«الولد العنكبوت» تحدٍ جديد على «الفيفرات» في الجبل الأخضر

over 7 years in الشبيبة

الجبل الأخضر - أسد بن حارث الزكوانيهوس الوصول إلى قمة الجبل شغف هواة التحدي والمغامرات، الذين لا يأبهون إلى مخاطر هذه الهواية خاصة أننا نتكلم عن مرتفعات شاهقة لا تتحمّل الدعابة، فالموت أمر محقق مع أدنى خطأ يقوم به المتسلق، وبالرغم من هذا فإن عشاق هذه الرياضة يتحدون الصعاب.ترتبط رياضة تسلّق الجبال والشغف بارتقاء المرتفعات بحب المغامرة والمخاطرة وعشق الطبيعة، وهي تحتاج إلى لياقة بدنية مرتفعة وقوة احتمال فائقة ومعرفة بتسلّق الجبال واستخدام الأدوات المساعدة اللازمة. فتسلّق الجبال ليس رياضة عادية بل هو مدرسة يتفوّق منها الإنسان على نفسه وعلى الطبيعة وعلى كل أنواع المعطلات من برد أو حر أو شمس حارقة وغيرها من المخاطر.ويحتاج المتسلّق إلى ارتداء ملابس خاصة بحسب الظروف الجوية وحذاء خاص للتسلّق ويحتاج إلى حبال طويلة متينة خفيفة الوزن وحلقة معدنية وبندقية صغيرة وهي «الكرابينة».«الولد العنكبوت» هذا هو اللقب الذي أطلِق عليه منذ أن كان طفلا، وهو يبلغ من العمر الآن 13 سنة، إنه الطفل ناظم بن خصيف بن مرهون الزكواني، وقد أطلق عليه هذا اللقب والده المتسلّق خصيف بن مرهون الزكواني وذلك بسبب مرونة الجسم وسرعة التسلّق التي يمتاز بها.عاش ناظم وترعرع بين أحضان الجبال والأودية في الجبل الأخضر. قام بمشاركات عديدة مع فرق التسلّق لصعود الجبال في السلطنة، وبعدها نمّى والده هذه الموهبة لديه باصطحابه معه من جبل إلى جبل ومن مسار إلى آخر، أصرّ «العنكبوت ناظم» أن يتحدى الصعاب ويماشي الكبار وأن يفعل ما لم يستطع الكبار فعله، حيث ذهب في السابق مع والده وعدد من المتسلّقين العُمانيين وغير العُمانيين من العرب والأجانب، مشيا من منطقة النخر بولاية الحمراء صعودا إلى جبل شمس بمسافة تقدَّر بـ12 كيلومترا وصولا إلى نقطة التسلّق، فما كان من البطل العُماني الصغير «العنكبوت» إلا أن تقدم الجميع وباشر بالتسلّق كالعنكبوت دون أن يتردد أو ينظر إلى الخلف ما أثار استغراب ودهشة الجميع محاولين اللحاق به إلا أن أحدا لم يستطع ذلك.اليوم وبحلة جديدة مع «الشبيبة» يواصل العنكبوت ناظم تسلّقه بتحد وإصرار وعزيمة متوجها إلى موقع جديد في الجبل الأخضر على ارتفاع 2800 متر عن سطح البحر، وهو موقع يقع فيه منتجع «أليلا» ليجرّب نوعا جديدا من التسلّق يُطلق عليه «الفيفرات» الأخطر من أنواعه، بصحبة والده المتسلّق خصيف بن مرهون الزكواني والمدرّب طارق بن زياد الريامي مدرّب وخبير مهارات التسلّق.تحدي الذاتيتحدّث «الولد العنكبوت» عن بداية موهبته في التسلّق يقول: بدأت أرافق والدي في رحلات المشي والتسلّق منذ أن كنت في العاشرة من عمري، على مختلف الطرق البسيطة في الجبل الأخضر، ومع الوقت ازداد الإصرار والعزيمة في داخلي وتعلّمت من التسلّق الصبر والتحمّل وكسرت حاجز الخوف.ويضيف: أعيش في بيئة جبلية ذات تضاريس قاسية وصعبة وهو ما ساعدني على كســر الخوف في داخلي، وأبي هو أكثر من زرع فيني القوة وكسر خوفي من تحدي الصعاب.