الأدباء في رمضان.. صيام عن الطعام وكتابة لا تتوقف

أكثر من ٧ سنوات فى التحرير

شهر رمضان له خصوصية مختلفة عند الأدباء، يعيشون لياليه الرمضانية، في جو روحاني بديع، وإن كان البعض يراه أنه إجازة عن الإبداع والكتابة، فالكثير منهم يعتبرونه فرصة عظيمة لإطلاق أجمل الأعمال وأبدعها، فكان أديبنا الراحل نجيب محفوظ لا يتوقف عن الكتابة أبداً في هذا الشهر، كما أن هناك العديد من القصائد التي سطرت خلال رمضان هذا الشهر الفضيل، وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي عنه: "الصَّوْم حِرْمان مشْروع، وتأديب بالجُوع، وخُشوع لله وخُضُوع، لكلِّ فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهرُه العذاب، وباطنه الرحمة، يستثير الشفَقة، ويحضُّ على الصدَقة، يكسر الكبْر، ويعلِّم الصبْر، ويسنُّ خِلال البِر، حتى إذا جاع مَن ألِف الشبَع، وحرم المترَف أسباب المتَع، عرف الحرمان كيف يقَع، وكيف أَلَمه إذا لذع".

هل يتوقف الإبداع في شهر رمضان؟ توجهنا بهذا السؤال لعدد من الأدباء لمعرفة وجهة نظرهم وجاءت إجاباتهم في السطور التالية.

حالة نفسية جميلة

أكد القاص أحمد الخميسي أن رمضان يساعد على إدخال الأديب في جو نفسي مختلف؛ فهو شهر ينشط علاقات التراحم والقرابة والمودة وينعش كل العلاقات الاجتماعية، ويحرك ذكريات عند الأديب فيخلق لديه ميلا لأن يكتب في اتجاه الأسرة والعائلة، وأحيانا يكون الأمر مجرد شعور بالسعادة بالحالة الرمضانية، وهناك أدباء اعتادوا على الكتابة بشكل يومي بصرف النظر عن رمضان أو غير رمضان مثل الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهناك آخرون لم يعتادوا على ذلك.

وقال: "ليس لدي عادة الكتابة اليومية لكني أكتب بشكل شبه يومي دون برنامج محدد، إلا أن رمضان يعطيني نوعا من الإلهام، وشهيتي تكون مفتوحة للكتابة ربما بسبب السهرات الرمضانية والجو الجميل، فالتواصل مع الآخرين يعطي للكاتب شحنة نفسية تخلق كفاءة أعلى للإبداع الذي لا يتوقف على شهر من الشهور، بل إن رمضان يعطي حالة نفسية جميلة تشجع على التفكير والإبداع".

فرصة للتأمل والقراءة الصوفية

وأشار الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة إلى أن الإبداع لا يتوقف إلا إذا كانت هناك تجربة كامنة تنمو وتتطور وتتطلب التعبير عنها، فهذه الحالة لا تتوقف على رمضان أو غيره، ولكن الموقف يتعلق بحالة المبدع واستعداده لما تتطلبه الفترة الإبداعية والتعبير عن التجربة التي تناوشه ويريد التعبير عنها، ورمضان يتيح فرصا أخرى بأنه يوفر وقتا أكبر للتأمل والميل إلى الجوانب الروحية والتعبير والقراءة في الكتب والأشعار الصوفية، وهذه ميزة شهر رمضان بأنه يوفر أسلوبا مختلفا عن الشهور الأخرى.

وأضاف أبو سنة قائلاً: "الإبداع له شروطه الخاصة ولا يرتبط بشهر أو غيره، والشاعر أو الأديب الذي يمتلك تجربة قادر على التعبير عنها تظهر في رمضان أو غير رمضان".

أجواء روحانية تساعد على الكتابة

فيما توضح الروائية هدى أنور، مؤسسة مشروع المعتكف الكتابي، أن الإبداع لا يرتبط بزمن محدد، فهو حالة شعورية تحدث نتيجة مثير ما، يمكن أن يقع في أي وقت، وترتبط المواسم والمناسبات الدينية بالإبداع بشكل أو آخر، وفيما يخص المعتكف الكتابي فإن فعالياته مستمرة خلال شهر رمضان، وهناك مجموعة من أعضاء المعتكف الكتابي ستذهب لسانت كاترين لتعيش أجواء روحانية تساعدها على الكتابة، وليس كما يعتقد الآخرون فالكتابة في رمضان تكون أفضل وأجمل وأروع، ويكون هناك العديد من الأوقات خلال اليوم تدفع للإلهام، ونهار رمضان طويل ويتيح فرصة للعمل والقراءة والكتابة.

وتنصح من يتوقفون عن الكتابة في رمضان، بأن يخوضوا التجربة، فالجو الرمضاني يتميز بالروحانية التي تكون ملهمة وتفجر طاقات الإبداع داخل الأديب.

الكتابة الإبداعية لها مواعيد

أما الروائي أحمد إبراهيم فيقول إن الكتابة في شهر رمضان مهارة شخصية، فهناك من لديه القدرة على أن يكتب ويبدع، وهناك آخرون يرتبطون بوقت محددة للكتابة، ويرون في رمضان فرصة للراحة عن الكتابة وأخذ إجازة، لأنهم يسهرون، إلا أنه بوجه عام فإن الكتابة الإبداعية ليس لها مواعيد ثابتة ورمضان بالنسبة لي لا يختلف في المواعيد عن بقية شهور السنة، فأنا ملزم بكتابة مقال يومي وعادة ما أكتب في وقت السادسة إلى العاشرة صباحا، ولا أعرف أكتب نهاية اليوم بعكس أدباء آخرين يأتي إليهم الإلهام في الليل، ويكون رمضان بالنسبة لهم فرصة أكبر للكتابة لأنه شهر يتميز بالسهر والروحانية.

لا كتالوج للإبداع

من جانبه يرى الكاتب عمر طاهر أن الكتابة الإبداعية ليس لها كتالوج وليس لها علاقة بشتاء أو صيف أو صيام إو إفطار، ولكنها حالة تسيطر على الكاتب في أي وقت، لافتاً إلى أن الإبداع رزق من الله يعطيه له علاقة بأن تظهر أفكار جيدة وخلاقة في دماغ الأديب فيترجمها إلى كتابات إبداعية على الورق.

شارك الخبر على