أردوغان يتحدى تهديدات ترامب.. ويُوسع التعاون مع إيران
أكثر من ٧ سنوات فى التحرير
جاء انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع طهران، خطوة جديدة لترسيخ العلاقات التجارية بين تركيا وإيران، وأيضًا بمثابة صفعة على وجه واشنطن ضد قراراتها التعسفية والتي قد تفجر الصراع بالمنطقة.
بالأمس، تحدى وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، تهديدات ترامب للدول التي تجري تجارة مع إيران، بالقول: إن "بلاده ستمضي قدمًا في تجارتها مع إيران بقدر المستطاع، ولن تكون خاضعة لمحاسبة أي طرف آخر".
كان دونالد ترامب الرئيس الأمريكي أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي نظرا لأعمالها العدائية في الشرق الأوسط، وتخصيبها لليورانيوم ومخالفتها لقواعد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية.
إلا أن الوزير التركي، عاد ليؤكد أنه من الآن فصاعدا، سنتعامل في تجارتنا مع إيران في الإطار الممكن حتى النهاية، ولن نقدم كشف حساب لأحد عن هذا، بحسب "سبق السعودية".
اقرأ أيضًا: تركيا تصفع واشنطن مجددًا.. وتتعاقد على منظومة «بانتسير- إس1» الروسية
رسالة تركيا إلى الولايات المتحدة تعكس مدى توتر العلاقات بين البلدين، خاصة بعد تلويح واشنطن بفرض عقوبات على أنقرة لتعاونها مع روسيا عسكريًا.
أما ابراهيم جالن المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال إن "قرار أمريكا بالانسحاب بشكل أحادي من اتفاق إيران سيزعزع الاستقرار ويسبب صراعات جديدة".
السؤال هنا.. ما مدى العلاقات بين تركيا وإيران؟
أخذت العلاقات الاقتصادية التركية الإيرانية شكلًا جديدًا، وذلك بعد رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية من ناحية، وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيران، على رأس وفد اقتصادي، لحضور جلسات مجلس التعاون التركي الإيراني وتوقيع اتفاقات مشتركة في مجالات الطاقة والاستثمار والسياحة بقيمة 10 مليارات دولار، والاتفاق على تزويد إيران لتركيا بالبترول مقابل أن تقوم تركيا بإعادة تأهيل سكة حديد خط إرماق -كرابوك؛ والذي تقدر تكلفته بثمانين مليون يورو.
يمكن أيضا القول إن التنسيق في المسائل الأمنية المتعلقة بالمشكلة الكردية له أولوية قصوى لدى أردوغان، خاصة أنه يعتبر الأكراد جماعة إرهابية.
اقرأ أيضًا: هل ينقذ النظام الإيراني «التومان» من الانهيار؟
لكن بالنسبة لإيران، فإن الحكومات في طهران ومنذ قيام الثورة انتهجت سياسة خارجية تفضل عدم إفساد العلاقات مع تركيا، متجاوزة موقفها الإيديولوجي، واضعة في اعتبارها أن الجسر الوحيد المستقر الذي يربطها مع الغرب هو تركيا، وفقًا لـ"ترك برس".
الاقتصادي التركي، خليل أوزون أكد أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإيران، تُفضل على السياسة التي تمتاز بعدم الثبات والوضوح، ودليل على ذلك وصول حجم التبادل التجاري إلى أعلى مستوى منذ 2012، بنحو 21 مليار دولار، رغم الخلافات السياسية حول الملف السوري.
وأشار أوزون إلى أن إيران أرض خصبة للاستثمار بعد رفع العقوبات، وبدأ الاقتصاد يجر السياسة بعد تأسيس أكثر من 100 شركة تركية في إيران، 38 منها في تبريز ذات الأغلبية الأذرية من أصل تركي الذين يتحدثون اللغة التركية ويستهلكون المنتجات التركية، وبالمقابل بدء الإيرانيين الاستثمار في تركيا.
اقرأ أيضًا: كيف سيتم فرض العقوبات الأمريكية على إيران؟
ويبقى الغاز الطبيعي هو السلعة الرئيسة للتجارة بين البلدين، إذ تشتري تركيا 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي الإيراني كل عام، فضلًا عن إحياء مشروع نقل الغاز الطبيعي الإيراني إلى أوروبا من خلال مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول، والذي سيمر عبر تركيا وينتهي عام 2018 بقدرة سنوية أولية تصل نحو 16 مليار متر مكعب يمكن أن تتضاعف خلال سنوات، بحسب "الأناضول".
كما لا يمكن تحييد النفط الخام عن أسرار الاقتصاد بين البلدين، إذ كانت تركيا تستورد نحو 51 % من حاجتها من النفط الخام من إيران.
من جهة أخرى، قال رئيس مجلس الأعمال التركي الإيراني بيلغين آيغول: إن "العلاقات الاقتصادية التركية الإيرانية في تحسن مستمر، وأعتقد أن التجارة الخارجية بالعملة المحلية ستزيد من صادراتنا، وفي حال تم حل مشكلة التمويل البنكي فسيصل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال هذا العام إلى قرابة 15 مليار دولار، وسيرتفع إلى 30-35 مليار دولار في السنوات المقبلة".
يذكر أن صادرات التركية إلى إيران في العام الماضي وصلت إلى 5 مليارات دولار، فيما كانت الواردات من إيران 4.7 مليار دولار.