«بيت الغشام» تصدر الطبعة الثانية من «وحيدا.. كقبر أبي» لحسن المطروشي

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط -أصدرت مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان الطبعة الثانية من مجموعة «وحيدا.. كقبر أبي» للشاعر حسن المطروشي، التي صدرت طبعتها الأولى العام 2003م، وتضم بين دفتيها ثلاثة وعشرين نصا شعريا توزعت بين التفعيلة والمقفى. وقد حظيت المجموعة باهتمام الباحثين والنقاد داخل السلطنة وخارجها، ودخلت في العديد من الدراسات والأطروحات العلمية لنيل الماجستير والدكتوراه، وقد نالت الباحثة العُمانية فتحية السيابية درجة الماجستير من جامعة السلطان قابوس عن دراسة التناص في هذه المجموعة.تقول الناقدة العراقية د.وجدان الصايغ: «هل استطاعت القصيدة أن تغدو مرايا نبصر من خلالها تراجيديا الإنسان المعاصر المحاصر بعدائية الأمكنة الملبدة بنصال الفتك؟ وهل نجحت في أن تتكور لتكون صرخة في وجه طوفان الاستلاب والتهميش الثقافي؟ وهل أن استجلاب المتخيل الشعري مناخات الرحلة والراحلة من عمق الذاكرة الجمعية هو حركة محمومة للبحث عن يوتوبيا مكانية تمنح الذات المبدعة المنفلتة عن السرب اكسير الأمان والانعتاق؟! كل هذه التساؤلات قفزت إلى ذهني وأنا أتأمل قصائد مجموعة «وحيدا كقبر أبي» للشاعر العُماني حسن المطروشي».وتضيف د.وجدان الصايغ: «خلاصة القول، فإن قصائد مجموعة «وحيدا كقبر أبي» قد أضاءت ثقافة المنفى وفقا لهندسة دلالية متقنة نهلت من الذاكرة الشعرية فاستجلبت وجوها عذبتها ثقافة النفي مثل (امرئ القيس والنابغة الذبياني وابن زريق البغدادي و...) وسعت إلى استدراج أفق التلقي إلى محرق الرؤيا حين تتقشر هذه الثقافة عن موت وفجيعة».من جهته يقول د.شبر بن شرف الموسوي عن المجموعة: «تشير قصائد ديوان «وحيدا.. كقبر أبي» للشاعر حسن المطروشي إلى تطور ملحوظ في المضمون الشعري والرؤية الفنية وفي زخم الكتابة الشعرية ذاتها، فقد اتجه الشاعر إلى أساليب جديدة من الكتابة الرمزية والتناصية والتي تنتهج أشكالا مختلفة من التناول والشعرية. وقد أدى ذلك إلى تغيير واضح في رؤية الشاعر المضمونية والفنية وفي طرائق التعبير عنها، ويتميّز ديوان المطروشي بمجموعة من الظواهر الفنية وبتعدد الرؤى والتيمات وتوظيف عدة عناصر تراثية وإنسانية، وفي هذه القراءة سوف نعرض لعدة عناصر فنية استخدمها الشاعر في كتابته الشعرية».أما الشاعر عبدالرزاق الربيعي فقد كتب عن المجموعة قائلا: «لقد أكد المطروشي عبر هذه المجموعة أن التراث بحر زاخر وغني بعطاءاته التي من شأنها أن ترفد القصيدة الحديثة بمدد لا ينضب فيما لو أحسن التعامل مع المنجز التراثي فأمسك في مجموعته «وحيدا كقبر أبي» بصوته الشعري بعد بحث طويل في دروب القصيدة، فتفرّد في المشهد العُماني بهذا النفس الشعري بمرتكزاته اللغوية النابعة من معين التراث».وتقول الناقدة الأردنية أمينة عبدالمولى الحراشة في قراءتها عن جدلية الأنا والآخر في هذه المجموعة: «وأنا أتتبع ذات الشاعر حسن المطروشي في ديوان «وحيدا.. كقبر أبي»، أعجزتني تلك الذات، إذ إنها ما إن تنكشف للحظات حتى تتماهى في صور أخرى وموجودات في الطبيعة، تنتقل من مكان إلى آخر، من بحر على صحراء، ومن ظلمة إلى ضوء، ومن أرض إلى سماء، لا تستقر في مكان، ولا تعرف حدا زمانيا، تنتقل من ماض إلى حاضر إلى مستقبل إلى استشراف لما هو أبعد، وتتراوح ما بين ذات وجماعة، ما بين فرد وأمة».

شارك الخبر على