محمد العدل المواطن لا يملك قدرة التغيير.. وهؤلاء سبب تدهور السينما (حوار)

ما يقرب من ٦ سنوات فى التحرير

محمد رمضان ممثل من العيار الثقيل.. وفكرة منع زراعات معينة تعبر عن العجز
الوطن تشكّل منذ 40 عامًا على أن ينقسم..  وقررت الابتعاد لأني لم أعُد مؤثرًا
المقارنة بين صلاح وأبو تريكة هدفها تقسيمنا.. وعادل إمام بطل استثنائي من 40 سنة

الدكتور محمد العدل.. أحد أفراد عائلة "العدل" التي أسهمت بشكل كبير في تشكيل السينما والدراما المصرية في ثوبها الجديد نهاية تسعينيات القرن الماضي، بعد فترة كساد سادت السوق الفني، وانتشار أفلام المقاولات، حيث أسست واحدة من كبرى شركات الإنتاج الفني في العالم العربي "العدل جروب" عام 1997.. محمد العدل قرر الابتعاد قليلًا عن الساحة الفنية مؤخرًا، واتجه إلى مساندة الشباب الموهوبين، ودعم المهرجانات الفنية، وآخرها مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي اُختتمت دورته الرابعة 24 أبريل الجاري، تحت رئاسته شرفيًا.

"التحرير" التقت به على هامش المهرجان ليُحدثنا عن أسباب دعمه شباب الإسكندرية، والمهرجانات المختلفة، وحال صناعة السينما والدراما في مصر ككل، وأسباب اعتزاله العمل العام، وإلى نص الحوار..

- ما الأسباب التي دفعتك إلى رعاية مهرجان الإسكندرية وتوليك رئاسته الشرفية؟
ليس لديَّ أسباب محددة لرعايته، لكني منذ أول يوم لي في المهنة وأنا أدعم الشباب فيها، سواء أكان لي علاقة بالعمل أم لا.. ولو حد عايز يصور فيلم تسجيلي مثلًا وعنده مشكلة في التصاريح أو مع النقابة أو الرقابة ولجألي بحاول أخلصهاله، الوسط السينمائي كله والشباب اللي طالعين عارفين إني بعمل كده.

شباب الإسكندرية حينما عرضوا عليّا الفكرة تحمست لها كثيرًا، خاصةً أننا تعودنا في مصر أننا "نطبخ" المهرجان في القاهرة، وناخده بجمهوره لمحافظة معينة، ولا نعتمد على جمهور المحافظات، وهما شباب من أولاد المحافظة، وبيحبوا السينما، وعاملين جهد جيد، وطلبوا مساعدات، وسعيت إني أخلصها، وطلبوا وجودي فحضرت، وأعتقد إن ده اللي خلاهم يقولوا "رئيس شرفي للمهرجان"، ولم يكن ذلك في حساباتي مطلقًا ومكنتش مستني منهم ده.

اقرأ أيضًا.. 6 أسباب تدفعك لحضور الدورة المقبلة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير

- كيف ترى تجربة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ككل؟
تجربة شباب الإسكندرية عجباني، والعام الماضي كان ملفتًا بالنسبة لي أن جمهور الإسكندرية يحضر بكثافة، ولم أكن معتادا لذلك، ولما كنت بتأخر عن عرض بلاقي القاعة مليانة على آخرها، والعام الحالي نجحوا في إقامة العروض على مسرح بيرم التونسي، وهو كبير للغاية، وأرى عدد الحضور جيد جدًا.. أنا مبهور بتجربة شباب الإسكندرية، وبذلت جهدا كبيرا في لجنة المهرجانات حتى أدعمهم عشان يكبروا، وهما كل سنة بيكبروا أكتر، بشكل مش مجنون، لكن بشكل منسق ومنظم ومدروس.

