«كلام جرايد».. وجبات بشعة

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

لأول وهلة خدعني إعلان عن صالون في إحدى الصحف القومية، خاصة أن العنوان الفرعي كان "أول صالون 5 نجوم يضم النخبة"، ظننت في البداية أنني أمام صالون ثقافي سيكتسب حتما صفة العراقة، خاصة أن الصالون اسمه "صالون طه حسين" فقد تراءت لي، ووثب إلى ذهني الذكريات التي كان يحكيها أنيس منصور في كتابه عن صالون العقاد، وحضوره ممن على قدر وحجم عبد الرحمن الشرقاوي وثروت أباظة، وكذا ضيوف لقاء طه حسين الأسبوعي، والتي كانت تعج بها الحياة الثقافية، والذي كان أقل واحد فيهم يعد عملاقا مقارنة بمن تبقي في زماننا الآن، المهم أن الصالون محل موضوعنا طلع محل فعلا، فالعنوان خدعني، ولم يكن صالونا ثقافيا يهتم بشئون الرأس، وإنما هو يهتم بما هو أبعد من ذلك بل يهتم بشعر الرأس.. الصالون كان صالون حلاقة شعر.. ولكن قاتل الله الاستعجال، وربما الرعونة والاستعجال أوقعاني في هذا المأزق وسرعان ما انتبهت ولملمت نفسي، وانتهت لحظات دهشتي، حيث إنني فرحت بمرحلة عودة العمالقة، وذلك قبل أن أكتشف أنني وقعت ضحية نفسي المتعجلة التي فسرت خبر الإعلان بطريق الخطأ بما أملاه علي عقلي الباطن فوقعت ضحية التشابه أو قل إني "اتحلق" لي على مرة واحدة ولم تكن بـ"التدريج" ولا أصف لكم "شعوري" بعدها كيف كان.

ومن الصالون الخادع إلى المأكولات الغريبة المقززة في دول العالم المختلفة، فهناك أكلات لو سمعنا اسمها لأصبنا بهبوط حاد في الدورة الدموية، وغثيان وإغماء على الأقل، ففي الصين -كما ورد في صحيفة أخبار اليوم- يعشق أهلها الوجبة المفضلة الأخطبوط ويرقات النحل والثعابين المقلية والمشوية ومسحوق الأفاعي، ومعهم إما حساء السلاحف وإما وجبة البيض العفن والمكون من البيض العفن والذي يترك لفترة طويلة في مزيج من الطين والتراب ثم يؤكل، وبيض الأولاد العذارى حيث يتم سلق البيض في بول الأولاد الصغار وهي أكلة موسمية في الربيع فقط، أما في بعض دول آسيا وإفريقيا فالوجبات الأشهر عندهم هي مخ القرود وطبق التمساح، وفي بعض دول آسيا لديهم طبق بيض النمل (ولا أعلم كيف ذلك؟) والذي يوضع في إناء من الماء ويتم طهية مع السمك أو اللحم الطازج والخضروات، ويسمي "بسكويت الدبابير المقرمش، وهناك الشيراكو وهو المكون من الأعضاء التناسلية لبعض الحيوانات، أما الجراد المقلي فهو الطعام المفضل لدى سكان إندونيسيا، وفي كوريا الشمالية يعد حساء (شوربة) الكلاب هو الطبق الشعبي، في حين أن طبق القوارض المشوية يقدم في أمريكا اللاتينية ومنغوليا، ويعد أيضا من الأكلات الشعبية، وفي ساحل العاج بإفريقيا حيث يباع كنوع من الوجبات السريعة على الطرق وهناك العناكب المقلية، والتي تؤكل بدولة كمبوديا، كما يعد دود القز وجبة شعبية خفيفة تنتشر في تايلاند، بالإضافة إلى طبق الحشرات المشكل.. وآسف علي هذا المحتوى المقزز، ولكن الغرض منه هو أن أبين أن هناك نوعا من الأكل المعنوي أشد سوءا وبشاعة منها ومع ذلك لا نعافها، وهي التي حرمها الله في كل كتبه ومنها أكل أموال اليتامي، وأكل لحم أخيك ميتا حين تغتابه وتخوض في عرضه في غيابه أو بعد وفاته.

شارك الخبر على