الجنوب الليبي يشتعل مجددًا.. وقوات حفتر تحكم قبضتها

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

لا تزال الأراضي الليبية تشهد انقسامات عديدة مع زيادة الفوضى، التي دفعت المواطنين إلى حمل السلاح في الشوارع، في أجواء طغت عليها حالة من الانفلات والذعر.

أمس، شهدت مدينة سبها بالجنوب الليبي اشتباكات دامية، بين قبيلتي "التبو"، و"أولاد سليمان"، الموالية للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 12 آخرين.

وتجددت المعارك في المدينة، رغم دعوات المصالحة ومطالب حقن الدماء، وذلك بعد قيام عناصر تابعة لـ"التبو"، بشن هجوم على مقر اللواء السادس مشاة المتاخم لقلعة سبها التاريخية، وفرضت قبضتها على غالبية منافذه، وقتلت عددًا من جنوده وأسرت بعضهم، إلا أن عناصر من اللواء السادس الموالي للجيش الوطني، ظلت تقاتل حتى تمكنت من استرداد مقرها في القلعة، بحسب ليبيا اليوم.

اقرأ أيضًا: حرب الذهب الأسود تشتعل في ليبيا 

الهلال الأحمر الليبي، أكد أن الحصيلة الأولية بلغت 4 قتلى من جنود اللواء السادس، و12 مصابًا، في وقت تحدثت مصادر أخرى عن وقوع نحو 17 قتيلاً في صفوف مهاجمي القلعة، بحسب "الشرق الأوسط".

أما مقرر مجلس النواب صالح قلمة، قال: "هذا صراع قديم حديث بين قبيلتي التبو وأولاد سليمان، وما يحدث الآن شيء مؤسف بالنسبة لنا، مضيفًا "حاولنا التهدئة والصلح مرات عدة، لكن يبدو أن هناك أطرافًا داخلية وخارجية تغذي هذا الصراع".

في المقابل، أفاد عميد بلدية سبها حامد الخيالي، عن وجود "خيانة" وراء عودة الاقتتال، قائلًا: "هناك من دعم المرتزقة في الظلام من الخارجين عن القانون من الخونة وأبناء الشعب الليبي".

بينما ناشد الشيخ علي أبو سبيحة، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن الجنوب، المتقاتلين بالتوقف عن الاقتتال وإلقاء السلاح، مؤكدا أن زمن الثأر القبلي انتهى، بحسب الصحيفة.

اقرأ أيضًا: ليبيا تغرق في الفوضى.. وتحركات لتخفيف الاحتقان بين الفرقاء 

ويبدو أن القائد العسكري المشير خليفة حفتر قرر النأي بنفسه عن تلك المعارك، وأعلن حالة الطوارئ القصوى من أجل دعم القوات المتواجدة بمقر اللواء واستعادته من مسلحي "التبو".

آمر منطقة سبها العسكرية اللواء المبروك الغزوي، أكد تبعية اللواء إلى المنطقة العسكرية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة المشير خليفة حفتر.

كان المشير حفتر، قد أمهل في وقت سابق "الأفارقة المرتزقة" 9 أيام لمغادرة جنوب ليبيا، قبل بدء عملية عسكرية، إلا أن شيئًا من هذا لم يحدث.

في سياق آخر، أثار اجتماع حضره عدد من الأفرقاء الليبيين في العاصمة السنغالية داكار – بدأ أول من أمس، ويستمر ثلاثة أيام لبحث الأزمة الليبية، عاصفة من الجدل والتساؤلات على كل المستويات السياسية في البلاد، عن أسباب لقاء من هذا النوع بين تلك القوى المتناحرة.

اقرأ أيضًا: تركيا تخترق ليبيا.. «الطوارق» بوابة أردوغان للسيطرة على الساحل الإفريقي 

حيث ضم الاجتماع قيادات من أنصار النظام السابق، وجماعة الإخوان المسلمين، والجماعة المقاتلة، شخصيات عامة ونيابية، لكن سرعان ما تبرأت تلك الشخصيات من حضور المؤتمر، في حين قال بعضهم: إنه "تلقى دعوة بالفعل واعتذر عنها"، وفقًا لـ"الشرق الأوسط".

فيما نفت "الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا" مشاركتها في الاجتماع، وقالت: إن "ثوابتها ليست قابلة للمناورة السياسية»، ولن تضع يدها في يد من كانوا سببًا في تدمير ليبيا".

يمكن القول، إن الانقسام والصراعات السياسية هي حصيلة سنوات عجاف مرت على ليبيا، في ظل أزمة مازالت تهدد بمزيد من الانحدار نحو الأسوأ، وأصبح الوصول إلى تسوية سياسية ضروريًا، نظرًا لتأثيراته التي تتجاوز الداخل الليبي لتتحول إلى مصدر قلق إقليمي ودولي. 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على