مذكرة تفاهم بين السلطنة وزنجبار في مجال الوثائق
over 7 years in الشبيبة
مسقط -وقع وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار معالي محمود بن ثابت كومبو، ورئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د. حمد بن محمد الضوياني، بمقر الهيئة، مذكرة تفاهم بين البلدين في مجال الوثائق والمحفوظات «الحفظ والرقمنة وتبادل نسخ من الوثائق التاريخية بين الهيئة وحكومة زنجبار»، وذلك خلال زيارة معاليه والوفد المرافق له للسلطنة.تأتي هذه المذكرة انطلاقا من العلاقات المتميزة بين سلطنة عمان وجمهورية تنزانيا، ورغبة من البلدين في تعزيز وتطوير التعاون بينهما في مجالات الوثائق والمحفوظات، وذلك على أساس مبدأ المصالح المتبادلة.وتشمل مذكرة التفاهم عمليات حفظ وترميم كل المخزون الوثائقي في زنجبار الموجود في الأرشيفات، وتحويله من وثائق ورقية إلى وثائق رقمية، كما توفر المذكرة شروط تبادل نسخ الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات التاريخية بين زنجبار وعُمان، والشؤون المتعلقة بها، كما تعمل على تشجيع تبادل الدورات التدريبية وزيارات الخبراء والبحوث العلمية، إضافة إلى التعاون والتنسيق في كل ما يتعلق بنشاطاتهما مع الهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بالأرشيف.وإلى جانب حفظ وترميم المخزون الوثائقي الموجود في حوزة الأرشيفات في زنجبار سوف تعمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على تقديم المساعدة والدعم لحكومة زنجبار في حفظ الوثائق الورقية بصورة رقمية، ومن أجل القيام بالحفظ الرقمي سوف تساعد الهيئة في إجراء المسح الضوئي ورقمنة الوثائق الأرشيفية، وحفظها في أقراص مضغوطة كوسيلة للحفظ وتوسيع إمكانية الحصول عليها من قبل المجتمع، كذلك ستوفر الهيئة لزنجبار الأدوات المطلوبة والتقنية الملائمة من أجل تطوير القدرات التقنية للحفظ الرقمي، وستعمل الهيئة على توفير نسخ مصونة من الوثائق الأرشيفية المتعلقة بزنجبار، إضافة إلى حفظ مخزون الوثائق المتأثرة الموجودة في الأرشيفات، وسوف تقوم الهيئة بتوفير مواد وأجهزة الحفظ، بالإضافة إلى ترميم وصيانة وثائق زنجبار المتأثرة والتالفة، وحفظ المخزون الوثائقي بشكل عام، كما ستوفر الهيئة التدريب والتقنية ذات الصلة التي تؤدي إلى إيجاد البنية الأساسية اللازمة والخدمات الضرورية لضمان الحفظ المستديم والطويل المدى للمخزون الوثائقي بزنجبار.من جانبها ستعمل حكومة زنجبار بنسخ الوثائق التراثية والمخطوطات، حيث ستقوم بتبادل نسخ من المخزون الوثائقي والمخطوطات حسب الضوابط المنصوص عليها في المذكرة المتعلقة بالعلاقات الزنجبارية العمانية التاريخية، والتي سوف يتم تملكها واستخدامها وفقا لأحكام مذكرة التفاهم. كما سيقوم الطرفان على نسخ المخزون الوثائقي والمخطوطات المتعلقة بعُمان وزنجبار، حيث سيتيح استخدامها للأغراض العلمية والبحثية بما في ذلك المعارض التعليمية في عمان والخارج.كومبو: تعاون وتاريخ عريقوبين معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار في تصريح له أن قطاع الوثائق مدرج في حقل التعاون بين البلدين الشقيقين وهذه الشراكة أصبحت تتعمق وذلك لتوفر شروط النجاح للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، مهنئاً معاليه حكومة السلطنة على المستوى الكبير الذي وصلت إليه الهيئة في سبيل حفظ الوثائق والمحفوظات والاهتمام بالتاريخ العماني، كما أكد على أهمية علاقات التعاون التي من المؤمل أنها ستتقدم بعد توقيع مذكرة التفاهم، وتترجم إلى تبادل الخبرات والزيارات وإقامة الندوات والمعارض المشتركة. وأضاف بأن التاريخ المكتوب والمحفوظات والصور التي توثق العلاقات الأخوية العمانية الزنجبارية تعود إلى أكثر من 250 سنة إلا أن العلاقات التاريخية بينهما تعود جذورها لأكثر من 1000 عام. وتهدف هذه المذكرة أيضا إلى إتاحة فرصة الاطلاع على التجربة المتقدمة لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مجال رقمنة الوثائق والمحفوظات والتي ستسهم في حفظ هذا التاريخ المشترك لفترات طويلة ونقله للأجيال القادمة.ومن الأهداف الرئيسية لمذكرة التفاهم مناقشة مشروع ترميم وتحديث بيت العجائب الذي يجسد مرحلة طويلة من التاريخ المشترك بين عمان وزنجبار والذي بناه السلطان السيد برغش بن سعيد، حيث سيمنح هذه المشروع عمرا جديدا له لتشاهده الأجيال المقبلة. كما أننا نهدف من خلال هذه المذكرة إلى تعزيز السياحة الثقافية لمتحف بيت الساحل والذي كان بيتا لتسعة سلاطين عمانيين. ومن المتوقع أن يستغرق مشروع رقمنة الوثائق والمحفوظات في الأرشيف الزنجباري الوطني قرابة سنة بينما يتطلب مشروع تحديث بيت العجائب حوالي العامين.الضوياني:عراقة العلاقة والحضارةمن جانبه وبعد أن استقبل سعادة الدكتور رئيس الهيئة بمكتبه معالي محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار والوفد المرافق له في بداية زيارتهم للهيئة، تناول سعادة الدكتور رئيس الهيئة الحديث أهمية الاهتمام بدور الوثائق والأرشيفات الوطنية لحفظ التاريخ والتراث الوطني والمحافظة عليه، وهو الأمر الذي تسعى الأمم من خلاله إلى إبراز معالم حضارتها وتاريخها المجيد، فضلا عن أهمية إدارة الوثائق والمحفوظات وفق النُظم الحديثة وبموصفات ومقاييس عالمية، مؤكدا سعادته الدور الحيوي لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تعريف المجتمع المحلي والــــــدولي بالتـــــــاريخ العماني التليد وإسهامات الهيئة في الجوانب التاريخية والحضارية للسلطــــــنة من خلال إقامة المعارض الوثائقـــــية والندوات المحلية والدولية، كما تحدث سعادة الدكتور حول أهمية توطيد العلاقات الثنائية في مجال الوثائق والمحفوظات والذي يعزز تبادل الخبرات والزيارات بين الطرفين في هذا المجال.