في يوم تنصيب بوتين.. تركيا توجه طعنة إلى روسيا
over 7 years in التحرير
رغم أن العلاقات الروسية التركية تتسم بطابع من المرونة، إلا أن الأزمات التي شهدها الطرفان مؤخرًا بداية من الصراع في سوريا، مرورًا بحادث إسقاط المقاتلة الروسية، ومقتل سفير موسكو على يد أحد الضباط الأتراك، وأخيرًا محاولة استهداف موكب بوتين خلال حفل تنصيبه.
ويبدو أن المرونة التي كانت تتسم بها العلاقات بين البلدين تلاشت، خاصة بعدما أعلنت وزارة الخارجية الروسية، إحباط هجمات إرهابية بتمويل من تركيا، كانت تستهدف احتفالات "يوم النصر" التي يشارك فيها الرئيس بوتين، في العاصمة الروسية موسكو.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي أوليج صيرومولوتوف، إن الاستخبارات الروسية أحبطت هجمات إرهابية كانت تستهدف فعاليات الاحتفالية بعيد النصر في موسكو، في ذكرى الانتصار على القوات النازية، بحسب "سكاي نيوز".
وأضاف المسؤول الروسي، أن تمويل المجموعة التي كانت تخطط لتنفيذ الهجوم جاء من تركيا، مؤكدًا أن روسيا قضت على 26 عضوا في شبكة إرهابية أواخر أبريل الماضي.
اقرأ أيضًا: روسيا تستغل تركيا في سوريا لاستدراج أمريكا
وكشف صيرومولوتوف عن أن جهاز الاستخبارات الروسي، أحبط هجمات باستخدام المتفجرات على المشاركين في مسيرة "فوج الخالدين" بموسكو ضمن الفعاليات الاحتفالية بعيد النصر.
وأضاف أن الأمن الروسي ضبط أسلحة كانت بحوزة عناصر تلك المجموعات الإرهابية وكانت مجهزة لمهاجمة المسيرة الاحتفالية، مشيرا إلى أنه خلال الفترة من 21 حتى 24 أبريل تم القضاء على 26 إرهابيا، وفقًا لـ"تاس".
وقال المسؤول الروسي: إن "الشبكة الإرهابية كانت احتياطية ونشطت في شمال غرب سيبيريا، وتحديدا في دائرة أورال الفيدرالية".
وتم تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 مايو، حيث تمت العملية بشكل يختلف عن سابقاتها، حيث حضرها عدد كبير من الضيوف وصل إلى نحو 5 آلاف شخص، وجرى استعراض فوج من الحرس الرئاسي وسط الكرملين بحضور الرئيس.
اقرأ أيضًا: بعد تصعيد «الناتو».. هل تتلقى روسيا طعنة من أردوغان مجددًا؟
يمكن القول إن العلاقة بين البلدين، تخال للجميع من الوهلة الأولى أنها في أبهى صورها، ولا يوجد خلافات بين البلدين، وهذا ما ظهر من خلال موقف قادة أوروبا بطرد الدبلوماسيين الروس من عشرات الدول، في حين امتنعت أنقرة عن طرد أي دبلوماسي، حسب صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا.
لكن عادة ما تُظهر الأحداث طعن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في الظهر، وفي ظل الصراع بين روسيا وقادة الاتحاد الأوروبي، لم يتبين حتى الآن موقف تركيا من أزمة مقتل الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال، والتي قامت أكثر من 20 دولة على أثرها بطرد أكثر من 130 دبلوماسيا روسيا.
حيث تبين أن الجانب التركي لم يستخدم حق النقض ضد هذا القرار، رغم أنه كان يمكنه القيام بذلك، وفقًا لصحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية.
اقرأ أيضًا: صراع بين أبناء الناتو| أمريكا تهدد بوقف توريد الأسلحة لأنقرة.. وتركيا تتوعد
ليس هذا فحسب، فبالعودة إلى الوراء قليلًا، نجد أن تركيا طعنت روسيا عبر إسقاط طائرة موسكو التي تشارك في محاربة الإرهاب بسوريا، وذلك بعدما وقعت روسيا والولايات المتحدة على اتفاق تجنب الحوادث الجوية، واعتبر بوتين أن الحادث بمثابة طعنة في الظهر.
وأخيرًا حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا، أندريه كارلوف، من قِبل أحد الضباط الأتراك الذي كان مُكلفًا بحراسته في العاصمة التركية أنقرة، حيث أصيب "كارلوف" بثماني طلقات، ونُقل إلى المستشفى في حالة خطرة، قبل أن يلقى حتفه بعد دقائق، وذلك خلال مؤتمر صحفي في احتفالية افتتاح معرض فني تحت عنوان "روسيا في عيون الأتراك".
وفي ظل هذه الأحداث، لا يمكن التنبؤ بالعلاقات بين البلدين، خاصة أنها تعتمد على المصلحة العامة في ظل التحديات التي تواجه البلدين من المجتمع الدولي بأكمله.