من الأشهر اليوم؟

مكتب الساحل ـ الشروق أون لاين ـ محمد علي خليفة: اختارت جمعية "علوم وتراث" بالقلعة الكبرى محور "المرأة والتراث" لندوتها العلمية السنوية، التي نظمتها هذا العام بالاشتراك مع جامعة سوسة، وشهدت مشاركة من ليبيا ومصر واليمن ولبنان. الندوة انقسمت إلى ثلاثة محاور: المرأة في مجالي الفن والمعتقد، والمرأة والسلطة، والمرأة في الفكر الإصلاحي العربي وتطوّر الحركات النسوية، وأكّد المحاضرون خلالها أنّ حضور المرأة منذ عصور ما قبل التاريخ من خلال تصوّر الإنسان الأوّل لها من خلال الفن (نقشا ونحتا ورسما) يعكس أهمية دور المرأة ومكانتها التي تصل أحيانا حدّ التقديس، خصوصا مع ظهور أولى المجتمعات البشرية المستقرة، كما كشفت المصادر التاريخية والأثرية خلال الفترة القديمة هن حضور المرأة بوضعيات مختلفة سواء على المستوى السياسي (قيادة وتأسيسا) أو الاقتصادي (إدارة الأملاك) أو الاجتماعي (علاقات القرابة والمصاهرة) أو الديني (وظيفة الكهانة). وأشار المحاضرون إلى أنّ المرأة كانت حاضرة أيضا في مختلف العصور الإسلامية خارج إطار السلطة، في علاقة بالأنشطة الاقتصادية (المهن والحرف) والاجتماعية (الاعمال الخيرية...) والدينية (الولاية والصلاح) وأنّ أزمة العالم العربي والإسلامي خلال القرن التاسع عشر انعكست على وضعية المرأة مما أدى إلى ظهور مبحث خاض بها ضمن المدوّنة الفكرية الإصلاحيّة (كتابات قاسم أمين ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا) علما أنّ هذا المبحث لم يُطرح في تونس كقضية اجتماعية وثقافية إلّا في أواخر العشرينات من القرن العشرين مع صدور كتاب "امراتنا في الشريعة والمجتمع" للطاهر حدّاد الذي كان له دور في ظهور الحركات النسوية منذ ثلاثينات القرن الماضي. وخلصت الورقة العلمية للندوة إلى أنّه "على الرغم من اختلاف تجارب الحركات النسوية من بلد عربي إلى آخر فإنّ ثوابت قارّة لم تنفكّ تتكرر بصور متنوّعة، ومن هذه الثوابت شيوع الوعهم الجماعي بانحصار الحركات النسوية في مطلبية تقليدية يغذّيها الصراع الأبدي بين الأنثوي والذكوري في المخيال الجمعي، ومن بينها أيضا إرجاع مكتسبات الحركات النسوية إلى مقرّرات السلطة السياسية واختياراتها الاجتماعية والتنموية لا إلى عمل فكري وميداني أنجزته النساء في إطار المنظمات النسوية." وقد تمّ في افتتاح الندوة تكريم مؤسس الجمعية عبد العزيز بلعيد، الذي يُعدّ أحد أبرز الوجوه الثقافية بولاية سوسة خلال العقود الأخيرة.