فضائح «نوبل» الروائية في «الجائزة» ترجمها أنيس منصور ومثلها بول نيومان

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

كُتب الكثير عن جائزة نوبل، ربما تكون رواية "الجائزة" التي كتبها إيرفنج والاس، أشهر وأكثر ما كتب علاقة بصورة ما مع الوقائع الأخيرة التي عصفت بالأكاديمية السويدية وبمؤسسة "نوبل"، وما زاد من شهرة الرواية أنها تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح.

اقرأ أيضًا.. إلغاء جائزة «نوبل للآداب» لأول مرة منذ 75 عاما

المؤلف إيرفنج والاس (1916- 1990)، أمريكي المولد من أبوين مهاجرين من روسيا، وهو مؤلف وكاتب سينمائي ذائع الصيت، بدأ كتابة القصص فى المجلات، وفى السنوات التالية مباشرة للحرب العالمية الثانية؛ التى شارك فيها، أصبح والاس كاتب سيناريو فى هوليوود، وقد قدم واشترك فى كتابة 22 فيلما بين عامى: 1943 و1985.

مع نهاية الخمسينيات بدأ التركيز على الكتابة الأدبية، وقد أصدر 33 كتابا بين الرواية والمجموعات القصصية، وفى عام 1962 أصدر روايته "الجائزة"، التى حازت نجاحا لافتا، فتحولت إلى فيلم سينمائى ناجح بدوره فى العام التالي.

وقام أنيس منصور (1924 - 2011) بترجمة الرواية إلى العربية فى العام التالى لصدورها بالإنجليزية، وقد واكب طرحها للبيع فى مصر والبلدان العربية من قبل دار النشر الحكومية، الدار القومية للطباعة والنشر، مع عرض الفيلم، وفى حين بلغت صفحات الرواية فى أصلها الإنجليزى 704 صفحات، بلغ عدد صفحات الترجمة العربية 842 صفحة، وفى حين توالت الطبعات باللغة الإنجليزية، حتى بلغ عدد الطبعات 32 طبعة، فإن الترجمة العربية لم يعاد طبعها مرة أخرى.

اقرأ أيضًا.. القصة الكاملة لجائزة نوبل.. مؤسسها وقيمتها وكيفية الترشح لها

حقق الفيلم المأخوذ عن الرواية نجاحا ملخوظا فى أمريكا، حيث لعب الدور الرئيسى النجم الصاعد وقتها بول نيومان، وقد عرض الفيلم فى مصر، وتزامن ذلك مع طرح ترجمة أنيس منصور للقراء.

في رواية الجائزة، وعبر صفحاتها نتعرف على مختلف الأجواء المحيطة بجائزة نوبل، من صراعات دولية بين المعسكرين: الرأسمالى والشيوعى، وصراعات سياسية محلية فى بلدان عدة، إلى قضايا مالية واقتصادية، مرورا بقصص عن الرشاوى والتهديدات وشراء الذمم والتوازنات.

والرواية تحكى عن رحلة شخصية روائية يدعى أندرو كريج؛ وهو روائى أمريكي كان رصينا متزنا، لكنه نتيجة فقدانه لزوجته فى حادث سيارة كان يقودها، ما جعله، على خلاف الواقع، يعتقد أنه تسبب فى موتها، ودفعه هذا إلى الانغماس في تناول الخمر، ووسط هذه الأجواء المعقدة يتلقى تلغرافا يخبره أنه فاز بجائزة نوبل للأدب عن روايته "الدولة المثالية"، التى اعتبرها النقاد والقراء بمثابة ضربة هائلة فى حرب "مقاومة الشيوعية"، تاريخية في الشيوعية فيسافر إلى ستوكهولم، أملا أن يجد فى الأجواء الاحتفالية، والسفر والتعرف على شخصيات عديدة شهيرة سببا للعودة إلى حياته القديم والأهم العودة للكتابة، وفى أجواء "الجائزة" يتكشف له ولنا تلك المؤامرات الكبرى منها والصغرى، ومختلف وسائل التأثير وشراء الولاءات والكثير مما كان يبدو وقتها من الصغائر أى التحرش الجنسى والرشوة الجنسية.

أجواء رواية الجائزة تجمع فى دوائرها المتقاطع بين المعسكر الشيوعى والمعسكر الرأسمالى، وكل منهما يستدعى كامل أسلحته، كما يتقاطع العلم بالأدب بالفن، وعبر عشرات القصص ينسج المؤلف عوالم تتصادم فيها القيم العليا بالنوازع والرغبات التى تريد أن تشبه بأى صورة كانت.

الرواية من الناحية الفنية مشوقة، لكنها فى أفضل التصورات النقدية، وكما ذهب الفيلم بنجاح أكبر، جزء من الحرب الباردة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على