الكرد يتوقعون مفاجأة في الانتخابات بعد دخولهم بـ٢٥ كياناً

ما يقرب من ٦ سنوات فى المدى

 بغداد/ وائل نعمة
يخوض 25 كياناً سياسياً في إقليم كردستان العراق التنافس الانتخابي الأول عقب قرار إجراء استفتاء تقرير المصير العام الماضي واشتداد الخلافات بين بغداد وأربيل.ودفع ما جرى خلال الربع الاخير من عام 2017 والعقوبات التي فرضتها الحكومة الاتحادية على الإقليم، بعض الاحزاب الكردية الى إطلاق اسم "التحدي" على الانتخابات البرلمانية، في إشارة الى إثبات الوجود وتجاوز العقوبات.كما تشير الأحزاب في الإقليم، الى أن الجمهور في المدن الكردستانية متحمس أيضاً للانتخابات، على الرغم من الهزات السياسية والاقتصادية التي تعرض لها الكرد وأبرزها قطع الرواتب، لأنه يريد ممثلين يدافعون عن حقوقه في بغداد.وتعقد بعض الاحزاب الكردستانية، الأمل في إعادة إحياء "التحالف الكردي" – عقب الانتخابات - الذي غاب في الدورة الاخيرة لتوحيد المواقف الكردية، في وقت يعتقد فيه الحزب الديمقراطي أن الوقت قد فات على تلك الفرصة.وتمكنت الاحزاب الكردية في الدورة البرلمانية الاخيرة من الحصول على أكثر من 60 مقعداً من الاقليم والمناطق المتنازع عليها الواقعة خارج حدود كردستان، فيما قد يتناقص ذلك العدد في الانتخابات الوشيكة خصوصاً بعد نشر القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها والاستحواذ على بعض المقرات الكردية من قبل أطراف سياسية أخرى فضلاً عن غياب "البيشمركة".ويتنافس في إقليم كردستان العراق 503 مرشحين للحصول على 46 مقعداً في البرلمان كما يحق لثلاثة ملايين و144 ألفاً و730 شخصاً التصويت.وإلى جانب خمسة أحزاب رئيسة في الإقليم وهي (الديمقراطي، الاتحاد، التغيير، الجماعة اللاسلامية، الاتحاد الاسلامي) تسعى أحزاب جديدة لدخول سباق الانتخابات.حيث ينافس هذه المرة حزب "حراك الجيل الجديد"، التابع لرجل الأعمال الشاب شاسوار عبد الواحد، فيما توجه السياسي الكردي برهم صالح إلى تأسيس تحالف "الديمقراطية والعدالة".
حلّ المشاكل مع بغدادوعن مستوى المشاركة المتوقعة في انتخابات كردستان، يقول النائب سليم همزة المرشح عن أربيل لـ(المدى) إن "المشاركة ستكون واسعة. هناك رغبة من الناخب بمعاقبة السياسيين الفاشلين".كما يرى همزة أن الخلافات مع بغداد لا يمكن أن تحل بالقتال "علينا اختيار ممثلين جيدين لكردستان للحصول على حقوقنا".وشارك نحو 60% من المواطنين في آخر انتخابات لمجلس النواب في الإقليم، فيما ترجح منظمات معنية بمراقبة الانتخابات أن تتراجع هذه النسبة في الانتخابات المقبلة الى 50%.ويرجح محسن السعدون النائب عن الحزب الديمقراطي، في تصريح لـ(المدى)، أن نسبة المشاركة في الإقليم بالانتخابات المقبلة قد لا تقل عن الـ50%.ويعزو السعدون ذلك إلى أنّ من مصلحة الناخب في الاقليم أن "يصل الى البرلمان أكبر عدد من الممثلين، وأن يكونوا فاعلين ومؤثرين".ويخشى النائب المخضرم الذي قرّر عدم الترشّح هذه المرة الى الانتخابات التزاماً بقرار الحزب الذي منع من فاز في أكثر من دورتين من إعادة ترشيح نفسه، أن يكون تمثيل الاحزاب الكردية ضعيفاً في المناطق المتنازع عليها.ويؤكد السعدون أنه في تلك المناطق تناقص أعداد الكرد، مقابل بقاء المكونات الاخرى على حالها، كما سيطرت بعض الجهات على مقرات "الديمقراطي".واعتبر النائب، أن قرار ترشح وجوه جديدة في المناطق المتنازع عليها قد يكون مغامرة، خصوصا أن الجمهور هناك لا يعرفونهم.والسعدون هو النائب الكردي الوحيد الذي فاز في 3 دورات متتالية كما كان عضواً في الجمعية الوطنية. واستثنى القرار الاخير الصادر عن الحزب نائبين فقط فازا لدورة واحدة، هما فارس البريفكاني عن نينوى، وعرفات كرم عن أربيل.