سعد محمد رحيم .. رحيل الكراكي

حوالي ٦ سنوات فى المدى

وارد بدر السالمفي التجييل الإبداعي ومع المسلّمات النقدية الراصدة للحركة الإبداعية ، سيكون الراحل المبدع سعد محمد رحيم أحد أعمدة الساردين الثمانيين القلائل الذين واصلوا الكتابة حتى آخر لحظة في تطويع التجربة الشخصية وإملائها بالجديد من المهارات الفنية، وبالرغم من مرور حوالي 30 سنة على تجربته الإبداعية إلا أنه تمكن من أن يحدّث تجربته القصصية والروائية والفكرية بطريقة مثالية ، مواصلاً الكتابة والتأمل الفكري والجمالي روايةً وقصةً ومباحثَ ثقافية متعددة ونقدية راصدة للمسارات الروائية العراقية في جديدها المتراكم. تجربة الراحل سعد غنية ومثيرة أيضاً. لم تنقطع تحت وطأة ظروف وطنية كثيرة. وعندما حصل على جائزة كتارا ومن ثم الترشح الى جائزة البوكر في القائمة القصيرة ، كان على موعد مع شهرة عربية جاءت متأخرة على تجربته ، غير أن مثل هذه الشهرة وفي مثل هذه الجوائز العربية المتقدمة مدّت فيه روح الإبداع أكثر ولم يستكنْ لبريق الجوائز بل ظل مواظباً على الكتابة ، وأصدر عدداً من الكتب أبرزها روايته ( فسحة للجنون) وهي الرواية التي تلت (مقتل بائع الكتب) التي حصدت مقالاتٍ نقدية عربية وفيرة هيأت الراحل لأن يكون ضمن صدارة المبدعين السرديين العراقيين.في تجربته الكتابية كان هناك خطان متوازيان سارا بطريقين واضحين. الأول هو ما اعتاده من سرديات قصصية وروائية كان آخرها ( ظلال جسد.. ضفاف الرغبة). والخط الثاني هو ما أصدره من مقالات فكرية وثقافية أنموذجية في رصد الحالة الفكرية والجمالية عبر بوّابات الإيديولوجيا الضامنة للجدل المعرفي والجمالي في أطروحات الفكر والإعلام والاستهلاك والماركسية وثقافة العولمة وغيرها. وسار هذان الخطان متوازيين ليكشفا الكثير من تأملات الراحل في الحياة الثقافية والفكرية والإيديولوجية ، ليكون من القلة القليلة التي مارست الكتابة النقدية والتأملية الى جانب سرديات الرواية والقصة القصيرة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على