بين الوقائع والأرقام هل خسر التيار الوطني الحر في إنتخابات ٢٠١٨ عن دائرة كسروان جبيل؟ الجزء الثاني

حوالي ٦ سنوات فى تيار

الجزء الأول من المقال نُشر على موقع التيار الرسمي صباح 9 أيار 2018 تحت عنوان: بين الوقائع والأرقام هل حصدت القوات اللبنانية أصواتًا إضافية في إنتخابات 2018 ؟ وهل فعلاً إنتصرت؟
بقلم الكسندر نعمة، 10 أيار 2018.
منذ الساعات الاولى لصدور نتائج الانتخابات النيابية، ووسائل الإعلام تتطالعنا بتقارير ومقالات تُظهر فيه حجم القوات اللبنانية مقارنةً بحجم التيار الوطني. تفنّد في التقارير أرقام وتحليلات، وتلخص معلوماتها أن التيار الوطني الحر خسر الانتخابات وخسر قاعدته الشعبية. في الجزء الاول من المقالة، فصّلنا وبالارقام حجم القوات اللبنانية في دائرتي كسروان وجبيل من خلال إضطلاعنا على أرقام اقلام الإقتراع ومقارنتها بالعام 2009. https://www.tayyar.org/News/Lebanon/216066/
في هذا الجزء من المقال، سنبحث وبالارقام أيضًا حجم التيار الوطني مقارنةً بارقام لائحته في العام 2009.
- أولاً : تُقدّر قوة التيار الوطني الحر بحسب أرقام 2009، في قضاء كسروان بما يعادل ال 18 الف صوت أو أكثر بقليل، وقوة التيار الوطني الحر في قضاء جبيل تعادل ال 15 الف صوت أو أكثر بقليل. - ثانيًا: في العام 2009، خاض التيار الوطني الحر مع الأصدقاء انتخابات قضاء كسروان كما انتخابات قضاء جبيل بحيث كان مدعومًا من قاعدة حزب الله التجيرية، ففي قضاء كسروان في انتخابات 2018 خسر التيار الوطني ما يعادل الف صوت شيعي، وفي قضاء جبيل خسر التيار الوطني الحر ما يعادل 9 الاف صوت شيعي، كان من المفترض لو قرر حزب الله دعم لائحة لبنان القوي لكان اجمالي اصوات اللائحة حصد ما يقارب ال 10 الاف صوت إضافي في الدائرة وارتفع حاصل اللائحة نائبين باقل تقدير، واحد منهما المقعد الشيعي المخصص للدائرة.
- ثالثًا: بين العام 2009 و 2018، انتقل نعمة افرام من داعم للائحة الى مرشح، وبالتالي خسر التيار الوطني الحر جزء من قوته التجيرية لصالح نعمة الذي دخل السباق الانتخابي عبر القانون النسبي والصوت التفضيلي، وهنا لا يخفى على أحد، أنَّ المرشح الفائز نعمة افرام ومن خلال شركاته وموظفيه إستطاع إنشاء ماكنته الانتخابية الذي من خلال جولاتنا رصدنا أن قسم من المكنة الخاصة به هم شبابنا الملتزمون بحزب التيار ويحملون بطاقات حزبية، ولكن طبيعة عملهم من ضمن شركاته جعلتهم يلتزمون بالعمل ضمن الماكنة.
بالعودة إلى مضمون السؤال، عنوان المقال: هل خسر التيار الوطني الحر في انتخابات 2018 عن دائرة كسروان جبيل؟ في التفاصيل، وقبل تحليل الارقام ومتابعة أقلام الإقتراع، وكما ذكرنا سابقًا أن قوة التيار الوطني الحر في قضاء كسروان تقدّر ب 18 الف صوت، حصد المرشح العميد شامل روكز في انتخابات 2018، 7300 صوتًا والمرشح روجيه عازار 6793 صوتًا، أي ما يعادل 14093 صوتًا. هذا إذا لم ندخل في تفاصيل الارقام، فقد خسر المرشحَين من القوة التجيرية للتيار في هذه الانتخابات 3907 أصوات. في تفصيل الارقام عن قضاء كسروان نلاحظ أن النائب نعمة افرام استطاع تحصيل كمية لا يستهان بها من الاصوات التفضيلية لصالحه من القوة التجيرية للتيار، الارقام الأولية تشير إلى ما نسبته 1500 إلى 2000 صوت تفضيلي.
المرشحين نعمان مراد وميشال كيروز اللذين خرجا من التيار للترشّح وبالرغم من الاصوات القليلة اللذين حصلوا عليها ولكن تقدّر خسارة التيار ما يقارب ال 500 صوت تفضيلي. خروج كل من النائب السابق يوسف خليل والنائب سابق جيلبيرت زوين من التكتل ودخولهما في لائحة منافسة، شتت جزء من قاعدة التيار الوطني، وخسر التيار من قوته التجيرية ما يقارب 1500 الى 2000 صوت. النسبة المتدنية من التصويت في قضاء كسروان والتي تقدر ب 7 % اقل، انعكس بشكل سلبي، فكما خسرت باقي اللوائح أصواتًا نتيجة انخفاض نسبة التصويت فبالتالي خسر التيار الوطني الحر جزء من أصواته نتيجة عدم مشاركة البعض في الانتخابات. بالتأكيد المرشح الوزير السابق زياد بارود خسرَّ أيضًا جزء من القوة التجيرية للتيار وبما يعادل 700 الى 800 صوتًا.
أمام كل هذه العوامل التي ذكرناها، يمكننا أن نؤكد أنَّ القوة التجيرية للتيار الوطني الحر توزعت ولأسباب عديدة بين عدّة افرقاء، ولكن بقية القوة الاكبر متماسكة. وبعملية حسابية دقيقة يمكننا أن نؤكد أن النائب العميد روكز والنائب عازار أضافا على قوتنا التجيرية أصواتًا من الخارج إذا ما قارنا بين عامي 2009 و 2018.
أما عن قضاء جبيل، وكما ذكرنا بدايةً، القوة التجيرية للتيار الوطني الحر تُقدر ب 15 الف صوت أو أكثر بقليل. حصد كل من النائب سيمون ابي رميا 9729 صوتًا والنائب السابق وليد خوري 7782 صوتًا اي ما يعادل 17511 صوت. يًقال أن النائب نعمة افرام دعم المرشح وليد خوري بحكم القرابة بكمية من الاصوات التفضيلية من خلال ماكنته الانتخابية، إذا صحّ هذا الكلام أم لا، في الخلاصة قاعدة التيار الوطني الحر في قضاء جبيل حافظة على تماسكها بين عام 2009 و 2018، لا بل أكثر من ذلك.
في الختام، مهما كانت الارقام والنتائج، غدًا لا يعد ينفع كلام الارقام، المطلوب في المحصلة، العمل على إنقاذ الوطن إقتصاديًا، وسياسيًا. لبنان وطن المنتشرين، لبنان وطن الثقافة والإرث والحضارة، يُنازع أنقذوه
 

شارك الخبر على