اقرأ أيضًا.. مدحت العدل.. طبيب الأطفال الذي غيَّر مسار الفن المصري

- وما رأيك في الدورة الرابعة للمهرجان؟
التنظيم هايل.. كل عام الشباب يقدّموا تطويرًا جديدًا، وتمثل في هذه الدورة من خلال ورشة الأفلام، التي نظمتها عايدة الكاشف، وكان لها مردود جيد للغاية، وأعتبر ذلك نقلة للمهرجان، كما أن الحضور الصحفي، واستضافة الصحفيين كان شيئا هاما للغاية، ولم يكن يحدث من قبل نظرًا للظروف المادية.. وفيما يتعلق بمستوى الأفلام، أراه جيدا، في أفلام هايلة، وفي أفلام عادية.. والمهرجان لسه مبقاش مهرجان القاهرة أو قرطاج، ولا بقى حتى مهرجان الإسماعيلية اللي  بتدعمه الدولة، ولسه دورته العشرين منتهية، لكن دول شوية شباب صغيرين، ولما يعملوا حاجة كده فأنا شايفها أكثر من رائعة، وكل هذا يعني إن المهرجان بيكبر.

اقرأ أيضًا.. تفاصيل حفل ختام مهرجان الإسكندرية.. «ونس» يفوز بجائزة المتلقي الصغير

- ما أسباب دعمك المستمر لكل المهرجانات الفنية؟
أنا أعتقد أن السينما كصناعة وكمردود على المجتمع أفيد بكتير من التبرع الخيري، وبالتالي دعم مهرجان فني مساهمة في تغيير مسار فرد كان ممكن يكون إرهابي.. لا يوجد بني آدم بيسمع مزيكا وبيتفرج على سينما ومسلسلات ومسرح ويبقى إرهابي، وبالتالي أرى ضرورة دعم رجال الأعمال لهذه المهرجانات، لأن ذلك في صالحنا لإيجاد مجتمع سوي.

- رأيك في المهرجانات الفنية التي تُقام في مصر.
أنا حضرت عدة مهرجانات هذه العام، وأطالب لجنة المهرجانات بإيقافها، ملهاش معنى، مهم إن المهرجان يبقى موجود لكن بأصوله، ولفائدة مرجوة عامة وليست خاصةً بأن يريد شخص ما مثلًا أن يصبح رئيس مهرجان ليكسب مال أو علاقات.. أنا لو هاروح أعمل مهرجان في دمياط فأنا قاصد جمهور دمياط، وقاصد نشر ثقافة سينمائية أو مسرحية أو فنون شعبية في هذه البقعة من أرض الوطن، لكن مش علشان محافظ دمياط يدعمني أخد الناس بتوعي ونروح نتفرج على المهرجان، ونقول عملنا مهرجان حلو أوي، وفي المقابل باعتبر بعض المهرجانات استثناء.

اقرأ أيضًا.. الأزمات تلاحق المهرجانات المصرية.. «استقالة» و«لفظ خارج» و«هرجلة»

- ما المهرجانات التي أطلقت عليها لفظ "استثنائية"؟
مهرجان الأقصر مثلًا مانقدرش نقول عليه جماهيري، لكن له غرض سياسي وسياحي مهم للبلد، وعلينا أن نعمل على الشق الجماهيري، حيث إن له خصوصية هامة تكمن في أنه للسينما الإفريقية، ونحن تركنا إفريقيا كثيرًا، ونحاول العودة، وهذا في إطار السياسة العليا للدولة.

اقرأ أيضًا.. القائمة الكاملة للفائزين بجوائز الدورة السابعة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية

- ألا ترى أن مطالبتك بإيقاف بعض المهرجانات قد تبدو ظالمة؟
هناك مهرجانات بالفعل ليس لها معنى، لا جماهيريًا، ولا للمحافظة، ولا للبلد ككل، وأنا أطالب بإيقافها؛ لأن "تورتة" المهرجانات تنال دعم من الدولة وهو ثابت، وبالتالي كلما كثرت المهرجانات كلما قل الدعم لكل مهرجان، وليس لدي مشكلة في هذا، لكن إن كان بعضها ليس له أهمية، فعلينا إيقافه في مقابل زيادة الدعم لمهرجانات مهمة.

- رأيك في صناعة السينما في مصر بالفترة الحالية؟
لا بد أن نعترف أننا نمر بأزمة توزيعية وقرصنة، الأزمة التوزيعية أننا لم يعد لدينا سوق بالخارج، وهذه الأزمة ظهرت منذ أن احتلت الساحة كيانات تشتري الأفلام.

