«حلوى اللوز داخل حذاء» تسبب أزمة دبلوماسية بين اليابان وإسرائيل

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

العديد من ثقافات العالم قد تعتبر وضع حذاء على طاولة العشاء، أمرًا غير مقبول، لكن في الثقافة اليابانية، من غير المقبول الدخول بالحذاء في غرفة تناول الطعام، من الأساس.

قد يفسر هذا الفضيحة التي أعقبت استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نظيره الياباني شينزو آبي وزوجته خلال زيارتهما الرسمية لإسرائيل الأسبوع الماضي.

حذاء على المائدة

ففي الثاني من مايو، بعد يوم من اللقاءات الرسمية، استضاف نتنياهو وزوجته سارة، رئيس الوزراء الياباني وزوجته في حفل عشاء راق بمقر إقامته.

وقُدم لرئيس الوزراء الياباني، الذي تعد هذه الزيارة الرسمية الثانية له لإسرائيل، وجبة فاخرة، أعدها الشيف الإسرائيلي المشهور سيجيف موشيه.

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أشارت إلى أن العشاء سار بصورة مثالية، حتى قدم موشيه طبق التحلية، والذي كان عبارة عن حلوى اللوز بالشوكولاتة، والتي تم وضعها بشكل جمالي في حذاء جلدي لامع!

اقرأ المزيد: تورط شركة إسرائيلية في جهود إدارة ترامب للانسحاب من الاتفاق النووي

فكرة تقديم التحلية في "حذاء"، أصابت عددا من الدبلوماسيين اليابانيين ومسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية، ودبلوماسيين إسرائيليين رفيعي المستوى ممن خدموا في اليابان، بالصدمة.

حيث نقلت الصحيفة عن دبلوماسي إسرائيلي، قوله إن "ذلك كان قرارا غير صائب تمامًا"، مضيفًَا أن "الحذاء يعد أحقر شيء في الثقافة اليابانية، فهم لا يرتدون أحذية في منازلهم فقط، ولكن أحيانًا لا يرتدونها في مكاتبهم، فهذه إهانة من الطراز الأول".

من جانبه، قال دبلوماسي ياباني "لا توجد أي ثقافة في العالم تقبل وجود حذاء على طاولة الطعام، ما الذي كان يفكر فيه الشيف؟ هل كان يمزح، إذا كان ذلك فإنها لم تعجبنا، نحن نشعر بالإهانة لما حدث مع رئيس وزرائنا".

وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت أنه لم يكن لها دخل في اختيار الوجبات، حيث قالت في بيان لها بعد الزيارة: "نحن نحترم ونقدر الشيف، إنه مبدع للغاية" إلا أنها عدّلت البيان بعد ظهور التقارير حول التحلية التي قدمت وقالت: "نحن نقدم أقصى درجات الاحترام لرئيس الوزراء الياباني".

لم تكن تلك المرة الأولى التي يستعرض فيها سيجيف موشيه مهاراته الفنية، ففي مايو الماضي، عندما استقبل نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قدم تحلية عبارة عن وجه نتنياهو وترامب، مصنوعة من الشيكولاتة.

الحلوى وأزمات يابانية

الحلوى أثارت أيضًا خلافا بين اليابان وكوريا الجنوبية، في إبريل الماضي، بعد أن استضافت الأخيرة الزعيم الكوري الشمالي في قمة تاريخية.

اقرأ المزيد: عشرات الآلاف يتظاهرون للإطاحة برئيس وزراء اليابان.. «ارحل يا كذاب»

حيث اعترضت اليابان على الحلوى التي وقع عليها الاختيار لتقدم في القمة بين الكوريتين التي أقيمت في السابع والعشرين من إبريل الماضي.

حيث أصدرت وزارة الخارجية اليابانية "احتجاجا شديد اللهجة" على تقديم حلوى "موس المانجو"، المزينة برسم لخريطة شبه الجزيرة الكورية، يحتوي على جزر متنازع عليها بين كوريا الجنوبية واليابان.

وتسيطر كوريا الجنوبية حاليا على الجزر التي تطلق عليها اسم "دوكدو"، لكن طوكيو تطالب أيضًا بالجزر المعروفة باسم "تاكيشيما" باليابانية.

بداية ظهور الأزمة

وأثارت التحلية التي قدمها الشيف الإسرائيلي الجدل بعد أن نشر صورة مقربة للطبق، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام".

وفي دفاعه عن تحليته المقدمة في حذاء قال موشيه في بيان "إنه تم تقديم الحلوى داخل منحوتة للفنان العالمي توم ديكسون، الذي تُعرض أعماله في المتاحف الكبرى في جميع أنحاء العالم، ولأول مرة يتم عرضها في إسرائيل في وجبة".

وأضاف مصدر مقرب من الطاهي الإسرائيلي أن زوجة آبي استمتعت بالوجبة وتناولت الحلوى من الحذاء، حتى إنها دعت موشيه إلى اليابان لتقديم وجباته هناك.

من جانبها، لم تعلق الحكومة اليابانية على هذه التقارير، واكتفى موقع وزارة الخارجية اليابانية، برصد زيارة رئيس الوزراء إلى الشرق الأوسط.

اقرأ المزيد: اليابان: لن ننقل سفارتنا إلى القدس.. و10 ملايين دولار مساعدات لفلسطين

وشهدت زيارة آبي لإسرائيل عقد محادثات حول الاتفاق النووي الإيراني والقضية الفلسطينية، وتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث اصطحب معه عدد من رجال الأعمال اليابانيين.

وسبقت زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى تل أبيب، زيارة فلسطين، ولقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وشدد آبي على أن بلاده لن تنقل سفارتها إلى القدس المحتلة.

اليابان والنضال الفلسطيني

ولم تكن اليابان غائبة عن القضية الفلسطينية، حيث شارك عدد من أعضاء الجيش الأحمر الياباني في عملية فدائية ضد إسرائيل في 30 مايو 1972.

حيث وصل "كوزو أوكاموتو" و"ياسويوكي ياسودا" و"أوكوديو تسويوشي"، إلى مطار "اللد" في تل أبيب عن طريق الطيران الجوي الفرنسي قادمين من روما.

وبعد النزول من الطائرة ذهب الثلاثة إلى منطقة الأمتعة للحصول على أمتعتهم، وأخرجوا منها أسلحة رشاشة كانت معبأة داخلها، وشرعوا في فتح النار على الركاب الآخرين في منطقة الأمتعة.

وأسفر الهجوم عن مقتل 26 شخصا وجرح 71 آخرين، وقتل ياسويوكي ياسودا في الهجوم عندما نفدت ذخيرته، أما تسويوشي أوكودايرا فانتحر بقنبلة يدوية، وأصيب كوزو أوكاموتو بجروح ثم اعتُقل عندما حاول الفرار.

شارك الخبر على