الأسلحة الشعبية.. إبداعات فلسطينية في مرمى نيران الاحتلال

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

رغم أنه سلاح ورقي لا يمكن أن يقارن بالأسلحة المدمرة والمحرمة دوليًا التي تستخدمها إسرائيل، إلا أن الطائرات الورقية أصبحت مصدر رعب وإزعاج للاحتلال، وكأنها أصبحت صواريخ تمثل خطورة كبيرة .

عمل عسكري

وصلت تلك المخاوف إلى إعلان مصادر عسكرية إسرائيلية أن جيش الاحتلال يدرس عملًا عسكريًا في محاولة لوقف الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها فلسطينيون من قطاع غزة تجاه المستوطنات المحاذية، مما أدى إلى حرائق وخسائر مادية كبيرة.

اقرأ أيضا : «الدمدم».. أداة الاحتلال لـ«تحطيم عظام» الفلسطينيين

ووفقًا لما نشرته القناة "العاشرة" الإسرائيلية، فإن الجيش يدرس أيضًا إطلاق طائرات دون طيار لمتابعة تحرك مطلقي الطائرات وتتبع حركة الطائرات ذاتها منعًا لإشعال الحرائق.

مصدر عسكري قال: إن "ظاهرة الطائرات الورقية تعتبر عملًا إرهابيًا بكل ما للكلمة من معنى"، مضيفًا أن الرد الإسرائيلي سيكون بهذا السياق، بمعنى أن يعتبر الجيش إطلاق الطائرات عملًا مشابهًا لإطلاق الصواريخ"، بحسب "القناة".

كما هددت قوات الاحتلال باغتيال مطلقي الطائرات الورقية الحارقة من قطاع غزة، والتعامل معهم كما التعامل مع مطلقي الصواريخ، حيث دعا وزير ما يسمى الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان جيش الاحتلال إلى انتهاج سياسة حاسمة تجاه مطلقي الطائرات الورقية الحارقة على الحدود مع قطاع غزة.

وقال أردان: إنه "يدعو الجيش لاستهداف مطلقي الطائرات الورقية الحارقة، عبر طائرات الاغتيالات" ، بحسب "معاريف".

كما دعا إردان جيش الاحتلال إلى تحميل حركة "حماس" ثمن عدم قيامها بوقف هذه الظاهرة، طالما أن إطلاقها يتم من أراض خاضعة لسيطرتها، حيث صرح بأنه يتوجب الرد ضد قادة حماس.

وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أرئيل طالب أيضًا بإطلاق الرصاص الحي على مطلقي الطائرات الورقية في غزة، وذلك من خلال تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كتب فيها "أتمنى أن تتبنى المؤسسة الأمنية هذه الإستراتيجية".

200 قناص

واعتبر الاحتلال هذه الطائرات بمثابة "تحد أمني كبير"، حيث يعكف الجيش الإسرائيلي على دراسة سبل تحييد خطر الطائرات الورقية، ومن بين الخيارات المطروحة هو استخدام قناصة إسرائيليين لـ"استهداف مطلقي الطائرات الورقية وإسقاطها".

اقرأ أيضا : «الخطر القادم لإسرائيل».. «عدسة جنى التميمي» تفضح جرائم الاحتلال

مصادر إسرائيلية أعلنت أن الجيش الإسرائيلي سيقوم بنشر 200 قناصٍ على طول الشريط الحدودي للقطاع، وتزويدهم بأجهزة لإسقاط الطائرات الورقية.

كما يدرس الجيش الإسرائيلي استخدام ردود قاسية، مثل تنفيذ هجمات داخل قطاع غزة وإطلاق النار على المسؤولين عن إطلاق الطائرات وتسييرها.

"الإرهاب الورقي"!

يأتي ذلك بعد تواصل تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر بملايين الشواقل نتيجة إطلاق هذه الطائرات باتجاه حقول مستوطنات غلاف القطاع، حيث يشكو مزارعو مستوطنات الغلاف من انعدام رد الاحتلال على هذا النوع الجديد من "الإرهاب"، على حد وصفهم.

