أوروبا تدافع وطهران تترقب

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

طهران - بروكسل - باريس - عواصم - وكالاتدافعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا بضراوة عن الاتفاق النووي مع إيران وحثت الولايات المتحدة على ألا تتخذ خطوات تزيد من صعوبة المهمة بالنسبة للدول التي ما زالت تريد الالتزام بالاتفاق ودعت واشنطن إلى عدم اتخاذ خطوات تصعيدية أخرى ضد إيران بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق العالمي وإعادة فرض العقوبات على إيران فورا. وأكدت كل من روسيا والصين التزامها بالاتفاق.وفي موسكو أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن روسيا تبقى ملتزمة بخطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني.ووصف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي، خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني بـ"السخيف" والمليء بالكذبات.وشهدت الساحة الدولية أمس تحركات دبلوماسية غير مسبوقة بين الأوروبيين ونظرائهم في كل من روسيا والصين بعد أن أكدت إيران التزامها بالاتفاق النووي إلى حين معرفة مدى الضمانة التي ستقدمها فرنسا وبريطانيا وألمانيا للحقوق الإيرانية في الاتفاق، وفي بيان قال الاتحاد الأوروبي إنه سيضمن استمرار رفع العقوبات عن إيران طالما أوفت بالتزاماتها.وفي طهران قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، علي خامنئي خلال لقاء مع المثقفين الإيرانيين "البارحة سمعنا كلاما سخيفا ربما كان هناك أكثر من 10 كذبات في كلامه لقد هدد النظام الإيراني وهدد الشعب الإيراني وأقول له باسم الإيرانيين يا ترامب أنت تخطئ".وأضاف خامنئي: "بدون أخذ الضمانات اللازمة من الدول الأوروبية الثلاث فإن الاستمرار بالاتفاق النووي أمر غير منطقي".وتابع: "الموضوع النووي هو ذريعة، فالولايات المتحدة مشكلتها مع إيران هي أننا قطعنا نفوذها عن بلدنا وعن ثروتنا".على الجانب الآخر، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني بقاء بلاده بالاتفاق النووي دون الولايات المتحدة، شريطة أن تتأكد إيران خلال أسابيع أنها ستحصل على امتيازات الاتفاق كاملة، بضمان باقي أطراف الاتفاق.وفي جلسة للبرلمان الإيراني أحرق نواب علما أمريكيا ونسخة رمزية من الاتفاق النووي الذي أعلن ترامب انسحابه منه أمس الأول الثلاثاء. وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية بأن النواب رددوا كذلك هتاف "الموت لأمريكا".وقال مصدر بالرئاسة الفرنسية أمس الأربعاء إن فرنسا وشركاءها الأوروبيين سيعملون جاهدين لحماية مصالح شركاتهم في إيران بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستعيد فرض عقوبات صارمة على طهران.وقال المصدر "من المؤكد أننا سنبذل كل شيء فيما يتعلق بشركاتنا لحماية مصالحها".وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أمس إن الاتفاق النووي الإيراني "لم يمت" رغم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه، مضيفا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتحدث مع نظيره الإيراني حسن روحاني.وأضاف لو دريان لراديو (ار.تي.ال) الفرنسي إن بلاده تريد التمسك بالاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع ست قوى عالمية العام 2015 والذي يقول إن إيران التزمت به.وتابع أن اجتماع ماكرون سيعقبه محادثات رفيعة المستوى بين الإيرانيين وبريطانيا وألمانيا بالإضافة إلى فرنسا. وستعقد اجتماعات كذلك مع شركات مثل توتال النفطية وغيرها من الشركات والكيانات الاقتصادية الكبرى العاملة في المنطقة.وقال: "هذا الاتفاق لم يمت. هناك انسحاب أمريكي من الاتفاق لكن الاتفاق ما زال موجودا".وأضاف: "المنطقة تستحق ما هو أفضل من المزيد من الاضطرابات التي يثيرها الانسحاب الأمريكي. لذلك نريد التمسك به وأن نضمن تمسك إيران كذلك به وأن تمارس ضبط النفس".من ناحية أخرى قال وزير المالية الفرنسي، بورنو لو مير، للإذاعة الفرنسية إن قرار ترامب بشأن إيران خطأ وإن الولايات المتحدة يجب ألا تعتبر نفسها "الشرطي الاقتصادي" للعالم.وذكر لو دريان أن فرنسا تدرك مثل غيرها أن هناك مخاوف بشأن قضايا أخرى بخلاف قدرات إيران النووية وعلى رأسها برنامج الأسلحة البالستية الإيراني لكنه قال إن هذه القضايا يمكن بحثها دون التخلي عن الاتفاق النووي.وتابع: "نعم هناك خطر حقيقي من مواجهة... أتمنى ألا يمثل انتكاسة للسلام". وقال لو دريان إن التقارير الدورية التي تصدرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهرت التزام إيران بالاتفاق.وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيلتزم بالاتفاق النووي الإيراني رغم قرار الولايات المتحدة الانسحاب منه، مضيفا أنه سيضمن ألا تتعرّض طهران لأي من العقوبات الأوروبية التي رفعت بموجب الاتفاق المبرم العام 2015.وأضافت حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد، وهي 28 دولة، في بيان "طالما واصلت إيران تنفيذ التزاماتها النووية... فإن الاتحاد الأوروبي سيظل ملتزما بالتنفيذ الكامل والفعال للاتفاق النووي."رفع العقوبات المتعلقة بالشؤون النووية جزء ضروري من الاتفاق... يؤكد الاتحاد الأوروبي التزامه بضمان استمرار هذا".

شارك الخبر على