- نحتاج أن توضح لنا.
زمان كان المنتج يمتلك مشروعا، و25% تقريبًا من تكلفته، وهناك موزع للسينمات الداخلية، وآخر للسينمات الخارجية، إضافة لأفرع أخرى مثل الفيديو والتليفزيونات، دول كانوا بيدوا سُلف على نسبة المنتج حتى تكتمل التكاليف بنسبة 100%، والموزع شغلته يبحث عن دور عرض جيدة لعرض الفيلم، وصاحب دور العرض مهمته بذل أقصى جهد عشان الموزع لما يجيله فيلم تاني يديه لدار العرض دي.

ولكن حدث تغيران، الأول قرار الدولة بأن من يملك رأسمال 200 مليون يأخذ إعفاء ضريبيا، لتتكون شركات احتكارية كاملة، لديها الإنتاج والتوزيع ودور العرض، ومن هنا اختفى دور المنتج الفرد، وأصبح أقصى شيء يملكه إنه يروح لحد من دول يقوله وزعلي الفيلم ده، لكن بما أن أنا بنتج وبوزع فأنا هفضّل فيلمي على فيلمك، وبالتالي بقى المنتج الفرد مزنوق جدًا.

اقرأ أيضًا.. رئيس الرقابة على المصنفات: «أنا همي كبير والناس بتحاسبني بالساعة» (حوار)

والثاني بدأ منذ مطلع الألفية، بظهور مجموعتي "روتانا" و"ART" على الساحة، وشراؤهما الفيلم بالكامل.. ويقولك هتكلف الفيلم 5 ملايين وأنا هاشتري منك بـ6، فدخل الموزع، يقولك الفيلم متكلف 5 وأنا هديك 6، ويبيع هو للقناة بـ7، الموزع هنا فقد ميزة مهمة له، حيث كان يعتبر شريكا في العمل، لكنه تحوّل إلى سمسار، وبعد 10 سنوات تقريبًا "روتانا" و"ART" انسحبتا، وحينها كان الموزع نسي فكرة إنه كان يمد إيده في جيبه، ولما تروحله بفيلم بالنظام القديم يقولك لأ، وبذلك صار اللي يمتلك فكرة الفيلم يعمله من "الألف" لـ"الياء"، ومش بيكون محتاج موزعين معاه، وهنا استمر اتنين منتجين بالأساس، وهما "نيو سيرشي" وأحمد ومحمد السبكي، دول اللي قدروا يشتغلوا بشكل ثابت، في حين إن "العدل جروب" اتجهت إلى المسلسلات، وكل سنتين تلاتة نعمل فيلم، لكن الدراما التليفزيونية بقت الأساس بتاعنا.

اقرأ أيضًا.. عمرو دياب ينتصر على «روتانا» في جميع الدعاوى إلا واحدة

وتواكب مع ذلك أيضًا تواجد قنوات مفتوحة مجهولة حاملة لأسماء شعبية، مثل "توكتوك" و"حبيشة"، اللي بتعرض الفيلم وهو لسه في السينما، دول كمان وصلوا لمرحلة إنه يبتزّ المنتج ويقوله تدفعلي كذا عشان معرضش فيلمك، وبالتالي مش قادرين نحمي نفسنا من السرقة، المنتج يعمل فيلم يكلفه 10 أو 15 مليونا، وفي النهاية "توكتوك" تسرق الفيلم وتعرضه بكل سهولة، وبالتالي القنوات اللي كانت بتشتري مننا الفيلم بـ200 أو 300 ألف دولار لو دفعتلك فيه 20 ألف دولار تبوس إيدك وش وضهر، وبذلك فقد المنتج كل مصادر دخله.

اقرأ أيضًا.. أزمات إنتاجية تسببت في توقف 6 مسلسلات.. آخرها «بالحب هنعدي» 

- من السبب؟
الأحداث كانت أسرع من الجميع، المنتج بيخوض "ريسك" بقرار إنتاج فيلم، بيدفعله 5 ملايين مثلًا ومش عارف هيكسبهم ولا لأ، وبيلاقي حد يقوله هدفعلك مليون زيادة، أغلب الناس كانت بتعجبهم الفكرة، والموزعون عجبتهم الفكرة، ولما بقيت تروحله وعايز تشتغل بالنظام القديم وتقوله عايز سُلفة والفيلم يبقى بتاعي يقولك لأ، وبالتالي المنتج اتزنق، ومافيش قدامه وسيلة إلا إنه يسلم الفيلم للموزع كسمسار يبيعه لقناة.

