باسيل.... البشير الجديد (رامي نعيم)

ما يقرب من ٦ سنوات فى تيار

لم يَعُد رئيس تكتل لبنان القويّ جبران باسيل مشروع وزير ملك فحسب! الرّجل بات رقماً صعباً في لعبة السياسة المحليّة، ورجل القرارات الصعبة.ليس الحديث من باب المجاملة.... فأنا لا تربطني صداقة شخصية بمعاليه، ولست عضواً في التيّار الوطني الحر، كما أنني لست بترونيّ الإنتماء ولا أطمح لمنصب من حصة العهد...
كلّ ما في الأمر، أنني صحافيّ قارئ لمجريات السياسة الْيَوْمَ، ومطّلع على مجرياتها بالأمس القريب. وفِي مقارنة بسيطة بين من صحّ لهم ما صحّ لباسيل، وما وصلوا اليه مقارنة به يكمن كل الفرق.
ليس باسيل الصهر الأوحد لرؤساء جمهورية مرّوا في لبنان، بل هناك رؤساء أعطوا أصهرتهم وأبناءهم أكثر مما أعطى الرئيس عون جبران باسيل.وحده الرئيس الشهيد بشير الجميّل ترك بصمة وراثية في سجل الجمهورية الأولى.... وحده لأنه غرّد خارج سرب الوراثة، وكان مبادراً، شجاعاً، غير آبه بانتقادات سخيفة من حاسدين فاشلين...
أما غيره، فلا مكان لهم في صفحات التاريخ الذهبية.
في الجمهورية الثانية، لم يحظ أي رئيس بما حظي به الرئيس إميل لحّود، من دعم وإحاطة. وبالرغم من قوة لحود "الإقليمية" والمحلية، لم يستطع إعطاء إميل إميل لحّود أكثر من دورة نيابية هامشية... حاول لحّود الإبن ولوج عالم السياسة، لكنّه لم يسطع نجماً في سمائها....بدوره، الرئيس ميشال سليمان، فتح ذراعيه للصهر المدلّل، النائب زياد حوّاط... فما حظي حواط في عهده الا برئاسة بلدية جبيل، ولَم يصبح نائباً الا عبر دعم قواتيّ واضح....
مع الوزير باسيل الأمور اختلفت... هو أحد أصهرة الرئيس عون، وقبل وصول عون الى سدّة الرئاسة، باسيل موضع جدل سياسيّ دائم...محسود من الأقربين، مكروه من المغرضين، لكنّه غير مبالٍ.... يشهد له حتى أكثر منتقديه بأنه "الوزير الذي لا ينام"... هو البشير الجديد في عصر السلام...
يعيش باسيل حالة من المصالحة الذاتية... فهو مع المصالحة المسيحية والضامن لها، لكنّه ليس مع مطالبة الدكتور جعجع بالوقوف في وجه حزب الله...
هو مع حزب الله في مواجهة اسرائيل، لكنّه ضد تغطية الحزب للفاسدين من أي جهة أتَوا...من من حلفاء حزب الله تجرأ على قول "الـ لا" في وجه الحزب غير باسيل؟
الْيَوْمَ قوى الثامن من آذار تخاف وصول باسيل الى قصر بعبدا... الجميع يسعى لتحجيمه، من الرئيس بري الى الوزير سليمان فرنجية مروراً برئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، وبمباركة قواتية واضحة...
هو البشير نعم لكنه البشير الذي تعلّم من أخطاء البشير الشهيد.... وغداً لناظره قريب....

شارك الخبر على