وأظهرت نتائج استطلاع أجراه معهد كردي مؤخراً، تراجعاً في عدد مقاعد القوى الكردية. كما أظهرت احتفاظ الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني بالمرتبة الأولى.وكشف معهد كردستان في نتائج استطلاع أجراه بمشاركة حوالي ثلاثة آلاف شخص على صعيد محافظات الإقليم، عن حصول "الديمقراطي" على المرتبة الأولى بنحو 41 % (21 – 22 مقعداً)، فيما حلت حركة التغيير ثانية بأكثر من 13 % (6 – 7 مقاعد)، تلاها الاتحاد الوطني نحو 8%. ما يعني أنه سيحتل المرتبة الثانية في حال احتساب نتائج المناطق المتنازع عليها (7 – 8 مقاعد).وأوضح الاستطلاع أن هناك تقارباً في نتائج قوى تحالف الديموقراطية والعدالة بزعامة برهم صالح، والاتحاد الإسلامي بزعامة صلاح الدين بهاء الدين، وحراك الجيل الجديد بزعامة شاسوار عبدالواحد، التي تراوحت بين 4 وأقل من 5%، في حين حصلت الجماعة الإسلامية بزعامة علي بابير على أقل نسبة. وأشار الاستطلاع إلى خسارة القوى الكردية عدداً من المقاعد، لافتاً إلى أنها كانت 65 في الدورة السابقة، وستخفض إلى 55 مقعداً.ومرت كردستان في الأشهر الأخيرة بمعارك سياسية مع حكومة بغداد الاتحادية، لا سيما بعد إجراء استفتاء تقرير المصير في 25 أيلول الماضي، واتخاذ رئيس الحكومة حيدر العبادي سلسلة من الإجراءات، أبرزها السيطرة على المطارات الكردية وحظر الطيران، ما أربك الوضع الاقتصادي، ثم دخول القوات الاتحادية إلى مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها وإبعاد قوات البشمركة عنها.
إحياء التحالف الكرديلذلك يجد سليم همزة المرشح عن أربيل، أن الوقت صار مناسباً الآن لإعادة إحياء "التحالف الكردي" بعد ظهور نتائج الانتخابات، مبيناً أن هناك "رغبة سياسية بين الأحزاب لتشكيل تحالف".لكنّ النائب السعدون يعتقد أن الوقت قد فات لمثل هكذا تحالفات ،لأنها لم تجرِ قبل الانتخابات. وأضاف "حاول الحزب الديمقراطي جمع القوى الكردية في تحالف واحد، لكنه لم ينجح".ورغم ذلك يعتقد النائب الكردي أن القوى الكردستانية متوحدة في المواقف العامة التي تخص الإقليم مثل قضية الموازنة ورواتب الموظفين و"البيشمركة".مؤخراً، رجحت بعض المصادر السياسية أن تكون زيارة العبادي الاخيرة الى كردستان، قد تضمنت حديثاً عن تحالفات سياسية مستقبلية أو حل المشكلات العالقة بين الجانبين.لكنّ سليم همزة يقول إن "زيارة رئيس الوزراء كانت للدعاية الانتخابية ولم تجر أية لقاءات سياسية". وأشار الى أن استقبال رئيس وزراء الإقليم للعبادي في المطار كانت "بروتوكولية".وتعرضت زيارة العبادي الأسبوع الماضي الى السليمانية وأربيل إلى انتقادات خاصة في ما يتعلق باستخدام إمكانات الدولة في الدعاية، حيث أشار مراقبون الى أن رئيس الوزراء انتقل بطائرة عسكرية من أجل حضور مؤتمر انتخابي في الإقليم.وكان أفراد قليلين قد حضروا مؤتمر العبادي الذي أقامه في عاصمة كردستان في أول زيارة بعد إجراء الاستفتاء، فيما يضمن ائتلافه "النصر" 24 مرشحاً في المحافظات الكردية الثلاثة.وقال العبادي خلال الزيارة "نحن تحت خيمة العراق، وأي واحد يريد أن ينفصل هناك ضباع تتربص به". وأضاف "نحن بأمسّ الحاجة لهذه الوحدة، النزاع والفرقة ورفض الآخر منهج غير سليم. نحن نقوى باجتماعنا".بدوره يقول الباحث السياسي الكردي كفاح محمود لـ(المدى) إنه "لا يوجد ناخبون للعبادي في كرستان، وزيارته غير مرحب بها من قبل الجمهور الكردي". واضاف إن "رئيس الحكومة لم يكن قادما للحديث عن الازمة بين بغداد وأربيل، كما أن الشارع والنخب السياسية لم تعد تثق بوعوده".

شارك الخبر على