- ما دور الدولة والجهات التنظيمية؟
للدولة ظروف خاصة، لكن القنوات الفضائية الجديدة كان من الممكن أن تدعم الإنتاج، ويُشاركونا أو يشتروا منّا الأفلام، زي ما بيحصل في الخارج، وهناك القنوات بتتعاقد على الفيلم في مرحلة إنتاجه، لكن في مصر ما زالت القنوات ترى أن الدراما التليفزيونية هي الأهم، يعرضوا أفلامًا قديمة لكن المسلسلات أهم حاجة، فكرة العرض الأول مُغرية في العالم كله إلا عندنا.. القنوات عندنا لا تدعم صناعة السينما، وبيتعاملوا معانا من منطلق بائع وشاري، من منطلق تجاري بحت، هذه القنوات لنا عليها حق أن تشتري أفلامنا، وحتى الأفلام الروائية القصيرة، لها علينا حق أن تُثقف هذا المجتمع، ميبقاش كل دورها إنها تجيب عمل درامي يجلب أكبر عدد من الإعلانات عشان تكسب.

اقرأ أيضًا.. تفاصيل رحيل معتز عبد الفتاح ولبنى عسل عن ON.. هل الدور على عمرو أديب؟

- رأيك في أداء القنوات المصرية ككل.
مع احترامي للجميع، البرامج متشابهة، والضيوف واحدة.. الضيف بيطلع من البرنامج ده يروح على البرنامج ده في نفس القناة، يعني حتى مش يروح لبرنامج في قناة تانية، وبالتالي بحس بقلة الحيلة، وإن مفيش استراتيجية لقنواتنا تقدر تقول من خلالها إنها عايزة توصل لإيه بالمشاهد، كل اللي يهمهم اللي يدخل جيوبهم والمكسب، لكن هي عايزة توصل المشاهد لإيه شيء مش موجود، المشاهد بالنسبالها وسيلة للربح فقط.

- حدثنا عن مشاركات "العدل جروب" في دراما رمضان 2018؟

اقرأ أيضًا.. محمد هنيدي «تاه» في السينما ويبحث عن نفسه داخل «أرض النفاق»

نشارك في دراما رمضان لهذا العام بـ4 مسلسلات، "نسر الصعيد" لمحمد رمضان، "أرض النفاق" لمحمد هنيدي، "لدينا أقوال أخرى" ليسرا، "اختفاء" لنيللي كريم، يسرا ونيللي معنا كل عام، وعلاقتنا بهنيدي قديمة، وتستحق إنه لما يكون عايز يعمل مسلسل يكون معانا، ونحن من اكتشف محمد رمضان، هو بدأ مع الراحل سعيد صالح في مسرحية "قاعدين ليه؟" عام 2005، لكنه اكتشاف "العدل جروب" من خلال مسلسل "أحلام عادية" مع يسرا وخالد صالح في نفس العام، وبيننا وبينه عقد قديم، وكنا نُدير أعماله، وحدث له طفرة خارج إطارنا، وكان بيننا وبينه مشروع سينمائي ولم يتم.

اقرأ أيضًا.. من «ابن حلال» لـ«نسر الصعيد».. محمد رمضان والأزمات «عرض مستمر»

- هل "العدل جروب" تخوض السباق الرمضاني هذا العام بـ"سلاح" محمد رمضان؟
أنا أرى أن محمد رمضان ممثل من العيار الثقيل، وأهم شيء في أي ممثل الكاريزما والقبول، وهو ما يمتلكه.. محمد رمضان ممثل ينبغي الاستفادة منه، وعليه هو الآخر أن يُساعد المخرجين والقائمين على الصناعة في اختياراته، وإلا هيخسر جدًا، ولكني أعتقد إنه ابتدي يفهم يعمل إيه ومايعملش إيه.

