي، بعدها تحولت وجهته إلى نادي موناكو الفرنسي واستمر هناك عامين لعب 60 مبارة سجل 24 هدفًا وتوج معهم بكأس فرنسا.

بعد ذلك عاد رامون دياز إلى فريقه القديم الذي بدأ به ليفير بليت لمدة عامين سجل 27 هدفا في 52 مباراة وتوج معهم بالدوري الأرجنتيني عام 1991، وفي نهاية مسيرته كلاعب انتقل إلى يوكوهما الياباني لمدة 3 موسم شارك 90 لقاء سجل خلالها 59 هدفًا.

وجاء تألق دياز على الصعيد التهديفي ليفتح طريقه نحو المشاركة مع المنتخب الأرجنتيني الأول وبشكل سريع، حيث خاض غمار نهائيات كأس العالم عام 1982 وهو في سن الـ23 فقط، ونجح في تسجيل هدف في شباك المنتخب البرازيلي في الدور الثاني من المونديال الإسباني، لكن مسيرته مع منتخب بلاده لم تدم طويلاً، وشارك في 22 لقاء فقط سجل خلالها 10 أهداف، لكنه لم يكن من الأسماء التي فازت بكأس العالم 86.

حرمه مارادونا من المونديال

وجاء قرار استبعاد رامون دياز من نهائيات كأس العالم عاميْ 1986 و1990 مفاجئًا، خاصة أنّه كان يمضي خلال هذه الفترة سنوات من النجاح بين الأندية الإيطالية والفرنسية، وأشارت الوسائل الإعلامية الأرجنتينية في ذلك الوقت إلى وجود خلافٍ بين دياز ومارادونا، وأن الأخير تدخل ليحرم دياز من تمثيل منتخب التانجو الذي وصل إلى المباراة النهائية في النسختين المذكورتين.

وانتظر مارادونا حتى عام 2000 ليُنهي الجدال القائم حول خلافه مع دياز، مؤكدا أنّه يرتبط بعلاقة قوية مع مواطنه، وأنّه طلب شخصيا من المدرب كارلوس بيلاردو استدعاء دياز لتمثيل المنتخب الأرجنتيني في موندياليْ 1986 و1990.

عاشق الشباك

وتُلخّص لغة الأرقام والإحصائيات المسيرة المشرقة التي كتبها رامون دياز كلاعب منذ انطلاقته في عام 1978 ووصولاً إلى اعتزاله عام 1995، فقد نجح المهاجم الأرجنتيني في تسجيل نسبة تهديفية عالية مع الأندية التي لعب لها بين الأرجنتين وإيطاليا وفرنسا واليابان، وتشير الأرقام إلى أن رامون دياز شارك خلال مسيرته في 514 مباراة على صعيد مسابقات الدوري، ونجح في الوصول إلى الشباك في 221 مناسبة، بخلاف سجله مع منتخب بلاده التانجو.

دياز والتدريب

على المستوى التدريبي بمجرد اعتزاله في عام 95 بدأ اهتمام رامون دياز بالاتجاه للتدريب وجاءت الفرصة له عن طريق فريقه القديم ليفير بليت الأرجنتيني بعد سوء النتائج أسندت الإدارة المهام له كأول مهام له كمدرب ووسط اعتراضات كبيرة وقتها من مشجعي النادي بسبب قلة خبرته.

ولكن رامون دياز كان من أفضل المدربين الذين مروا على النادي، ففترة بقائه مع النادي التي استمرت لما يقرب من سبعة مواسم بداية من 95 إلى عام 2002، حقق معهم 9 بطولات، من بينها بطولة الدوري الأرجنتيني 6 مرات، وبطولة الكوبا ليبرتادوريس عام 96، كما فاز بكأس السوبر لأندية أمريكا الجنوبية عام 97.

بعد ذلك ابتعد دياز عن التدريب لمدة عامين، وبعدها انتقل رامون دياز إلى نادي أكسفورد يونايتد بالدوري الإنجليزي ولكنها لم تكن موفقة، حيث انضم للفريق في ديسمبر 2004، وخرج عن جدرانه في مايو 2005.

