ذكرى إعدام ريحانة.. وردة اغتصبها القهر وأعدمها القضاء

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

تحل اليوم الثلاثاء الذكرى الثانية لأحد أبرز القضايا التي تتعلق بحقوق الإنسان والمرأة في إيران والعالم أجمع.. إعدام الشابة العشرينية ريحانة الجباري، التي أعدمتها السلطات الإيرانية على خلفية إدانتها بطعن مسؤول مخابراتي سابق اعتدى عليها جنسيًّا وحاول اغتصابها، الأمر الذي أثار ضجةً كبرى في الرأي العام العالمي، ولا يزال علامةً سوداء في تاريخ السجل الحقوقي لإيران.

في هذا التقرير نستعرض أهم النقاط التي تخص حياة "ريحانة" وأصداء إعدامها:

1- اتهمت بالقتل العمد لرجل حاول الاعتداء عليها جنسيًّا، إذ قامت السلطات الايرانية باعتقالها منذ 2007 بسبب طعنها رجلًا حتى الموت، وهو مسؤول سابق بالمخابرات الإيرانية ويدعى "مرتضى عبد الله سرابندي".

2- ريحانة كانت في التاسعة عشر من عمرها عندما تعرضت للاعتداء، إذ طلب منها المسؤول المخابراتي بمقابلت لمناقشة إدخال بعض التعديلات على الديكورات الخاصة بمنزله، وأقنعها بالذهاب معه إلى مكتبه الخاص، وهناك قام بالاعتداء عليها جنسيًّا وقامت ريحانة بطعنه بسكين صغيرة كانت معها حتى الموت.

3- أدانت العديد من الدول إعدام ريحانة، وشكَّكت "واشنطن" بنزاهة المحاكمة، واعتبرت الأمم المتحدة الحادث "مفجعًا وصادمًا"، وناشدت منظمات حقوقية دولية مثل "هيومان راتيس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" السلطات الإيرانية بوقف العمل بحكم الإعدام الصادر ضد ريحانة، واعتبرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أنَّ القتل المزعوم كان عملًا يشكِّل دفاعًا عن النفس، في مواجهة مغتصب، وقالت المفوضية إنَّ جباري لم تحصل على محاكمة عادلة.

4- نظَّمن بعض السيدات مظاهرة وهنَّ عرايا أمام السفارة الإيرانية ببرلين بألمانيا، وذلك احتجاجًا على إعدام ريحانة جباري.

5- دعا المفكر الكويتي عبد الله النفيسي، السعودية لإطلاق اسم المواطنة الإيرانية السنية ريحانة جباري التي أعدمتها طهران عام 2014، على الشارع الذي تقع فيه السفارة الإيرانية في الرياض.

6- كان لمقتل ريحانة أثر كبير على الناشطات المهتمات بحقوق الإنسان في العالم، فعلقت اليمينة "توكل كرمان" على مقتلها واصفة إياها بـ"الشهيدة"، قائلةً: "تضامني المطلق معك أيتها الشهيدة الطاهرة النقية ريحانة".

7- سجَّلت ريحانة رسالة لأمها قبل إعدامها، وأثارت ضجة كبيرة في أوساط مواقع التواصل الاجتماعي لصدقها وقوة كلماتها التي تعكس معاناتها النفسية الشديدة التي لحقت بها في الأيام التي سبقت إعدامها، فذكرت أنَّها تعرضت للضرب والإهانة من قبل الضباط الذين باشروا التحقيق معها، الأمر الذي أكَّده عمها - في حديث مع دويتشة فيله - بأنَّ ريحانة تعرَّضت للضرب الوحشي والسباب بأفظع الألفاظ والتحرش الجسدي. 

وجاء في وصية "ريحانة" لأمها:

"عزيزتي شعله، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص.. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي، ألا تظنين أنه كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم أنا خجولة من حزنك.. لماذا لم تعطيني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟"

سمح العالم لي أن أعيش لمدة 19 عامًا، وكانت تلك الليلة المشؤومة هي الليلة التي كان يجب أن أقتل فيها.. كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة سوف تستدعيك لمكتب الطبيب الشرعي للتعرف إلى جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضًا أنني تعرضت للاغتصاب، ولم يكن سيتم إلقاء القبض على القاتل، لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم، ومن ثم كنت سوف تقضين حياتك في معاناة وعار، وبعد سنوات قليلة كنت ستتوفين نتيجة هذه المعاناة، وكان كل شيء سينتهي هناك.

هذا البلد الذي زرعت حبه في داخلي لم يكن يريدني أبدًا، ولا أحد دعمني عندما كنت تحت ضربات المحقق أبكي وأسمع أكثر المصطلحات إهانة.. وعندما نزعت عن نفسي علامة الجمال الأخيرة، وحلقت شعري، كوفئت بـ11 يومًا في الحبس الانفرادي".

أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز علي في حياتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب، لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن تتحول إلى غبار.. أتوسل إليك أن يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيدًا عن جسدي، ما أن يتم شنقي فيعطى أي شيء من هذا لشخص يحتاج إليه.. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي أو يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء إلي.

أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني.. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء، وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة، وامنحيني للريح لتأخذني بعيد.

العالم لم يحبنا.. والآن أنا أستسلم لذلك وأحتضن الموت لأنه في محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين، وسوف أتهم القاضي، وقضاة المحكمة العليا في البلاد الذين ضربوني عندما كنت مستيقظة، ولم يمتنعوا عن مضايقتي.

في العالم الآخر، أنا وأنت من سيوجه التهم، وغيرنا هم المتهمون.. دعينا ننتظر إرادة الله، أردت أن أضمك حتى الموت.

لينك فيديو الوصية كاملاً مسجلةً بصوت "لاما أحمد":

8- كما أثارت الرسالة التي سجلتها ريحانة بصوتها قبل إعدامها أثرًا على الناشطة المصرية "زينب المهدي"، وكانت ضمن أنشطة زينب الأخيرة قبل إقدامها على الانتحار، إذ علقت على المقطع الذي بثته "لاما أحمد" لتقول فيه الرسالة الأخيرة لريحانة لوالدتها بصوتها قالت: "عيطت، أول ما شفتها قبل ما أسمعها ابتسمت، شكرا أنك نزلتي حاجة، أنا كنت متضايقة ومحتاجة أسمع صوتك، كل يوم أدخل أسمع كل حاجتك القديمة وأتضايق أن مفيش جديد".

شارك الخبر على