اقرأ أيضًا.. محمد رمضان.. متى ينتهي إصرار «الأسطورة» على أنه «أقوى واحد في مصر»؟

- سميت ما حدث لمحمد رمضان خلال الفترة الماضية بـ"الطفرة".. هل تراه النجم الأول على الساحة؟
سآخذك بعيدًا قليلًا.. الفترة اللي فاتت أثبتت أن المواطن المصري بشكل عام لا يمتلك قدرة التغيير على أي شيء، لا يقدر يغير رئيس وزراء، ولا يقدر يغير وزير، ولا يقدر يغير مدير، ولا يقدر يغير مُدرس، معندوش قدرة على التغيير، ملوش خيارات في التغيير سوى في شيء واحد، وهو "بطله"، يحب عمرو دياب أو تامر حسني، وبالتالي أصبح عندنا طفرات في الجمهور مش في النجوم، الجمهور بدأ بحب محمد هنيدي، ثم ظهر محمد سعد، فانتقل الجمهور لحب محمد سعد، ثم ها هو انتقل لمحمد رمضان، ليس معنى ذلك أن جمهور هنيدي صار يكرهه، بل ظل يحب هنيدي، ولم يتغير، لكن الجيل اللي بيطلع دائمًا بيرفض الجيل اللي قبله، فبيشوف بطل غير بطل الجيل اللي قبله، يعني أنا مثلًا كنت بحب عبد الحليم وأم كلثوم، أولادي حبوا عمرو دياب، واللي بعدهم حبوا حد تاني، وهكذا، وبالتالي فكرة حب الجمهور للنجوم هو نوع من أنواع البحث عن القدرة على التغيير، فمن هنيدي لسعد لرمضان، وسيظهر في الأفق بطل آخر خلال السنوات المقبلة.

اقرأ أيضًا.. مسلسلات رمضان 2018.. 8 حبوب تغير شخصية محمد هنيدي في «أرض النفاق»

- فكرة الانتقال من نجم لآخر طبيعية.. كيف يُطيل البطل من بقائه بطلًا متصدرًا على الساحة؟
عمر البطل كبطل جماهيري يتراوح تقريبًا من 8 لـ10 سنوات، ثم يتحول إلى بطل موجود، لكنه ليس في الصدارة، عشان كده الفنان عادل إمام استثناء، عادل إمام ظل بطلًا لمدة 40 عامًا، بطلًا لفترة أكثر من ثلث عمر السينما المصرية، عادل استثناء مش طبيعي، القاعدة بتقول إني وأنا سني 18 سنة بكوّن بطلي، الشاب يتخانق عشان يحضر فيلمه أول يوم عرض، السنة اللي بعدها ممكن يروح على آخر الأسبوع، السنة اللي بعدها يروح الأسبوع الثاني، ويفضل شوية شوية يقل الفضول والاهتمام لحد ما يستنى فيلمه لما ينزل في التليفزيون، وفي المقابل بيكون في جيل طالع سنّه 18 سنة بيدور على بطل مختلف، وبالتالي أنا لا أنزعج إن هنيدي طلع بعده سعد، وإن سعد طلع بعده رمضان، وإن هيجي حد بعد رمضان خلال 10 سنوات.

اقرأ أيضًا.. عادل إمام يحارب الفساد على التليفزيون السعودي.. 10 معلومات عن «عوالم خفية»

- ما أسباب قرارك منذ عام اعتزال العمل العام؟
قررت التفرغ لحاجتين، الفن والرياضة، اعتزال العمل العام كنت أعني به أني ليس لي أي علاقة بالسياسة، يعني لا عايز أروح اجتماعات ولا عايز أحضر مؤتمرات، أنا كان ليّا نشاط سياسي واعتزلت.