فقد نجح نشطاء فلسطينيون في إسقاط طائرات وبالونات حارقة في "عمق" مستوطنات غلاف غزة، والتسبب في إشعال الحرائق في الأراضي الزراعية.

وتمكن شبان فلسطينيين من إطلاق بالونات حارقة مملوءة بغاز "الهيليوم"، سقطت في مستوطنة "كفار عزا" على بعد 4 كيلومترات من السياج الأمني الفاصل مع القطاع، والتسبب في إحراق مساحات من الأراضي الزراعية.

اقرأ أيضا : في «يوم الأرض».. «العودة الكبرى» صداع في رأس الاحتلال

وتعتبر فكرة الطائرات الورقية إحدى إبداعات الشباب الفلسطيني لإيصال الرسائل السلمية الرافضة للاحتلال، وواحدة من الوسائل البسيطة والتي لا تحتاج جهدا كبيرا أو توفير أموال .

ومنذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى في القطاع في الثلاثين من مارس الماضي، نجح نشطاء فلسطينيون في ابتكار أسلوب الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، وإطلاقها وإسقاطها على الأراضي الزراعية التابعة للمستوطنات خلف السياج الأمني.

ويقول الفلسطينيون: إنهم "يستخدمون الطائرات الورقية الحارقة لتشتيت قناصة الاحتلال الذين يستهدفون المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي بشكل مباشر"، بحسب "قدس برس".

عجز إسرائيلي

من جانبه قال موشيه باروتشي أحد حراس الصندوق القومي اليهودي: إن "عشرات الحوادث تحدث يوميًا باستخدام ما بين 4 و5 طائرات ورقية، ولا يتطلب الأمر سوى ما بين خمس وسبع طائرات ورقية لإحراق غابة"، مشيرًا إلى أن إعادة زراعة الغطاء النباتي في الحقول التي تم ترميدها سيستغرق عدة عقود، وأن الصندوق القومي اليهودي، لا يمتلك الوسائل للتعامل مع هذه الظاهرة.

وأضاف باروتشي أن الطائرات الورقية المحترقة هي سلاح بدائي جديد، عجزت القدرات التكنولوجية العالية للجيش الإسرائيلي على التعامل معه حتى الآن.

تكتيك شعبي

ويؤكد خبراء عسكريون أن إبداعات الشباب الفلسطيني، في تطوير نوعية "الأسلحة الشعبية"، كانت خارج توقعات جيش الاحتلال، وفي نفس الوقت لم تحظ بما تستحقه من اهتمام ورصد وتحليل داخل الساحة العربية.

اقرأ أيضا : «الهدم».. سياسة الاحتلال الفاشلة لمحو الوجود الفلسطيني

من جانبه يرى الخبير العسكري العميد علوي فهمي، أن قدرات وإمكانيات المواطنين الفلسطينيين العُزَل في مواجهة سلطات الاحتلال، كشفت عن تطور نوعي في المقاومة السلمية الفلسطينية، والإصرار على التحدي رغم سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، في حين كان من المتوقع أن تردع وسائل وأدوات العنف والإرهاب، حشود المشاركين في مسيرات العودة.

ويشير الخبير العسكري إلى أن تعدد وتطوير أنواع "الأسلحة الشعبية"، أقرب إلى "تكتيك عسكري" شعبي، قد أربك جيش الاحتلال منذ بداية إطلاق أول طائرة ورقية مثبت بها قنبلة مولوتوف تم إطلاقها من قطاع غزة إلى داخل دولة الاحتلال وتسببت في حريق في مستودع زراعي في منطقة قرب الحدود مع قطاع غزة، ولحقت أضرار كبيرة بالمستودع، بحسب قناة "الغد".

وفي النهاية نجد أن الفلسطينيين قرروا مواجهة الأسلحة الإسرائيلية المحرمة بالطائرات الورقية التي يلهو بها الأطفال، وتحويلها إلى سلاح قوي يزعج الاحتلال ويسبب له حالة من الرعب.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على