الأزمة السورية.. إحلال قوات عربية أم تدخل إسرائيلي؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

كتبت:- فاطمة واصل

الأزمة السورية مستمرة ومتصاعدة، 7 سنوات دامية ونزوح ولجوء وقتل الملايين لم يكن أمرا كافيا للوصول إلى حل، وتشهد الأزمة غيابا عربيا، لكن ما زالت فرصة تواجد قوات عربية داخل سوريا ممكنة، خاصة بعد تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأربعاء، في ندوة نظمتها مجلة «السياسة الدولية» بمؤسسة الأهرام، إذ قال: «فكرة إحلال قوات بقوات أخرى ربما عربية واردة ومتداول على المستوى الإعلامي وأيضا في المداولات بين الدول». فهل تشهد الأزمة السورية انفراجة، أم تشهد تدخلا إسرائيليا بحجة الدفاع عن النفس؟.

«الفيتو» سبب الأزمة

في ندوة «السياسية الدولية»، ذكر شكري أن فكرة إحلال قوات بأخرى ربما تكون عربية هدفها تقدير إلى أي مدى يمكن لهذه الأفكار أن تسهم في استقرار سوريا والخروج من أزمتها الحالية، مضيفا: «الموضوع يتطلب بحثا وتقديرا لكل العناصر المرتبطة به، ولا أستطيع القول إنه قد اكتمل أو اختمر لطرحه عمليا وماديا ليتم اتخاذ قرار بشأنه».

وأوضح: «حالة الاستقطاب الدولي ووجود حق النقض أعاق قدرة مجلس الأمن الدولي على لعب دور في تحقيق السلم والأمن الدوليين، لتباين المصالح بين الدول الكبرى»، متابعا: «مجلس الأمن فعال بقدر قدرة هذه الدول الكبرى على الوصول إلى رؤية مشتركة ونقطة توافق تؤدي إلى تحقيق مصالح هذه الدول، وتتواكب أيضا مع المصلحة المجتمعة لأعضاء المجتمع الدولي».

وصرح: «هناك بالتأكيد توافقا دوليا للحاجة إلى إصلاح نظام العمل في مجلس الأمن، من خلال إزالة حق الفيتو أو حتى تنظيم استخدامه، وضمان عدم تطرقه إلى القضايا التي تمس الاستقرار والسلام والمصالح الحيوية للشعوب، وهذه قضية ممتدة لأكثر من 25 سنة».

اقرأ أيضا: هل تستبدل واشنطن قواتها في سوريا بأخرى عربية؟

إسرائيل تهدد ولن تغير سياساتها

قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان: «نحن لا نبحث عن مواجهات مع روسيا ولسنا معنيون بالتدخل في الشؤون الداخلية في سوريا، لكن إن وجهت الدفاعات الجوية السورية صواريخها نحو طائراتنا فبالطبع سنرد»، وذلك خلال مقابلة مع صحيفة «كومرينت» الروسية.

«لا يوجد أي مؤشر على وجود تغيير في السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا، بالرغم من التهديدات الإيرانية المتكررة مؤخرا ضدها، إن المستوى السياسي والقيادات العليا في المؤسسة الأمنية في إسرائيل لا زالوا متقيدين بالخط الثابت، والذي بموجبة سيستمر العمل بكل طريقة لوقف البناء العسكري الإيراني في سوريا»، هكذا قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية حسبما نقل عنها موقع «القدس».

اقرأ أيضا: «حزب الله» ينسحب من سوريا.. ويتأهب لمواجهة إسرائيل

هل تضرب إسرائيل «إس 300»؟

أكد «ليبرمان» أن إسرائيل ستضرب منظومات الدفاع الجوي «إس 300» الروسية التي قد تحصل عليها سوريا، في حال استخدمتها ضد الطائرات الإسرائيلية، وذلك حسبما ذكر موقع «رام الله» الإخباري.