- ألا تريد من خلالنا أن تعود قليلًا للخلف وتصرح برأيك في المشهد السياسي الحالي؟
لا أريد، ولكن أزعجني للغاية قرار منع زراعة القصب والأرز والكتان، فكرة المنع لا تعبر إلا عن نوع من أنواع العجز في التفكير، يعني أنا مش عارف أسيطر على جمهور الكرة أمنيًا فأمنعه، مش قادر أسيطر على منسوب المياه المقرر للزراعة فأمنع بعض الزراعات، دي بالظبط زي ما يكون ولد بيشرب سجائر على الكنبة، فالأب يقرر يبيع الكنبة، نفس الأمر ينطبق على ما حدث تجاه عدم القدرة على منع سرقة الآثار والتراث الإسلامي فيكون القرار بأننا نحط الآثار في المخزن، مين قال كده؟ في أي بلد في العالم يضعوا التراث والآثار في المخازن عشان محدش يسرقها؟

اقرأ أيضًا.. نواب يهاجمون الحكومة: انتظروا ارتفاع جنوني في أسعار الأرز

- قلت إنك تهتم بالفن والرياضة.. نعرف نشاطك وتاريخك في الشق الأول.. ولكن ماذا عن الرياضة؟
أنا أهتم بالسينما وصناعتها، لكني راجل أهلاوي، وباحب الأهلي جدًا، باحب أتكلم عن الأهلي، وأتكلم عن محمد صلاح، أنا راجل باشوف كورة جوة وبرة وبحب ده جدًا.

اقرأ أيضًا.. قبل بدء رمضان.. محمد صلاح يتصدر مبيعات الفوانيس بالفيوم

- ماذا عن فوز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي؟
شيء مُشرف، وفخر لنا جميعًا، لكن للأسف هذا الوطن من 2011 يدعم ما فعله بنا الأمريكان من 1974، اللي زرعوا فينا فكرة الاستقطاب، وبيلعبوا على وتر مسيحي ومسلم.. سني وشيعي، حتى في الرياضة أهلاوي ولا زملكاوي، فلما محمد صلاح جِه وكسب جائزة زي دي، وهو لا ينتمي للأهلي ولا للزمالك، طلع اللي يقول صلاح أحسن من محمد أبو تريكة، فبتوع أبو تريكة يردوا عليهم، ويطلع فئة تالتة تقول أحسن من الخطيب فنيًا، فيردوا بتوع الخطيب إنه كان جامد، وبالتالي ننقسم مجددًا، ذهبنا بالشيء الوحيد اللي كلنا أجمعنا عليه لأننا ننقسم حوله.. هذا الوطن تشكّل منذ 40 عامًا على أن ينقسم، وأتحدى إن يبقى في حدث مفيهوش انقسام.. يا سيدي صلاح طلع أنسى أبو تريكة باللي عمله، وأنسى الخطيب، وخليك في إني أنا وأنت فرحانين بحاجة واحدة دلوقتي وهي صلاح.. ليه تطلعني من الصف وتخليني أرد عليك أو ترد عليّا؟

اقرأ أيضًا.. ماذا حقق محمد صلاح ليتُوج ملكًا على عرش إنجلترا؟

- كيف رأيت هجوم الكويتية فجر السعيد على نجلاء فتحي؟
أمر يُجسد لفكرة الانقسام أيضًا، برغم إن كلنا دافعنا عن القديرة نجلاء فتحي في وجه المدعوّة "أم سعيد" دي، إلا أن هناك ناس أخدوا صف فجر السعيد عشان ننقسم برضو.. أنا بحس إن انقسامنا شيء مقصود.

اقرأ أيضًا.. عاصفة هجوم على فجر السعيد بسبب صورة نجلاء فتحي مع يسرا

- قرارك بالابتعاد قليلًا.. هل ترى نفسك قدّمت ما عليك.. هل انتهت رسالتك؟ هل الحياة سعيدة؟
أعتقد.. على الأقل نسبة زيادة الضغط عندي قلّت، ضغوط كتير خفِت من عليّا، أتمنى أن أظل بصحة جيدة ومعقولة.. لا أرى أني أديّت ما عليّ، ولكني أرى أني لم أعُد مؤثرًا عشان كده قررت التراجع، وكنت أتمنى أن أكون مؤثرًا فيما أحمل من أفكار، لكني اكتشفت أن هذه الأفكار غير مؤثرة على أحد، أتمنى فقط أن تكون مؤثرة عمن حولي فقط، وبالتالي الأفضل لي التراجع قليلًا.

شارك الخبر على