تفاصيل آخر أيام روبين ويليامز.. مرض أفقده ثقته في نفسه ودفعه للانتحار

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

هل تتخيل أن 4 أعوام بأكملها مرت على وفاة، الممثل الكوميدي والفائز بجائزة أوسكار، روبين ويليامز، حتى الآن ما زلت أذكر دوره في فيلم Mrs. Doubtfire وكأنه صدر منذ أشهر وليس منذ 24 عامًا كاملة، حتى الآن يندهش كثير منا أن روبين ويليامز هو نفسه من قام بدور داوتفاير؛ فبراعة أدائه وتقمصه المتقن للدور النسائي، جعل كثيرًا من محبي الفيلم يظنون أن ممثلة هي من قامت ببطولة الفيلم، ورغم كل هذا النجاح الذي صاحب روبين ويليامز خلال مسيرته الفنية، ورغم حب الجماهير الشديد له، فإن ذلك لم يمنع نهايته الحزينة، فالممثل الأمريكي انتحر عام 2014؛ ليصيب جمهوره بدهشة وحزن كبير، لأنهم لم يفهموا ماذا حدث، لكن جريدة The Sun البريطانية خرجت لتعلن لنا ماذا حدث لويليامز في آخر أيامه على لسان زوجته سوزان شنايدر.

التفاصيل الأخيرة لوفاة روبين ويليامز تم كشفها في كتاب Robin: The Definitive Biography of Robin Williams للمؤلف ديفيد إيتزكوف، وفيه حكى كل من تعاملوا مع ويليامز في آخر أيامه عن حالته في ذلك الوقت، فروبين لم يكن يعلم أنه مصاب بالمرض التنكسي العصبي (مرض شديد الندرة يؤثر على المخ والحبل الشوكي ويسبب الخرف)، وأنه سيكون السبب في انتحاره، وبالنسبة لروبين، كان يظن أن ما يعاني منه هو اكتئاب شديد، لدرجة أنه كان يبكي على ذراع المسئولة عن المكياج شيري مينس، ولم تكن مينس تفهم ماذا يحدث له، ولا كيف بإمكانها أن تساعده، لذلك اقترحت عليه أن يعود إلى جذوره من جديد، ويذهب للمسرح ويقدم ستاند آب كوميدي كي يستعيد ثقته من جديد، إلا أن ويليامز رفض، لأنه لم يعد مضحكًا، لم يعد يعرف كيف يضحك الملايين.

"روبين" بالطبع لم يكن يعلم أنه لم يفقد موهبته في إسعاد الآخرين، وأن كل ذلك مجرد أوهام سببها مرضه النادر، الذي أفقده ثقته بنفسه وبقدراته، وأخيرًا حياته، ليخسر العالم بأكمله موهبة نادرة في مجال التمثيل؛ فحتى في فترة شباب ويليامز أبدع في فنه، بفضل دراسته في معهد جوليارد الشهير للفنون، وطفولته الوحيدة المنعزلة التي ساعدت خياله في تقمص شخصيات كثيرة مختلفة؛ ليجد في عالم الخيال تسليته الوحيدة، إلا أن نجاحه في تقديم "السكيتشات" الكوميدية على المسرح، وشهرته السريعة، كان لها آثار سلبية عليه، حيث أدمن الكحول والمخدرات.

وحتى مع إدمانه، استمر ويليامز في تحقيق نجاحات متتالية، فنجح في الترشح للفوز بأوسكار عن فيلم Good Morning, Vietnam، ومن بعده فيلم Good Will Hunting، الذي فاز عن دور الطبيب النفسي الذي ساعدته وفاة زوجته في علاج العبقري مات ديمون، بجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 1998، لكن من بعدها بدأت صحته في الانهيار، فبدأ ويليامز يشكو من أعراض متنوعة مثل سوء الهضم، والأرق، ومشاكل في القلب، لتنقلب حياة روبين بعدها، وتصبح زيارته للطبيب حدثًا يوميًا متكررًا اعتاد عليه مع زوجته سوزان.

في هذا الوقت، تحوَّل روبين إلى هيكل عظمي، حيث فقد وزنًا هائلًا من جسده، وظهرت أعراض مرض التنكسي العصبي عليه، بداية بالباركنسون (الشلل الرعاش)، ثم ظهرت أعراض المرض النفسي عليه، فأصيب روبين بجنون الشك، وبدأ يفكر أن كل الناس تسرق منه؛ فخلال تصويره فيلم Night at the Museum عام 2013، عانى من نوبة انهيار عصبي، اضطر طاقم العمل بعدها إلى التواصل مع طبيبه النفسي لإعطائه الدواء المناسب.

أخيرًا، استقر الأطباء على تشخيص واضح لروبين ويليامز، وهو مرض التنكسي العصبي،  في شهر مايو عام 2014، إلا أن روبين لم يتقبل الأمر جيدًا، في الواقع لم يتقبله إطلاقًا؛ حيث تكتم على الخبر ليشاركه مع عائلته فقط، التي لاحظت الخوف على روبين، لم يعد هو نفسه الشخص الجرىء الكوميدي؛ فالمرض لم يُفقده ضحكته وثقته بنفسه فحسب، بل أفقده شجاعته، فبالنسبة لروبين كان المرض هو أكبر مخاوفه، التي يعيشها حاليًا، بعدها بثلاثة شهور، وجدنا روبين مشنوقًا في غرفته؛ ليبدو واضحًا أنه لم يعد يحتمل، وأن المرض أفقدنا واحدًا من أهم ممثلي هوليوود عالميًا. 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على