إنتخابات ٨ آذار والتغيير والإصلاح أكثر من نصف المجلس؟

حوالي ٦ سنوات فى تيار

بدأ العدّ العكسي لانطلاق استحقاق 6 أيار، وقبيل ساعات من دخول البلاد مرحلة الصمت الانتخابي كثفت القوى السياسية المهرجانات الانتخابية وعمد رؤساء بعض الأحزاب السياسية الى رفع مستوى الخطاب التصعيدي لعلها تشدّ عصب الناخبين الى الحد الأقصى في ربع الساعة الأخير.
 
وفي وقت تشهد مختلف المناطق اللبنانية حالة طوارئ انتخابية يوم الأحد المقبل، بدأت الماكينات الانتخابية تتداول في توقعات أولية نتائج الانتخابات التي ستحدد هوية المجلس النيابي الجديد، وبالتالي المرحلة السياسية في لبنان أقله خلال السنوات الأربع المقبلة.
 
وبحسب توقعات الماكينة الانتخابية المركزية لحزب الله فإن «تحالف حركة أمل وحزب الله سيحوز على 29 الى 30 مقعداً ويرتفع الى 31 مع اللواء جميل السيد الذي سينضمّ الى كتلة الوفاء للمقاومة في حال فوزه، أما فريق المقاومة بأكمله أو أحزاب قوى 8 آذار من دون التيار الوطني الحر سيحصد ما بين 43 و46 مقعداً وقد يصل الى 50 أما تكتل التغيير والإصلاح فسيحصد 20 الى 24 مقعداً وتيار المستقبل 24 الى 25 مقعداً والقوات اللبنانية ما بين 9 و16 مقعداً وحزب الكتائب 3 الى 4 مقاعد. وهذا مرتبط بمدى تبدّل اتجاهات الكتلة الناخبة المسيحية منذ العام 2009 حتى الآن، إذ إن القاعدة الشعبية المسيحية هي أكثر القواعد التي تشهد تحولاً من ضفة سياسية الى أخرى، بينما ستكون كتلة الرئيس نجيب ميقاتي واللقاء الديمقراطي في الوسط».
 
ورجّحت المصادر لـ«البناء» أن «يحصد تحالف أمل وحزب الله جميع المقاعد الشيعية الـ27 باستثناء المقعد الشيعي في زحلة غير المحسوم»، ولفتت الى أن «حجم تكتل 8 آذار وتكتل التغيير والإصلاح سيصل الى 64 مقعداً كحد أدنى أي نصف المجلس وربما يرتفع أكثر بحسب ظروف المعركة ونسب الاقتراع».
 
وأوضحت أن «عدد اللوائح المرتفع في مختلف المقاعد السنية سينعكس سلباً على تيار المستقبل مع تشتت أصوات الناخبين السنة بين هذه اللوائح والمرشحين ما يصبّ في صالح خصوم المستقبل، لكن في المقابل إن عدم تفاهم أطراف 8 آذار على لوائح مشتركة في كل من دوائر طرابلس المنية الضنية والشوف عاليه سيعزز حظوظ المستقبل».
 
وفي دائرة بعلبك الهرمل ترجّح المصادر أن «تحصد لائحة المستقبل والقوات المنافسة للأمل والوفاء مقعدين»، مستبعدة أن «تستطيع حصد مقعد شيعي مع ارتفاع الحاصل الانتخابي الى 17 ألف صوت».
 
وفي دائرة بيروت الثانية ترجح المصادر نيل المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي 6 مقاعد فيما ينال 8 آذار 3 مقاعد كحد أدنى وهم أمين شري ومحمد خواجة ومقعد لمرشح جميعة المشاريع الخيرية عدنان طرابلسي أو للمرشح عمر غندور ومقعد لرئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي. ومن المحتمل أن ينال المقعد العاشر المجتمع المدني أو المرشح عمر واكيم»، ولفتت المصادر الى أنه «في حال قرر المستقبل دعم مرشحه الشيعي علي الشاعر فإنه سيخسر مقعداً سنياً ثالثاً بعد أن تأكد من خسارة مقعدين سنيين، ما يعني في هذه الحال سيفوز عمر غندور وطرابلسي ومرشح الجماعة الإسلامية، الأمر الذي لا يمكن أن يتحمّله المستقبل الذي سيخسر عدداً من المقاعد السنية في دوائر أخرى خارج بيروت مع تأكيد فوز الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي واللواء أشرف ريفي، وبالتالي تخلّي المستقبل عن مرشحه الشيعي أسهل عليه من خسارة مقعد سني ثالث»،
 
وأما إذا قرّر المستقبل إيصال مرشحه الشيعي فسيجد نفسه أمام معادلة تقاسم النواب السنة بالتساوي مع القوى السنية الأخرى، في بيروت 3 للمستقبل مقابل 3 للقوى الأخرى، وفي الشمال 3 للمستقبل و5 للآخرين أو 4 مقابل 4 وفي عكار لن يحصد أكثر من النصف، أما في الشوف عاليه 1 مقابل مقعد والبقاع الغربي بالتساوي، ما يعني أن نصف النواب السنة خارج الحظيرة المستقبلية ما يؤثر على موقع الحريري في استحقاق رئاسة الحكومة وفي حصته الوزارية فضلاً عن موقعه وقدرته على المناورة والتصويت في المجلس النيابي على القضايا الكبرى».
 
ويميّز خبراء بين لعبة الصوت التفضيلي لدى فريق 8 آذار وبين الأطراف الأخرى، إذ إن «حزب الله وأمل يملكان فائضاً من الأصوات ما يمكنهما من ضمان فوز مرشحيهما الشيعة وتوزيع الفائض المتبقي من الأصوات التفضيلية الى حلفائهما، أما المشكلة فعند الآخرين الذين لا يملكون فائضاً لتوزيع الأصوات التفضيلية على مرشحيهم ما يدفعهم الى التنافس على الصوت التفضيلي». ويوضح الخبراء بأن الفارق الثاني بين أمل وحزب الله والقوى الأخرى هي عملية الترشيح، حيث إن الثنائي الشيعي رشح بحسب حجمه في مختلف الدوائر مع بعض الزيادات من حلفائه أما الآخرين فاقت ترشيحاتهم حجمهم بكثير كالتيار الوطني الحر الذي وصل عدد مرشحيه الى 68 مرشحاً».

شارك الخبر على