العقوبات الأمريكية على إيران تهدد الشركات الأوروبية

over 7 years in التحرير

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، انسحاب بلاده رسميًا من خطة العمل المشتركة الشاملة، المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني.

قرار ترامب شمل إعادة فرض العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، في خطوة يراها البعض محاولة للضغط على النظام الإيراني للجوء إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق جديد، يلبي المصالح الأمريكية.

إلا أن هذه العقوبات لن تؤثر على الاقتصاد الإيراني فقط، ولكن العديد من الشركات الأوروبية قد تواجه خطر مواجهة العقوبات الأمريكية.

حيث أكد عدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية أن ترامب مستعد لفرض عقوبات على الشركات الأوروبية التي تقوم بأعمال في إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي الدولي.

اقرأ المزيد: ماذا سيحدث إذا انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران؟

تهديدات أمريكية

حيث نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن جون بولتون، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، قوله إنه يتوقع أن "يرى الأوروبيون أنه من مصلحتهم أن يتعاونوا معنا"، بدلاً من الاستمرار في الاتفاقية النووية، التي بموجبها جنت الشركات الأوروبية الكبرى مليارات الدولارات من العقود في إيران".

وردًا على سؤال في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" حول ما إذا كان ذلك يعني أن إدارة ترامب ستفرض عقوبات على تلك الشركات، قال بولتون إن "هذا ممكن، يعتمد ذلك على سلوك الحكومات الأخرى".

من جانبه، قال مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، إن الثروة التي حققتها إيران بعد عقد الاتفاقية النووية "مولت النشاط الإيراني الخبيث" في المنطقة، ورفض استبعاد فرض عقوبات على الشركات الأوروبية، وقال في برنامج "فوكس نيوز صنداي"، "إن نظام العقوبات المعمول به الآن واضح للغاية".

وألمح ترامب نفسه إلى أنه لن يكون هناك تنازلات للشركات الأوروبية، حيث قال خلال تصريحات في البيت الأبيض الأسبوع الماضي "سنوقع أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية"، مضيفًا أن "أي دولة تساعد إيران في سعيها للحصول على أسلحة نووية يمكن أن تعاقب بشدة".

اقرأ المزيد: كيف سيتم فرض العقوبات الأمريكية على إيران؟

مخاوف أوروبية

وكان قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي، قد تعرض لانتقادات حادة من جانب القادة الأوروبيين الذين تعهدوا بدعم الاتفاق من جانبهم.

الخطر الأكبر من العقوبات الأمريكية، في أوروبا جاء في فرنسا، حيث وقعت شركة "توتال" الفرنسية، العام الماضي، صفقة قيمتها خمسة مليارات دولار لاستخراج الغاز الطبيعي الإيراني.

كما بدأت "إيرباص"، الشركة المصنعة للطائرات التي تتخذ من فرنسا مقرا لها، بالفعل بتوصيل طائرات إلى شركة "إير إيران" بموجب عقد بمليارات الدولارات.

واستأنفت شركة "فولكس فاجن" الألمانية لصناعة السيارات، تصدير السيارات إلى إيران، وهو ما دفع ريتشارد جرينيل، سفير الولايات المتحدة الجديد في برلين، إلى التحذير هذا الأسبوع في تغريدة، قائلًا إنه "على الشركات الألمانية التي تقوم بأعمال في إيران أن توقف تعاملاتها على الفور".

اقرأ المزيد: «نيويورك تايمز»: انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لم يضعف «إيران»

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن بعض الزعماء الأوروبيين دعوا إلى اتخاذ إجراءات لإلغاء العقوبات الأمريكية، حيث صرح برونو لو مير، وزير المالية الفرنسي، الأسبوع الماضي أنه "علينا أن نعمل فيما بيننا في أوروبا للدفاع عن سيادتنا الاقتصادية الأوروبية".

فيما قال وزير الاقتصاد الألماني بيتر التماير، يوم الأحد، إن برلين ستحاول "إقناع الحكومة الأمريكية بتغيير سلوكها"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة حددت مهلة مدتها 90 يومًا للشركات الأجنبية للامتثال للعقوبات، وأن هذه الفترة يمكن استغلالها لإقناع واشنطن بتغيير رؤيتها.

Share it on