في العراق.. انتخابات ملطخة بالدماء وتنافس حتى القتل

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية التى من المقرر أن تنطلق 12 مايو الجارى، يتزايد سقوط الضحايا بين المرشحين منذ بدء الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية، وكأن الترشح للانتخابات أصبح غلطة يدفعون ثمنها.

أحدث الضحايا هو اغتيال الأستاذ الجامعى فاروق الزرزور الجبورى، المرشح عن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوى جنوب مدينة الموصل، صباح اليوم الاثنين، وتضاربت الأنباء بشأن كيفية تنفيذ عملية الاغتيال الأخيرة.

فبينما تحدثت تقارير عن إطلاق الرصاص على "زرزور" أمام منزله، أشارت تقارير أخرى إلى أن المسلحين اقتحموا المنزل وهاجموا مرشح ائتلاف الوطنية بالسلاح الأبيض.

"داعش" يتبني

وسرعان ما خرج تنظيم "داعش" الإرهابى ليتبنى مسؤولية اغتيال المرشح العراقى عن ائتلاف الوطنية للانتخابات النيابية، وهى المرة الأولى التى يعلن فيها التنظيم عن عملية اغتيال أحد المرشحين للانتخابات منذ بدء الحملة.

إياد علاوى زعيم "ائتلاف الوطنية" نعى الجبورى فى بيان، اليوم، مؤكدًا أن "اغتياله لن يزيدنا إلا عزمًا وإصرارًا على مواصلة مسيرة الإصلاح".

قرأ أيضا : «الملابس الداخلية» و«الخمور».. أحدث طرق الدعاية فى الانتخابات العراقية

وكان المرشح الراحل قد ألمح فى تصريحاته السابقة، إلى أن هناك تسابق من قبل بعض المرشحين بوساطة سماسرة، للحصول بطرق غير قانونية على البطاقات الانتخابية الخاصة بعناصر تنظيم "داعش" فى نينوى، وشرائها من ذويهم مقابل مبالغ مالية تناهز 45 دولارًا للبطاقة الواحدة.

ودعا الجبورى فى فيديو نشره عشية اغتياله عبر صفحته على فيسبوك، وهو يحمل ابنه بين ذراعيه، الناخبين إلى أن "المجرب لا يجرب ومن يشتريك يبيعك".

وأضاف الجبورى، وهو يجلس على العشب فى حديقة منزله "أيام قليلة إن شاء الله ونحتفل بالفوز"، واعدًا بـ"تشكيل حكومة عادلة تخدم الفقراء، وتطيح بالفاسدين حكومة قوية عادلة تنصف الفقير وتنصف عوائل الشهداء، وتفكر بالإعمار والمواطنين"، حسب "إذاعة سويسرا".

صفحة الجبورى امتلأت بالتعليقات من قبل ناشطى وسائل التواصل الاجتماعى الذين استنكروا اغتياله، مرفقين إياها بصور له بوجه بشوش مبتسم دائمًا.

اقرأ أيضا : قبل الانتخابات العراقية.. «المجرب لا يجرب» تضع التحالفات الشيعية فى مأزق

ليس الأول

واقعة قتل المرشح فاروق الزرزور الجبورى، ليست الأولى فى سباق الانتخابات، حيث خلّف الماراثون الانتخابى، حتى الآن 10 ضحايا آخرهم اغتيال "الجبورى" فجر اليوم، والضحايا ما بين قتيل وناجٍ من عملية اغتيال، حيث شهدت الأسابيع القليلة الماضية حوادث مماثلة استهدفت مرشحين عراقيين للانتخابات.

فقد سبق الجبورى، تعرض مرشح قائمة تيار الحكمة الوطني هادى حسين العقابى، عن محافظة واسط لحادث سير مروع أفقده حياته، وذلك أثناء توجهه لبغداد لحضور الإعلان الرسمى لقائمة الحكمة التى يرأسها عمار الحكيم.

كما قتل مرشح يُدعى نجم الحسناوى، وينتمى لائتلاف دولة القانون، الذى يتزعمه رئيس الوزراء السابق نورى المالكي نتيجة نزاع عشائرى فى منطقة المشتل شرق بغداد.

ولقى المرشح عن محافظة بغداد، المحامى ياسين مجيد اللهيبى أيضًا حتفه، بعد إصابته بسكتة قلبية، منذ أكثر من أسبوع إثر مشاجرة نشبت بينه وبين شقيق المرشحة عن ائتلاف الوطنية إيناس عودة اللهيبى، بسبب تمزيق اللافتات الانتخابية، حسب "بغداد بوست".

إرهاب الجميع

من جانبه أكد عضو اللجنة الأمنية النيابية محمد الكربولى بعد اغتيال الجبورى، أن هدف هذه العمليات "إرهاب الجميع مع قرب موعد الانتخابات"، موضحًا أن العصابات الإرهابية قد تنشط فى هذه الفترة، لا سيما أنها توعدت باستهداف العملية الانتخابية والديمقراطية فى العراق.

اقرأ أيضا : الانتخابات العراقية بين مطرقة «المال السياسي» وسندان «التزوير»

وطالب عضو اللجنة الأمنية، بتكثيف الجهود الأمنية والاستخبارية للحد من عمليات اغتيال مرشحى الانتخابات لترهيب المرشحين والناخبين.

أجندات خارجية

وبينما تستنكر الكتل والأحزاب السياسية استهداف مرشحيها، تؤكد جهات سياسية أن من يقف وراء هذه المحاولات أحزاب تتبع أجندات خارجية، وهو ما أكده بيان للكتلة الوطنية التى يتزعمها نائب رئيس الجمهورية إياد علاوى.

وأوضحوا أن حملات التصفية والاغتيال تجاه بعض المرشحين تقوم بها ميليشيات عتيدة لا تجد من يردعها فى ظل غياب كامل للدولة ولقوى الأمن عن الشارع العراقى، متوقعًا أن تزداد وتيرة الاغتيالات الفترة القادمة، فالانتخابات مكسب سياسى هائل للميليشيات التى تسيطر على المشهد ويهمها أن تستحوذ على كل المقاعد.

ويشير المراقبون إلى أن وتيرة اغتيال المرشحين والشخصيات السياسية ستتصاعد خلال الأسبوع المقبل مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، مؤكدين أنه على الرغم من أن هذه الطريقة ليست جديدة، فإن هذا المرة اشتدت أكثر من غيرها بشكل غير مسبوق، حيث تصاعدت وتيرتها كلما اقترب يوم الانتخابات.

اقرأ أيضا : «نفوذ إيرانى ومشروع أمريكى وتمويل قطري».. مثلث الانتخابات العراقية

تجدر الإشارة إلى أنه يتنافس خلال هذه الانتخابات 7376 مرشحًا يمثلون 320 حزبًا وائتلافًا وقائمة، للحصول على 328 مقعدًا فى مجلس النواب العراقى المقبل، الذى سيتولى انتخاب رئيسى الوزراء والجمهورية.

شارك الخبر على