بعد تنصيبه.. ماذا سيحدث في ولاية بوتين الرابعة؟

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

أجريت اليوم الإثنين، مراسم تنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منصبه للفترة الرابعة في منصبه، بعد أن تمكن، في مارس الماضي، من الفوز في انتخابات الرئاسة.

أُثير العديد من التساؤلات حول مستقبل روسيا بعد انتخاب بوتين، إلا أن العديد من الخبراء اتفقوا على أنه سيستمر في سياسته الاستبدادية.

سيكون حفل تنصيب اليوم هو الرابع للرئيس الحالي البالغ من العمر 65 عامًا منذ عام 2000، وترى شبكة "دويتشه فيله" الألمانية أنه وصل إلى ذروة قوته، حيث شهدت انتخابات 18 مارس تحقيق بوتين لأفضل نتيجة له على الإطلاق، بنسبة 77% من الأصوات.

وصرح جيرنوت إيرلر المسؤول السابق في الحكومة الألمانية عن العلاقات مع روسيا، بأن "هذا لا يعني فقط تأييد فلاديمير بوتين كمسؤول ورئيس لروسيا، لكنه سيعتبرها أيضا دعما لسياسته".

الشبكة الألمانية وضعت تصورًا لما سيكون عليه وضع روسيا بعد تنصيب بوتين رسميا

تزايد الاستبداد في السياسة الداخلية:

كان حكم بوتين الاستبدادي واضحًا خلال العامين الماضيين، حيث زادت القيود على حرية التجمع وترهيب منظمات المجتمع المدني، وفَُرضت المزيد من السيطرة على الإنترنت والشبكات الاجتماعية، ووصلت إلى حجب بعض المواقع مثل تطبيق الرسائل "تليجرام".

اقرأ المزيد: 5 دلائل على «صورية» الانتخابات الروسية

حيث قال مارتن شولتز فيسيل أستاذ تاريخ أوروبا الشرقية في جامعة لودفيج ماكسيميليان ومقرها ميونيخ "أخشى أن يستمر القضاء على هامش الديمقراطية" وأضاف أن مكافحة الفساد لن تكون ناجحة.

من جانبه، أكد مانفريد هيلدرماير وهو أستاذ متقاعد في جامعة جوتنجن، أن "النظام سيصبح مستبدا على نحو متزايد، لكن لن يصل إلى درجة الديكتاتورية الصريحة"، مشيرًا إلى أن "بوتين يريد أن يُظهِر للعالم ستارًا ديمقراطيا".

تضاؤل خطر المعارضة

الشبكة الألمانية، ترى أنه من غير المحتمل حدوث انتفاضة ضد بوتين، كما حدث في الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين، جورجيا وأوكرانيا، أو ما يحدث الآن في أرمينيا.

وهو ما ظهر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي شهدت مرشحين للمعارضة هما جريجوري يافلينسكي وكزينيا سوبتشاك اللذان مثلا المعارضة الليبرالية، فيما دعا زعيم المعارضة ألكسي نافالني، الذي مُنِع من الترشح للرئاسة، لمقاطعة الانتخابات.

إلا أن مانفريد هيلدرماير، يرى أن التنبؤ بمثل هذا الأمر صعب للغاية، لأنه في حالة حدوث احتجاجات، فإنه يمكن حشد المتظاهرين بسرعة عبر الإنترنت، مضيفًا أن أية احتجاجات في روسيا سوف تعتمد على التنمية الاقتصادية للبلاد.

الاقتصاد.. لا انفراجة في الأفق

حتى الآن، نجح بوتين في تحقيق الاستقرار للاقتصاد الروسي، بعد الركود عام 2014، والذي نجم بشكل أساسي عن انخفاض أسعار النفط، والعقوبات الغربية بعد ضم شبه جزيرة القرم.

اقرأ المزيد: 8 دول أوروبية لن تعترف بنتائج الانتخابات الروسية في القرم

إلا أن "دويتشه فيله" ترى أن هذا الاستقرار يواجه العديد من المخاطر، بسبب العقوبات الأمريكية، التي تعد الأكثر صرامةً في الآونة الأخيرة.

ويرى ستيفان مايستر عضو المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، أنه خلال السنوات القادمة، سيصبح الوضع الاقتصادي في روسيا أكثر صعوبة، حيث "سيكون هناك تمويل أقل للمعاشات التقاعدية، والتأمين الاجتماعي"، ولذلك، ستلعب السياسة الداخلية دورًا متزايد الأهمية خلال فترة ولاية بوتين الرابعة.

وفي خطاب حالة الاتحاد، الذي ألقاه بوتين في الأول من مارس، وعد بلاده بتحقيق نقلة تكنولوجية، لكن العديد من الخبراء متشككون في حدوث ذلك.

وقال مانفريد هيلدرماير إن "بوتين لن يحقق هذا"، واصفًا الاقتصاد بأنه "كعب أخيل" بوتين، بالإضافة إلى قدرة الاقتصاد الروسي على التنافس على المستوى الدولي".

لن يحدث تقارب مع الغرب

يقول جيرنوت إيرلر إن "روسيا لديها الكثير من الثقة بالنفس، وتعتبر نفسها قوة لحفظ السلام في أي نظام عالمي متعدد الأقطاب في المستقبل".

ويؤكد ستيفان مايستر ذلك، مشيرًا إلى أن روسيا ستستمر في محاولة "تعزيز وجودها كقوة عالمية"، وأكد أن موسكو استفادت "من تقاعس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي"، على سبيل المثال في سوريا، وأصبحت لاعبا مهما في الشرق الأوسط، بسبب التحركات التكتيكية التي اعتمدت عليها.

اقرأ المزيد: هل تؤثر العقوبات الأمريكية على بوتين فعلًا؟

وأشارت "دويتشه فيله" إلى اتفاق عدد من المراقبين على أن روسيا ستستمر في سياسة الانعزال عن الغرب، وأضافوا أن مفتاح التقارب هو الحل لأزمة أوكرانيا، لكن حتى الآن لم تبد موسكو استعدادها للتوصل إلى اتفاق.

هل ستكون الفترة الأخيرة له في المنصب؟

واحدة من أكثر القضايا المثيرة للاهتمام، في ولاية بوتين الرابعة هي ما إذا كانت ستكون الأخيرة، حيث ينص الدستور الروسي على أن الرئيس يحق له أن يشغل المنصب لفترتين متتاليتين فقط.

وقد التزم بوتين بهذا القانون من قبل، وأصبح رئيسًا للوزراء بين عامي 2008 و2012 ، وعاد إلى منصبه بعد تبديل المناصب مع الرئيس السابق ديميتري ميدفيديف.

الآن، سيواجه بوتين خيارين، وهو التنحي أو تغيير الدستور، حيث توقع مانفريد هيلدرماير أن الخيار الأول هو الأقرب إلى الحدوث، وقال "أعتقد أنه سيكون هناك تغيير في القيادة".

فبعد انتهاء ولاية بوتين التي ستستمر لست سنوات، من الممكن اختيار "عضو مخلص من النخبة السياسية الحاكمة" للترشح للرئاسة عام 2024.

ومن الممكن أن يكون هذا هو الخيار الأقرب، حيث قال بوتين نفسه، بعد فوزه في الانتخابات في مارس، إن الإصلاح الدستوري لم يكن في جدول أعماله.

وفي تصريح سابق، أشار إلى أنه لا يريد أن يكون "رئيسًا للأبد"، ومع ذلك، من المحتمل أن يتعرض لضغوط قوية للبقاء في السلطة.

شارك الخبر على