خبراء ومسؤولون يؤكدون سلامة الحياة البحرية في بحر عُمان وتقرير "الإندبندنت" مبالغ فيه

ما يقرب من ٦ سنوات فى الشبيبة

مسقط - محمد سليماننفى خبراء ومسؤولون صحة تقرير نشر مؤخراً زعم أن الحياة البحرية في قاع بحر عمان أوشكت على الانتهاء، وأن انخفاض تركز الأوكسجين في قاع البحر تسبب في تحوله إلى بقعة ميتة عملاقة تتوسع بسرعة.ووصف هؤلاء الخبراء والمسؤولون التقرير بالمبالغ فيه وغير الدقيق فيما جرى تناوله.وتابع المختصون بالمديرية العامة للبحوث السمكية، قسم البيئة البحرية وعلوم المحيطات التقرير الذي أثارته Geophysical Research Letters ونشرته جريدة الإندبندنت البريطانية، وأكدت المديرة العامة للبحوث السمكية ومديرة وحدة الدعم السمكي لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي بوزارة الزراعة والثروة السمكية د.لبنى بنت حمود الخروصية في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أن هذه المقالة غير علمية وغير دقيقة فيما أوردته من افتقار مياه بحر عمان وبــــــحر العرب للأكسجين؛ نتيجة تلوث هذه المياه بمياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية.وأشارت الخروصية إلى أن التقرير لم يحدد الموقع الذي تتأثر فيه الحياة البحرية، وأنه خلط بين بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي. وأنه وقع أيضاً في خطأ علمي عندما تحدث عن ازدياد النقص في الأكسجين لكنه لم يشر إلى أية دراسة سابقة، ولم يعقد مقارنة بين الوضع الحالي الذي يدّعيه والوضع سابقاً.وأضافت الخروصية أن جامعة السلطان قابوس أوضحت أن هناك مناطق في البحار ينضب منها الأكسجين تعرف بـ Anoxic waters - ويرجع ذلك لركود المياه أو إلى الحاجز المادي الطبيعي (الكثافة)، إذ تعمل طبقات الماء المالحة ذات الكثافة العالية على حجز الأكسجين ومنع انتقاله لمناطق أخرى. وهذه الطبقة (طبقة انخفاض/‏ نقص الأكسجين) توجد في بحر العرب وكل بحار العالم لكن ليس كما جاء في التقرير بأنها «بمساحة إسكتلندا». وبينت الخروصية أن نقص الأكسجين في مياه البحر يعد ظاهرة طبيعية يتكرر حدوثها في مياه البحار والمحيطات، وأشهر أمثلتها في وقتنا الحاضر تلك المنطقة الموجودة في بحر البلطيق وخليج المكسيك. ومن أهم أسباب نقص الأكسجين في الماء بصفة عامة ركود المياه، والاختلاف في كثافة الطبقات المائية، رمي المواد العضوية، إذ يجري استنفاد الأكسجين في عملية أكسدة المواد العضوية، والتباين في درجات حرارة المياه. أما فيما يتعلق بزعم التقرير أن «الحياة البحرية في بحر العرب أصبحت مستحيلة» فإن في ذلك مبالغة ومغالطة واضحة، فآخر الإحصائيات السمكية التي أجرتها الوزارة تبيّن تزايداً في كمية الأسماك التي جرى اصطيادها في مياه السلطنة إذ تقدر بنحو 300 ألف طن. وهذا يدل على خصوبة مياه بحر العرب وبحر عمان وعلى وجود أصناف متعددة من الكائنات البحرية والأسماك.وقد تكون هناك تغيرات محتملة بسبب الاحتباس الحراري لكنها لن تظهر في المستقبل القريب، أما فيما يتعلق بالمخصبات الزراعية وتصريف مياه المجاري، فإن السلطنة تحكمها قوانين وتشريعات بيئية منظمة لها وفــــــق المعايير الــــــدولية إذ لا يسمح بتصريفها إلى مياه البحر مباشرة.أما عضو لجنة الأمن الغذائي والمائي في مجلس الشورى سعادة عبدالله بن محمد البلوشي، فقد قال: «إن مثل هذه التقارير تحمل قدراً كبيراً من المبالغة، خاصة أن السلطنة ما تــــــزال في باكورة إنشاء مشاريعها الصناعية بالمقارنة مع الدول الكبيرة؛ لذا فلا يمكن الإشارة إلى أن تسريبات المنشآت الصناعية تتسبب في حدوث هلاك للكائنات البحرية».وأضاف البلوشي أن الجهات المعنية تبذل جهوداً كبيرة خاصة في ظل التحديات الاقتصادية القائمة لمواجهة أي مشاكل تهدد الحياة البحرية في السلطنة، وآخرها مشكلة «المد الأحمر».وكان تقرير دولي نشر مؤخراً قد زعم أن الحياة البحرية في قاع بحر عمان أوشكت على الانتهاء تقريباً، مشيراً إلى أن انخفاض تركز الأوكسجين في قاع البحر تسبب في تحوله إلى بقعة ميتة عملاقة تتوسع بسرعة.وادعى التقرير الذي جاء بعنوان «بحر عمان يتحول إلى بقعة ميتة ضخمة» أن البقعة تتشكل في المنطقة القريبة من القاع بسبب التصريف غير المراقب للأسمدة الكيماوية والقمامة وأشياء أخرى، مع توقعات باختفاء آخر لمحات الحياة في منطقة بحر عمان بحلول نهاية القرن الجاري.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على