نصيحةأنصــــح الجيــــل من عمري ألا يخافوا وأن يكونوا حذرين وألا يجربوا هذه الرياضة لوحدهم فهي قد تكون خطرة جدا عليهم وخاصة في هذا العمر، وعندما يعزمون على المغامرة يجب أن يتخذوا الحيطـــة والحــذر ويتبعوا إرشادات الأمن والسلامة والتقيّد بارتــداء الملابس المناسبة لرياضة التسلّق مثل خوذة الـــرأس التــي تحميهم من تساقط الحجارة وارتداء الملابس الأكثر وقاية والقفاز لتحميهم من جروح الحجارة ولبس الحذاء المناسب ضد الانزلاق و«السيفتي» من الحبال.وأخيرا أتمنى من الجهات المعنية ذات الاختصاص تقديم المساعدة والدعم في هذه الرياضة «رياضة التسلّق». وأقدّم الشكــر الكبير لأبي خصيف الزكواني الذي شد عزيمتي، وأشكر أيضا المدرّب طارق الريامي على تطوير مهاراتي في رياضة التسلّق.والده: هكذا اكتشفت موهبتهالمتسلّق خصيف بن مرهون الزكواني والد «العنكبوت ناظم» وهو من شد على يد ابنه لتحدي نفسه وكسر المخاوف وتنمية قدراته في التسلّق. وحول كيفية اكتشاف مهارة ولده يقول: اكتشفت موهبة ولدي عندما نذهب معا في رحلات التسلّق ومنها لاحظت فيه الخفة وسرعة التسلّق والنباهة، بعدها عزمت على تطوير موهبته وتعليمه استخدام معدات السلامة «السيفتي».ويتابع حديثه: اكتشفت قوة موهبة ولدي عندما اصطحبته معي إلى جبل شمس برفقة سياح أجانب، وأثناء شرحي لهم كيفية استخدام أدوات السلامة رأيته وقد شد عزيمته مرتديا أدوات التسلّق ومنطلقا في الصعود إلى مسافة 400 متر.ويضيف: من أخطر المواقع التي قصدها في بداية تسلّقه هي منطقة يُقال عنها «الجبول» في الجبل الأخضر وهي مكان يتميّز بارتفاعه الشاهق وتضاريسه الخطيرة. وأتمنى من الجهات المعنية أن تهتم أكثر بهذه الرياضة لأنها من رياضات الجذب السياحي، خاصة أن السلطنة تعدّ الأفضل لممارسة رياضة التسلّق على مستوى دول الخليج.المدرب: موهبة لافتةتسلّق الصخور فرع من رياضة تسلّق الجبال وتنقسم إلى أنواع مختلفة، فهناك التسلّق الرياضي والتسلّق الحر وفقا للتنظيم وتسلّق الطليعة والتسلّق بالحبل وفقا لوسيلة الحماية والتسلّق في الحلبة الصناعية والحلبة الطبيعية وفقا لمكان الرياضة.هذه الرياضة التي ولدت محفوفة بالمخاطر جعلت الإنسان لا يتوقف عن التفكير فــي ابتكار وتصنيع أصناف متعددة من أجهزة الأمان للمتسلقين وتوفير التسهيلات لهم، ومن الوسائل الأساسية حزام الأمان والحبل والكوابل وحقيبة مسحـــوق مقاومـــة الانـــزلاق والقيد والحذاء الخاص لتسلّق الصخور وأجهزة الصعود والنزول وغيرها من الأدوات التي تجمع بينها سمة واحدة هي الرعب والإثارة في التسلّق.المدرب طارق بن زياد الريامي الحاصل على شهادة في مهارات التسلّق يقول: بالنسبة لناظم وفي عمر 13 سنة الآن فإنه يمتلك قدرات كبيرة وإمكانيات تفوق مَن هم أعمارهم بين 20 إلى 25 سنة، ولديه إمكانيات وقدرات يمكن تطويرها بشكل كبير وأتوقع له مستقبلا باهرا.ويتوجه المدرّب طارق الريامي بتوصيات للشباب العُماني والجهات المعنية ذات الاختصاص يقول: سلطنة عُمان منطقة ذات تضاريس مختلفة تتوفر فيها الجبال والأودية وغيرها من الأماكن المناسبة لرياضة المغامرات ولأنواع التسلّق المختلفة مثل «الفيفرات» أو التسلّق بالحبل والتسلّق الحر، ولذلك ندعو وزارة السياحة إلى الاهتمام بها، وأتمنّى من الشباب العُماني الإقدام على تجربة هذه الرياضة.

Mentioned in this news
Share it on