«نظام متعدد الحواس».. عين إسرائيل على الجولان

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

الجبهة الشمالية لإسرائيل على الحدود مع سوريا، أصبحت أكثر الجبهات سخونة منذ اندلاع الحرب قبل 7 سنوات، حيث تسعى تل أبيب إلى حماية حدودها من الهجمات الإيرانية على طول حدودها الشمالية الشرقية، وذلك بنشر نظام المراقبة "المتعدد الحواس".

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أعدت تقريرًا عن النظام الأحدث، والذي يمكن أن يكشف تحركات المتمردين في عمق الأراضي السورية، وصولًا إلى نوع البندقية التي يحملونها.

ويراقب الجنود الإسرائيليون المتمركزون في قاعدة "هيرمونيت" على الحدود الإسرائيلية السورية في هضبة الجولان، الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمتمردين للسيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة الجولان.

وقالت الصحيفة: إنه "من الممكن سماع أصداء قذائف الهاون من الجانب الإسرائيلي، حيث إن المراقبة من القاعدة الإسرائيلية واضحة تمامًا حتى دون منظار، وخلال الفترة الأخيرة لم تعد أصداء الانفجارات تقتصر على الجانب السوري من الحدود".

اقرأ المزيد: وثائق إيران النووية «نصف طن من المواد».. هل هي الحرب؟

ومن الممكن أن تشن إيران هجمات انتقامية ردا على الهجمات الإسرائيلية على قواعدها بسوريا في شكل هجوم بصواريخ مضادة للدبابات على القوات الإسرائيلية، أو قد تصل إلى إطلاق وابل كثيف من الصواريخ بالقرب من الحدود.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الجنود المكلفين بالكشف عن مثل هذه الهجمات والتحذير منها، زودوا بأكثر "الأسلحة" تطورًا، وهو "النظام متعدد الحواس" أو "إم إس إس".

ويتكون "النظام متعدد الحواس" من سلسلة من الأعمدة الملصقة برادارات حديثة وكاميرات متطورة قادرة على التصوير في ظروف النهار والليل، مما يسمح للمراقبين في غرف العمليات بالمسح والمراقبة، ليس فقط في مناطق الجولان، ولكن أيضًا في عمق سوريا.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن نشر أول محطة من "النظام متعدد الحواس" تابعة للجيش في الجولان المحتل لم يكن مصادفة، حيث قام حزب الله بمحاولة لعب دور في تلك المنطقة قبل أربع سنوات، لكن تم إحباط مخططاته من خلال أعمال هجومية علنية وسرية نسبت إلى جيش الاحتلال.

ومنذ ذلك الحين، استولت جماعات المعارضة المختلفة في البلد الذي مزقته الحرب على معظم الأراضي الواقعة بالقرب من الحدود السورية مع إسرائيل.

وفي الوقت الذي أصبح نظام الأسد أكثر جرأة في ضوء انتصاراته الأخيرة بمساعدة من روسيا، لم تكن منطقة الجولان السوري على قائمة أولوياته.

اقرأ المزيد: «حزب الله» ينسحب من سوريا.. ويتأهب لمواجهة إسرائيل

ووفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن الأسد سيتخذ الخطوة الكبيرة لإعادة السيطرة على الجانب السوري من الجولان، إما في أثناء استعادة منطقة درعا بالقرب من الأردن أو بعدها.

رادارات في جميع أنحاء المنطقة

وأشارت الصحيفة إلى أنه في كلتا الحالتين، أصبحت مصادر الاستخبارات الإسرائيلية على الأرض أكثر ضعفًا، حيث اجتمعت في المنطقة العشرات من الجماعات المسلحة التي لم يسبق أن صادفتها إسرائيل من قبل، وكل منها لديها أيديولوجية مختلفة، وراقبت إسرائيل تحركاتهم على بعد مئات الأمتار عبر الحدود.

هذه الجماعات انضمت إليها قوات موالية للنظام السوري والمستشارين الإيرانيين، وجيش الأسد، ولا أحد من الجانب الإسرائيلي قادر على تصور ما ستبدو عليه العلاقات مع أي منهما بمجرد أن تصل الحرب إلى نهايتها.

نير مجديش قائد كتيبة النسر 595، الذي يشرف على جمع المعلومات الاستخباراتية القتالية في شعبة "باشان" في الجيش الإسرائيلي، المكلفة بالدفاع عن الجولان المحتل، قال: إنه "يمكنك رؤية الدبابات وناقلات الجنود بالقرب من السياج الحدودي، وعلينا أن نميز في خلال لحظات من هو المشتبه به ومن لا؟، ومن على وشك أن يشن هجوما عليك ومن لن يهاجمك؟".

وأضاف "مجديش" "مع كل هذه الفوضى في غزة في الوقت الحالي، إلا أن القوات هناك في الغالب تتعامل مع حماس فقط، لكن هنا يوجد متمردون مسلحون بالدبابات بالقرب من الحدود".

كان كبار الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن اللحظة التي تصل فيها الحرب السورية إلى إسرائيل، على الأرجح في شكل هجوم إرهابي واسع النطاق تقوم به مجموعة تتسلل عبر الحدود.

اقرأ المزيد: حساسية «القبة الحديدية» المفرطة تكلف إسرائيل مليون دولار في ليلة واحدة

الخوف الأكبر لدى الجيش هو لواء شهداء اليرموك، الذي غير اسمه منذ ذلك الحين إلى جيش خالد بن الوليد، وهي مجموعة تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، وتسيطر على مرتفعات الجولان السورية الجنوبية.

وحتى الآن، لم يقع "الهجوم الضخم" الذي يُخشى حدوثه بعد، ومع ذلك تم تكليف "مجديش" بمنعه، ولهذه الغاية يبدو أن الجيش الإسرائيلي بدأ في استغلال التكنولوجيا المتمثلة في "النظام متعدد الحواس".

حيث أشار القائد العسكري إلى أنه تم ربط السياج الحدودي بأنواع مختلفة من الرادارات والكاميرات الأكثر تطورًا، مضيفًا أن النظام متعدد الحواس يسمح لنا بتحديد قائمة أولوياتنا.

نقاط المراقبة كشف تحركات المقاتلين على بعد كيلومترات

"يديعوت أحرونوت" تقول: إن "النظام متعدد الحواس يساعد في تصنيف العمليات المشبوهة على مقياس من واحد إلى عشرة، وفقًا لقائمة من المعايير التي تشمل التنبيهات الاستخباراتية وتاريخ المنطقة والمسافة من السياج، ونوع الكائن الذي تم رصده سواء كانت مركبات، أو أشخاصا أو حيوانات".

وأضافت أن لوحات التحكم الخاصة بالنظام متطورة للغاية، وأكثر سلاسة في التحكم بها، حيث يمكن للنظام الانتقال باستمرار من نقطة إلى أخرى بسهولة، فعلى سبيل المثال كان يراقب قاعدة سورية، ثم يقوم بتكبير ملصق دعائي للأسد على حائط غرفة جندي تابع للنظام.

ويؤكد "مجيدش" أن النظام متعدد الحواس، يسمح لهم باتخاذ إجراءات في ثوانٍ، مثل نشر الدبابات والطائرات وتوجيه ضربات دقيقة، موضحًا أن الكاميرات التي لدينا هنا تسمح للمراقبين بالتحقق ليس فقط من المقاتلين على سطح أحد المباني على بعد عدة كيلومترات، ولكن تمكنهم أيضًا من معرفة نوع البندقية المسلح بها.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على