وكرر دياز نفس الأمر وابتعد عن التدريب من مايو 2005 إلى يناير 2007، ثم قرر رامون دياز الرجوع مرة أخرى للدوري الأرجنتيني ولكن هذه المرة كانت عن طريق سان لورينز لمدة عام خلال الفترة من يناير 2007 إلى يونيو 2008، وخاض مع الفريق 47 مباراة فاز في 25 مباراة وتعادل في 11 مباراة، وخسر في 11 مباراة أيضًا، وسجل خلالها 79 هدفًا واستقبلت شباكه 65 هدفًا، وتوج مع النادي خلالها بالدوري الأرجنتيني.

وفي يوليو 2008 تعاقد دياز مع نادي كلوب أميركا المكسيكي واستمر مع الفريق إلى فبراير 2009، وخاض معهم 24 مباراة وفقًا لموقع ترانسفير ماركت، وفاز خلالهم في 7 مباريات وتعادل في 8 مباريات وخسر 9 مباريات، وسجل الفريق خلالها 32 هدفًا واستقبلت شباكه 36 هدفًا.

وعاد رامون دياز مرة أخرى لصفوف سان لورينز الأرجنتيني حيث تولى قيادة الفريق في يوليو 2010 إلى أبريل 2011، وخاض معهم 30 مباراة، فاز في 10 مباريات وتعادل في 9 مباريات، وخسر في 11 مباراة، وسجل 29 هدفًا واستقبلت شباكه 29 هدفًا أيضًا.

وبعد ذلك تولى قيادة فريق إنديبندينتي الأرجنتيني لفترة قصيرة من سبتمبر 2011 إلى مارس 2012، حيث خاض معهم 18 مباراة فقط، فاز في 5 مباريات وتعادل في 5 مباريات وخسر في 8 مباريات، وسجل الفريق خلالها 14 هدفًا واستقبلت شباكه 21 هدفًا.

وانتقل دياز من فريق إنديبندينتي إلى ليفير بليت مرة أخرى، حيث تولى قيادة الفريق لمدة عامين، خلال الفترة من نوفمبر 2012 إلى مايو 2014، وخاض معهم 65 مباراة، حيث فاز في 30 مباراة وتعادل في 17 مباراة، وخسر 18 مباراة، وسجل الفريق 76 هدفًا فيما استقبلت شباكه 56 هدفًا.

سنة أولى منتخبات

ثم جاءت النقلة الكبيرة بتدريبه لمنتخب البارجوي خلال الفترة من ديسمبر 2014 إلى يونيو 2016، والذي أستطاع أن يطور من شكل المنتخب وأحرز معه المركز الرابع في بطولة كوبا أمريكا بتشيلي عام 2015 بعدما نجح في إقصاء البرازيل في ربع النهائي، وخاض معهم 20 مباراة وفاز في 4 مباريات وتعادل في 8 مباريات وخسر في 8 مباريات أيضًا، وسجل خلالهم 22 هدفًا واستقبلت شباكه 31 هدفًا.

التجربة العربية الأولى

وفي التجربة العربية الوحيدة الذي خاضها دياز كانت في السعودية وبالتحديد مع الهلال، خلال الفترة من أكتوبر 2016 إلى مارس 2018، وخاض مع الفريق 65 مباراة، فاز 42 مباراة وتعادل في 17 مباراة وخسر في 6 مباريات، وسجل الفريق 126 هدفًا فيما استقبلت شباكه 58 هدفًا، وتوج معهم بلقبي الدوري السعودي بعد غياب دام 5 سنوات، وكأس خادم الحرمين الشريفين، كما وصل به لنهائي دوري أبطال آسيا لكنه خسر اللقب بعد أن تعادل في السعودية (1-1) أمام أوراوا رد دايموندز الياباني، وخسر في اليابان بهدف نظيف.

أقاله تركي آل شيخ ورأي مساعده «السائد»

شهد موقع التواصل الاجتماعي تويتر حالة جدل كبيرة من قبل جماهير الهلال السعودي بعد قرار إقالة رامون دياز (حينها)، من قيادة الفريق بعد الخسارة أمام استقلال طهران الإيراني بنتيجة هدف مقابل لا شيء في دوري أبطال آسيا.

