ماذا قدم الأزهر الشريف لدعم القدس؟

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

افتتحت الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها الجديدة في القدس المحتلة أمس الاثنين، تنفيذا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بحضور ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، كبير مستشارى البيت الأبيض، على رأس وفد يضم 250 عضوا بينهم وزير الخزانة ستيفن منوشين، ونائب وزير الخارجية جون سوليفان، وذلك بالتزامن لاحتفال تل أبيب مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين.

كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد أعلن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل فى 6 ديسمبر الماضي، وطالب وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل السفارة إلى مقرها الجديد.

القدس عاصمة أبدية لفلسطين

عقب خروج القرار، انتفض الأزهر دفاعا عن القدس وعروبته، وتوالت عقب ذلك، بيانات الأزهر الشريف، التي تدين وترفض أي مساس صهيوني بالحرم القدسي الشريف، وتؤكد دعمها صمود الشعب الفلسطيني وأن القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وشدد الأزهر على أن ولاية الشعب الفلسطيني على أرضه ومقدساته، لا تقبل أي منازعة أو تقسيم، زماني أو مكاني، وأن كل المواثيق والقوانين الدولية تلزم سلطات الاحتلال بالحفاظ على الأوضاع القائمة، وتجرم أي تغيير أو عبث بها، أو أي اعتداء على دور العبادة.

المنابر تخطب الجمعة دفاعا عن القدس

أصدر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف قرارا بأن تكون خطبة الجمعة القادمة فى الجامع الأزهر عن القدس الشريف وهويته العربية، داعيا جموع العالم الإسلامى فى شتى بقاع الأرض، بأن تكون خطبة جمعتهم عن القدس الشريف والعمل على نصرته ورفض أى محاولة لتغيير هويته العربية، والتأكيد على حقوق العرب والفلسطينيين التى أقرتها جميع المواثيق والأعراف الدولية، وبالفعل استجابت أغلب البلدان العربية والإسلامية لدعوة الإمام الأكبر وقامت بالخطابة على منابرها دفاعا عن القدس.

رفض لقاء نائب الرئيس الأمريكي

دفاعا عن القدس وعدم تهويدها، أعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، رفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، في موقف تاريخي حاسم لشيخ الأزهر، قائلا: "كيف لى أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ومع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم".

كانت السفارة الأمريكية بالقاهرة قد تقدمت بطلب رسمي، لترتيب لقاء لنائب الرئيس الأمريكي مع شيخ الأزهر، خلال زيارته للمنطقة، ووافق الطيب في حينها على ذلك، إلا أنه بعد القرار الأمريكي المجحف والظالم بشأن مدينة القدس، رفض اللقاء، احتجاجا على القرار.

مؤتمر دولي لنصرة القدس

عقدت هيئة كبار العلماء اجتماعين طارئين في شهري يونيو وديسمبر الماضيين، لنصرة القدس، ومقدساتها، وعقد مجلس حكماء المسلمين جلسة خاصة بقضية القدس والانتهاكات الصهيونية بحق القدس.

واستهل الأزهر مطلع العام الجارى، بعقد مؤتمره العالمي لنصرة القدس، فى حضور ممثلين من دول مختلفة، معلنا أن عام 2018 عام القدس، وأن الأزهر يرفض وبقوة أى مساس بعروبة القدس.

مقرر دراسي بالأزهر عن تاريخ القدس

عمل الأزهر على استعادة وعى الشباب العربى والشباب المصرى بالقضية الفلسطينية وقضية القدس، من خلال مقرر قرر الأزهر الشريف تدريسه للطلاب، يتحدث عن تاريخ مدينة القدس، وعن تاريخ فلسطين، والصراع العربى، والانتهاكات الصهيونية للقدس الشريف، ولتبقى هذه القضية حية فى نفوس الشباب ولا تتهافت أو تخبو مع مرور الوقت.

الطيب يخيب آمال الفلسطينيين

من جانبه تجاهل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، دعوات كبار المسئولين فى فلسطين، وبعض الرموز الدينية حول العالم، بضرورة زيارة القدس، من باب دعم غزة فى مواجهة قرار ترامب حول القدس.

ووجه الرئيس الفلسطينى أبو مازن، النداء إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكل المشاركين فى المؤتمر، بضرورة زيارة القدس والأقصى، لأن المسجد الأقصى من المساجد التى تشد لها الرحال شرعًا، قائلا: "لا تقاطعوا أهل القدس، بل شدوا الرحال، وزيارة القدس ليست تطبيعًا لإسرائيل، بل تشجيع للفلسطينيين، ومن باب التقديم، نريد القدس بأهلها ومساجدها، هذا ليس تطبيعًا، التطبيع بطرق أخرى، نيتكم الطيبة لدعم القدس، نتمنى ألا تتركونا وحدنا داخل ذلك الصراع، وقدوم العرب والمسلمين للقدس، نصرة لها وحماية لمقدساتها، ونحن أجدر بتحديد المصلحة، والمصلحة الكبرى زيارتكم للقدس، فلا تتركوا الشعب الفسطينى يكافح منفردًا، فالنضال الحقيقي من أرض القدس".

الأزهر يرد على دعوة أبو مازن

أعلن عباس شومان، وكيل الأزهر، أن الأزهر رافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله، وأنه لا مصلحة في الزيارة في ظل الوضع الراهن؛ حيث إن زيارة القدس في ظل احتلالٍ غاشم يريد القضاءَ على كل المعالم الإسلامية والمسيحية والتاريخية والحضارية بالمدينة، تترتب عليها مفاسد جسيمة، ومضار عظيمة، ونتائج وخيمة.

وأشار عباس شومان في كلمته بالمؤتمر، إلى مواقف رجال الأزهر وعلمائه الكبار الذين رفضوا زيارة القدس تحت الاحتلال؛ حيث رفض الشيخ عبد الحليم محمود مرافقة الرئيس السادات في زيارته للقدس، وعلق الشيخ جاد الحق الزيارة على تطهر الأرض من دنسِ المغتصبين اليهود وعودتِها إلى أهلها يرتفع فيها ذكرُ الله والنداءُ إلى الصلوات، وفق قوله.

وشدد وكيل الأزهر على أن الأولى بالمسلمين اليوم أن يشدوا الرحال إليها لا لزيارتها تحت الاحتلال، وإنما لتحريرها بكل وسيلة ممكنة؛ فالمسلم لا يفرط في شبرٍ من أرضٍ سلبها معتد أثيم، فكيف والأرضُ المغتصبة أرض الإسراء والمعراج، أولى القِبلتين وثالث الحرمين.

شارك الخبر على