أنقرة تزود إسرائيل بالأسمنت والحديد المستخدم في بناء المستوطنات

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

يبدو أن العلاقات التركية الإسرائيلية لم تنقطع على خلفية التصريحات اللاذعة التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول تعامله مع القضية الفلسطينية، خاصة بعد كشف المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة بين أنقرة وتل أبيب، وهو ما يفضح مدى ازدواجية وتناقض السلطان العثماني.

بالأمس، أظهر التقرير السنوي لدائرة الإحصاء التركي، أن أنقرة احتلت المرتبة الأولى على سلم الدول التي تزود إسرائيل بالأسمنت والحديد، بحسب "سكاى نيوز".

التقرير التركي، كان بداية لإشعال شرارة غضب في الشارع العثماني، ودفع وسائل الإعلام إلى اتهام حكومة بن علي يلدريم بمساعدة إسرائيل في بناء المستوطنات غير المشروعة على أراضي الفلسطينيين، وذلك بعد أن كشف التقرير السنوي للهيئة لعام 2017، أن تركيا صدرَت مليون طن من الأسمنت لإسرائيل خلال العام الماضي.

صحيفة "مللي غازيتا"، أكدت أن الأرقام أظهرت أن إسرائيل استوردت 9.8 مليون طن من الأسمنت من تركيا، من أصل 16,9 مليون طن (مجمل ما استوردته إسرائيل خلال الأعوام الـ15 الأخيرة) أي أن 59% من مجمل ما تستورده إسرائيل يأتي من تركيا.

اقرأ أيضًا: غاز المتوسط.. مصر تدعم قبرص وإسرائيل تتدخل وتركيا تصمت 

ليس هذا فحسب، فالأرقام الرسمية كشفت أن تركيا هي المزود الأول لإسرائيل للحديد أيضًا، وأن 45% من مجمل ما استوردته إسرائيل من الحديد عام 2017 جاء من تركيا، وفقًا للصحيفة.

ما تضمنه التقرير، يشير إلى أن أنقرة باعت إسرائيل حديد بمبلغ وصل إلى 544 مليون دولار، وذلك خلال عام 2017 وحده، وأنها حافظت على بقائها في الدرجة الأولى في سلم الدول المصدرة الأسمنت والحديد الخاص بالبناء لإسرائيل منذ عام 2002 حتى 2017.

الأرقام أكدت أيضًا، أن تركيا زادت من نسبة بيعها للأسمنت والحديد لإسرائيل 22%، حيث كانت قد باعت الحديد بـ213 مليون دولار عام 2009، كما ارتفع مبلغ المبيعات إلى 332 مليون دولار عام 2010، قبل أن يصعد إلى 437 عام 2011.

يمكن الإشارة من خلال التقرير السابق، إلى أن العلاقات الإسرائيلية التركية ليست مُهمشة، وأن أردوغان يسعى للحفاظ عليها مهما كلفه الأمر.

وللتأكيد على ذلك، قال وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلعب مع إسرائيل بمصطلح "فرينمي" أي الصديق العدو"، بحسب سبوتنيك.

اقرأ أيضًا: «يديعوت»: إسرائيل وتركيا تعاودان تطبيع العلاقات.. وهذه بنود الاتفاق 

وأضاف كاتس، "أردوغان يهاجمنا كثيرًا ونحن نعي ذلك ولا يعني أننا لا نرد عليه، ولكن هجومه علينا لا يمنعه من جعل حجم التجارة عبر حيفا نحو 25% من تجارة تركيا إلى الخليج".

وتابع: "نحن نتعايش معه بالرغم من ذلك، ونعرف أنه يعتبر نفسه قائد الإخوان المسلمين بالعالم ويحاول أن يقود العالم الإسلامي، ولكن التجارة التركية معنا بمبالغ كبيرة وخيالية، لم تتأثر بذلك، بل على العكس، وشركات الطيران التركية أكبر شركات النقل الجوي من وإلى إسرائيل، وحجم التبادل التجاري ونقل البضائع عبر حيفا ازداد كثيرًا حتى قبل عودة العلاقات بعد أزمة مرمرة".

وكان أردوغان دخل في سجال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، إذ وصف إسرائيل بـ"الدولة الإرهابية" التي تقتل الأطفال، ورد نتنياهو بعد ساعات، متهما إياه بقصف الأكراد ودعم "الإرهابيين".

وفي هذا الصدد، تناولت بعض وسائل الإعلام والمسؤولين الإسرائيليين مسألة التناقض التركي بشكل يسخر من شخصية أردوغان، حيث قالت صحيفة "معاريف" العبرية: إن "شخصية أردوغان تفاجئ إسرائيل دومًا، وتجعله خارج التوقعات، كما حصل إبان المواجهة الساخنة بينه وبين الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز في منتدى دافوس قبل سنوات، عندما انسحب من المؤتمر، ورفض مصافحة بيريز".

وأعلنت تركيا وإسرائيل نهاية أزمة نشأت بينهما على خلفية اقتحام وحدة من القوات الإسرائيلية سفينة مساعدات كانت متجهة إلى غزة عام 2010، مما أدى إلى مقتل 10 نشطاء أتراك، وبعد عودة الأمور، فعَل الطرفان تعاونهما، لا سيما في مجال الطاقة.

شارك الخبر على