وعبرت فئة كبيرة حينها من جماهير الزعيم عن رفضها التام لهذا القرار مؤكدين أن من اتخذ القرار هو تركي آل شيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودي ورئيس شرف النادي الأهلي الحالي، وذلك بعد التغريدة التي كتبها على حسابه بتويتر بشأن مصير المدير الفني.

ورأت نفس الفئة أن رامون دياز مدير فني كبير ونجح في إعادة لقب الدوري لخزائن الفريق بعد غياب أكثر من موسم، كما تمكن من قيادة الفريق إلى نهائي دوري أبطال آسيا ولكن التوفيق لم يكن حليفه، وعبرت نفس الفئة عن عدم رضاها عن قرار الإدارة، مؤكدين وجود تخبط في الداخل، حيث رفضوا تماما هذا القرار مؤكدين أن توقيت الإقالة غير مناسب تماما خاصة في ظل اقتراب نهاية مسابقة الدوري، حيث لم يتبقَ سوى 5 جولات.

من جانبه كشف الأمير نواف بن سعد، رئيس نادي الهلال حينها، عن الأسباب الحقيقية والرسمية وراء إقالة رامون دياز رسميًا، من قيادة الفريق السعودي، في مارس 2018 الماضي، وقال الأمير نواف بن سعد خلال حوار له: "قرار إقالة دياز حديث المهتمين بكرة القدم السعودية، وهو أصعب قرار اتُّخذ من قِبلي لأنني لم أكن أريد خسارته، وأتفق مع جميع المحللين، فهو مدرب كبير باسمه، وأضاف الكثير للنادي على المستويين الشخصي والإنساني، ولديه خبرة كبيرة بكسب ودّ الجميع بقوة شخصيته، وهي صفات قد يستغرب البعض أنني أقولها، ثم أُقيله، هو واحد من أفضل 5 مدربين مرّوا على الهلال".

وأضاف رئيس نادي الهلال حينها: "لو كنت أعلم أن دياز هو الذي يدير الفريق فنيًا كما في السابق فلم أكن لأتخذ هذا القرار، لكنه بدأ يسلّم مهامه شيئًا فشيئًا للمساعد عقب نهائي دوري أبطال آسيا، وأصبح رأي المساعد هو السائد، وبعض اللاعبين أصبحوا يقولون خلال الفترة الأخيرة (إذا قمت بتحسين علاقتك بالمساعد فإنك ستلعب)، وهذا معناه أن الفريق صار يشعر أن الشخصية القيادية في الجهاز الفني تحولت للمساعد وليست للمدرب".

وأضاف نواف بن سعد: "وحين كنا نناقش المدرب كنا نرى شكلا مغايرا في الملعب.. لن أقول ابنه فهو مساعد مدرب، لأنه عندما تتعاقد مع مدرب كبير فإنك لا تفرض عليه الأسماء، وطلبت من رامون الاجتماع لكنه رفض دون مساعده الذي كان مسافرا وقتها، وهنا اتخذت القرار النهائي، هناك دور في النجاح للمساعد في الموسم الماضي لكن المدرب له الدور الأكبر وهي مسألة تلاشت تدريجيا، حتى التصاريح بعد الإقالة كانت لإيماليانو أكثر من المدرب، ونادي الهلال قيمته كبيرة ونحن لا نجهز مساعدين ليصبحوا مدربين على حساب الهلال، المساعد يساعدك بإعداد البرنامج ولا يتخذ القرارات، وفي الحقيقة هي إقالة لمساعد رامون وليس دياز".

دياز يعرض العودة للهلال عن طريق تركي آل شيخ

في مفاجأة من العيار الثقيل، يبدو أن دياز يُمني النفس بالعودة من جديد لقيادة الزعيم، حيث كشفت تقارير سعودية عن عرض رامون دياز للعودة من جديد من أجل تولي مهمة المدير الفني للأزرق الهلالي الموسم المقبل، وتشير التقارير إلى أن المدرب الأرجنتيني تواصل مع تركي آل شيخ وأخبر برغبته في العودة لتدريب الهلال.

شارك الخبر على