وقال «ليبرمان»، ردا على سؤال حول رد فعل إسرائيل في حال تسلمت سوريا منظومات «إس 300»: «إذا لم تكن هذه الأسلحة موجهة ضدنا فهذا شيء لا يعنينا، لكن في حال أطلقت هذه المنظومات (إس 300) نيرانها على طائراتنا، فسوف نرد بالتأكيد على هذه المنظومات». وهذا التصريح يطرح تساؤلا «هل ستدعي إسرائيل أن (إس 300) تعرضت لها ما سيكون دافعا لها للتدخل في سوريا؟».

«الجانب الإسرائيلي لن يسمح لطهران بإقامة قواعد عسكرية على أراضي سوريا، موجهة ضد إسرائيل، ما لن نسمح به هو محاولات إيران لتحويل سوريا إلى نقطة عبور متقدمة ضدنا، رأينا كيف حاولت إيران مهاجمة إسرائيل، وأطلقت طائرة دون طيار مسلحة في اتجاه إسرائيل، نحن لسنا مستعدين لتحمل ذلك، أي محاولة من جانب إيران للحصول على موطئ قدم في الجانب العسكري في سوريا سيتم إحباطها». وتصريح «ليبرمان» هذا قد ينبأ بتدخل إسرائيلي قريب، خاصة بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين الماضي، عن اكتشاف وئاثق إيرانية نووية.

«لدينا خط هاتفي ساخن بين الجيش الإسرائيلي والوحدات الروسية المتمركزة في سوريا، ونحن نراعي دائما المصالح الروسية في سوريا، ونأمل كثيرا أن تأخذ روسيا في الحسبان أيضا مصالح إسرائيل المتعلقة بأمننا».. هكذا ذكر «ليبرمان» في رد على سؤال حول إمكانية تنسيق الإجراءات بين روسيا وإسرائيل في سوريا.

اقرأ أيضا: بعد الهجوم الثلاثي.. تورط شركة بريطانية في تصدير أسلحة كيماوية إلى سوريا

طهران تحشد الأكراد

بدأت دمشق وطهران حشد عشائر وأكراد ضد التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا شمال شرقي سوريا، بالتزامن مع توجيه دمشق رسائل إلى مجلس الأمن ضد التحالف.

ونقل موقع «روسيا اليوم»، أمس الأربعاء، عن مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي قوله إن: «العشائر الكردية السورية تحارب الولايات المتحدة، وهي التي ستخرجها من شرق الفرات شمال شرقي سوريا»، مضيفا: «قبائل الأكراد السورية تحارب واشنطن وستخرجهم من شرق الفرات، طهران واثقة من أنه في حال لم يتعقل الأميركيون ويغادروا سوريا، فإن الأكراد سيطردونهم».

ووصف ولايتي، خلال لقائه ممثلي شيوخ العشائر السورية في طهران، مباحثاته مع الوفد الكردي بـ«البناءة»، متابعا: «زيارة وفد من الأكراد السوريين لطهران رد ساحق على إدعاءات واشنطن بوقوف الأكراد إلى جانبها شرق سوريا، ولا يوجد أي شك في أن سر انتصار الشعب السوري الشريف يكمن في الوحدة الوطنية السائدة بين مختلف القوميات والمذاهب في هذا البلد».

موضوعات أخرى متعلقة:

الغربان السوداء.. سلاح «إخوان تونس» لتدمير سوريا

«لافارج».. كلمة السر وراء إرسال فرنسا قواتها إلى سوريا

الغرب يتآمر على سوريا.. ويضع شرطًا للسلام

كيف أثر التدخل الروسي في سوريا على علاقاتها بإسرائيل؟

بعد 7 سنوات من الحرب.. «خلوة باكاكرا» ترسم مستقبل سوريا

مخطط تقسيم سوريا.. هل تتخلى روسيا عن الأسد؟

بعد «العدوان الثلاثي».. هل تستطيع أمريكا ضرب مواقع جديدة في سوريا؟

تحركات أمريكية لإنشاء «حكم ذاتي» في جنوب سوريا

ما قبل سوريا.. مشاهد من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط

الدور العربي في سوريا.. هل يوقف نزيف الدم وتدخلات الغرب؟

شارك الخبر على