غلق الأجواء والحدود.. كيف استعد العراق للانتخابات البرلمانية؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أقل من 48 ساعة تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية العراقية التي من المقرر أن تنطلق بعد غد السبت الموافق 12 مايو، والتي طال انتظارها لعدة سنوات، حيث سيدلي العراقيون بأصواتهم في أول انتخابات بعد هزيمة تنظيم "داعش" الذي كان يسيطر على مساحات كبيرة من البلاد في عام 2014.

وفي محاولة لتجنب أي اختراق أو حوادث أمنية للانتخابات، اتخذت السلطات العراقية العديد من الإجراءات لتأمين الانتخابات والناخبين، خاصة بعد إعلان تنظيم "داعش" الإرهابي استهداف مراكز الاقتراع والناخبين خلال العملية الانتخابية.

الانتخابات في أغلب دول العالم ترافقها إجراءات أمنية استثنائية، وفي العراق نحتاج إلى أكثر من ذلك، بحكم استهداف الجماعات الإرهابية للانتخابات، وللعملية الديمقراطية بشكل عام، يأتي ذلك في ظل خشية العراقيين من هجمات انتحارية أو سيارات مفخخة قد تستهدف مراكز الاقتراع.

 

غلق المطارات والحدود

وضمن الاستعدادات التي اتخذها العراق لتأمين الانتخابات، قررت الحكومة غلق المطار والمعابر الحدودية لمدة 24 ساعة خلال الانتخابات، وسيسري قرار إغلاق المطارات والمعابر الحدودية بداية من منتصف ليل الجمعة.

المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، أوضح أن قوات الأمن ستعلق أيضا السفر بين المحافظات وستفرض قيودا على حركة المركبات يوم السبت قبل أن تخفف الإجراءات "تدريجيا" بعد أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابها، بحسب "رووداو".

إقرأ أيضا : «نفوذ إيراني ومشروع أمريكي وتمويل قطري».. مثلث الانتخابات العراقية 

وأصدرت اللجنة المشكلة من قبل القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، أمرا بإغلاق المنافذ الحدودية، والمطارات، خلال يوم الانتخابات، وسط مخاوف تبديها جهات سياسية وأوساط شعبية، من حدوث عنف أو عمليات "تزوير وتلاعب" بنتائج الانتخابات سيما في المحافظات الغربية والمناطق المتنازع عليها.

كما أعلن وزير داخلية إقليم كردستان كريم سنجاري أمس، أنه سيتم قطع الطرق بين محافظات الإقليم خلال إجراء الانتخابات، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ كافة الاستعدادات لحماية مراكز الانتخابات.

حالة إنذار قصوى

القوات الأمنية العراقية دخلت منذ السبت الماضي، حالة إنذار قصوى تستمر حتى 12 مايو الجاري، في إطار حملة تأمين الانتخابات البرلمانية.

ونقلت عدة وسائل إعلام عراقية عن مصادر أمنية، إن "القوات الأمنية أمرت جميع قطعاتها ومنتسبيها بمن فيهم المجازين، بدخول حالة الإنذار والذي سيستمر لحين انتهاء الانتخابات".

إقرأ أيضا : الانتخابات العراقية بين مطرقة «المال السياسي» وسندان «التزوير»

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، أعلن في وقت سابق "الانتهاء من وضع الخطة الأمنية الخاصة بالانتخابات بإشراف لجنة أمنية عليا بعضوية كل الأجهزة الأمنية والاستخبارية وبالتنسيق مع مفوضية الانتخابات"، مبيناً أن "القوة الجوية وطيران الجيش سيكونان على أهبة الاستعداد للحماية".

آلاف القوات

قيادة عمليات الرافدين في العراق، أعلن عن بدء تنفيذ خطة لحماية حدود محافظات الجنوب والمناطق المفتوحة المحيطة بها عبر نشر ما يقارب 70 ألف جندي وعنصر أمن لتأمين المناطق والشوارع المؤدية إلى المراكز الانتخابية، التي يقدر عددها في تلك المحافظات 1145 مركزاً.

قائد العمليات علي الدبعون، أكد أن القيادة مسؤولة عن حماية محافظات واسط وميسان وذي قار والمثنى، وفي مرحلة الانتخابات تكون مسؤولة أيضاً عن حماية مناطق محددة وبأسلوب خاص، وهذا ما يفرض علينا آلية جديدة في العمل والتحصين الأمني يختلف عن السابق.

إقرأ أيضا : لافتات الانتخابات العراقية بطهران تثير غضب الشعب الإيراني

وأوضح الدبعون، أن الحماية ستكون هذه المرة مدعومة بالمعلومة الاستخباراتية التي كانت سابقاً تتعامل مع عناصر الشرطة، ولكن بعد تطبيق خطة أمنية واحدة أصبحت المعلومة جاهزة لمن يتعامل معها أولاً بغض النظر عن الجهة، بحسب "الحياة".

كما كشف العقيد نبراس محمد علي مدير العلاقات والاعلام في شرطة بغداد، عن مشاركة 23 ألف شرطي من شرطة بغداد في تأمين الانتخابات، فضلا عن وجود قوات جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لمعالجة أي حادث طاريء.

كما يشارك آلاف القوات في المحافظات الأخرى في تأمين العملية الانتخابية للتصدي لأي هجوم أو محاولات عنف.

واستمرارا للإجراءات التأمينية، أعلنت قيادة عمليات محافظة نينوى، عن تنفيذ حظر محدود للتجوال يوم الانتخابات بعموم المحافظة.

وبالإضافة لكل ما سبق، قامت القوات الأمنية بعمليات استباقية بمشاركة كل القطعات العسكرية في كل مناطق العاصمة، والتي أسفر عنها القبض على عدد من الإرهابيين.

خبرة كافية

الخبير الأمني هشام الهاشمي لم يستبعد قيام "داعش" والجهات المرتبطة بها باستهداف الناخبين ومراكز الاقتراع؛ لكنه يرى أن "داعش غير قادرة على تحقيق أي إنجاز يعطل أو يؤثر على العلمية الانتخابية"، مشيرا إلى أن الانتخابات السابقة زودت القوات الأمنية بخبرة كافية للتعامل مع جميع الثغرات الأمنية".

إقرأ أيضا : قبل الانتخابات العراقية.. «المجرب لا يجرب» تضع التحالفات الشيعية في مأزق

ويضيف الهاشمي، أن القوات الأمنية قامت بتطويق الدوائر الانتخابية بثلاثة أطواق، الأول قريب ويمنع الهجمات بالأحزمة الناسفة، وآخر متوسط يمنع الهجمات بالمدافع الرشاشة المتوسطة، وثالث بعيد يمنع الإرهابيين من استخدام مدافع الهاون وغيرها، بحسب "الشرق الأوسط".

اتخذت هذه الإجراءات والتدابير الأمنية حتى لا يتكرار ما حدث في الماضي خلال الانتخاباتت السابقة، حيث شهدت أغلب الدورات الانتخابية السابقة عمليات عنف متباينة، هدفها إفشال العملية الانتخابية، وحدث أكبرها في انتخابات شتاء 2005، حين استهدفت العاصمة بغداد وحدها بأكثر من عشر عمليات.

وبين حالة اليأس والأمل في التغيير ينتظر العراقيون هذه الانتخابات منذ سنوات، ورغم كل ما يهدد هذه العملية تحاول السلطات العراقية تطمين الناخبين من احتمال تعرضهم لهجمات إرهابية أثناء توجههم لمراكز الاقتراع، لحثهم على المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.

شارك الخبر على