إنقاذ الاتفاق النووي

حوالي ٦ سنوات فى الشبيبة

ماونت فيرنون فرجينيا-واشنطن-وكالات:كثف حلفاء الولايات المتحدة والدول المؤثرة من اتصالاتهم البينية لحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران حيث قال وفد روسيا لمؤتمر منع الانتشار النووي التابع للأمم المتحدة في جنيف أمس الثلاثاء إن روسيا والصين قدمتا مسودة بيان يعبر عن «دعم راسخ» للاتفاق النووي مع إيران وتأملان في أن يحصل على تأييد واسع من المؤتمر.وقال فلاديمير يرماكوف المدير العام لإدارة منع انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية الروسية للاجتماع إن الاتفاق النووي هش وأي محاولة لتعديله ستؤثر، وحذر الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأمريكي دونالد ترامب من مغبة الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية في 2015، وقال إن ترامب سيواجه «عواقب وخيمة» إذا حدث ذلك.وكان ترامب قد قال إنه سيعاود فرض عقوبات اقتصادية على إيران ما لم يصلح الحلفاء الأوروبيون ما وصفه بالعيوب «المروعة» في الاتفاق بحلول 12 مايو.وقالت القوى الأخرى الموقعة وهي روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا إنها تريد الحفاظ على الاتفاق الذي فرض قيوداً على برنامج إيران النووي مقابل رفع معظم العقوبات.وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة: «أقول لمن في البيت الأبيض إنهم إذا لم يفوا بالتزاماتهم فستتحرك الحكومة الإيرانية بحزم».وأضاف أمام حشد ضم الآلاف في مدينة تبريز: «إذا خان أي شخص الاتفاق فعليه أن يعلم أنه سيواجه عواقب وخيمة... إيران مستعدة لكل المواقف المحتملة».وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاثنين إنه اتفق مع نظيره الصيني بأن على بلديهما محاولة منع أي مسعى أمريكي لإلغاء العمل بالاتفاق النووي.وبحسب التلفزيون الإيراني فقد قال مسؤول إيراني كبير: إن طهران ربما تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا ألغي الاتفاق النووي ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن في مسعى لإقناع ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق.حيث بدأ ماكرون زيارة دولة للولايات المتحدة تستغرق ثلاثة أيام من المرجح أن تهيمن عليها خلافات مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي مع إيران والتجارة.وبينما توجه ماكرون إلى الولايات المتحدة، حثت الحكومة الإيرانية كذلك الزعماء الأوروبيين على إقناع ترامب ألا ينسحب من الاتفاق المبرم العام 2015 بين طهران والقوى الست العالمية الكبرى.وكان الرئيس الفرنسي قال يوم الأحد الفائت: إنه لا توجد حالياً «خطة بديلة» لكبح طموحات إيران النووية.ويضطلع ماكرون بما يشبه مهمة إنقاذ للاتفاق، واسمه الرسمي خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي تعهد ترامب بالانسحاب منه ما لم يصلح الحلفاء الأوروبيون ما وصفها «بالعيوب المروعة» فيه بحلول منتصف مايو.وقال ماكرون في تصريحات بالفرنسية لدى وصوله إلى واشنطن: «هذه زيارة مهمة للغاية في ظل الوضع الراهن الذي يكتنفه الكثير من الغموض ويواجه مشكلات وأحيانا تهديدات».ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الزعماء الأوروبيين إلى دعم هذا الاتفاق.وكتب ظريف على حسابه على تويتر: «إما كل شيء أو لا شيء. على الزعماء الأوروبيين تشجيع ترامب ليس فقط على البقاء في الاتفاق ولكن الأهم تشجيعه على البدء في تنفيذ ما عليه بموجب الاتفاق بنية صادقة».ويفرض الاتفاق الذي أبرمته إيران مع القوى الست، وجميعها نووية ما عدا ألمانيا، قيوداً على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات.وتصر إيران منذ فترة طويلة على أن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.وبعد دقائق من هبوط طائرة ماكرون قال البيت الأبيض: إنه لا توجد لديه أي إعلانات بشأن الاتفاق النووي مع إيران.وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز قائلة: «الرئيس كان واضحا للغاية في إنه يعتقد أنه اتفاق سيء. هذا قطعا لم يتغير».وقال ماكرون لبرنامج (فوكس نيوز صنداي) الذي تبثه شبكة فوكس نيوز: «سيكون من الأفضل حماية الاتفاق بدلاً من التخلص منه... هل هذا الاتفاق مثالي وأفضل شيء لعلاقتنا مع إيران؟ لا. لكن بالنسبة للبرنامج النووي ماذا لدينا؟ كخيار أفضل. لا أرى شيئا».وأعربت «مجموعة السبعة» في البيان الختامي للاجتماع الوزاري في تورونتو، أمس الثلاثاء أن بلدان «مجموعة السبعة» تعرب عن دعمها للاتفـــــاق النووي الإيراني ودور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه العملية.وذكر البيان أننا «ملتزمون بضمان بقاء برنامج إيران النووي سلمياً بشكل حصري وفقاً لالتزاماتها بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية والتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة لعدم البحث والسعي إلى تطوير أو امتلاك أسلحة نووية، ندعم بحزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عملها المهم في المراقبة والتفتيش بهدف ضمان امتثال إيران لخطة العمل المشتركة الشاملة والالتزامات الأخرى، بما في ذلك ضمان الالتزامات.في سياق آخر، اتفقت الولايات المتحدة مع المشاركين الأوروبيين «الترويكــــــا» حول إيران (بريطانيـــا وفرنسا وألمانيا)، أمس الثلاثـــاء 24 على الشروط التي تحافظ على الاتفـــــــاق النووي الإيراني، وفقاً لصحيفة سودويتشه تسايتونج الألمانية.واتفق المفاوضون الأوروبيين والولايات المتحدة بعد خمس جولات على أن إيران يجب أن تهدد بفرض عقوبـــــــــات جديدة على تجاربها الصـــــــاروخية والسياسة الإقليمية العدوانية، لكن الاتفاقية النووية ستبقى كما هي، على الرغم من أن بعض أجزائها سيتم تفسيرها بطريقة جديدة.

شارك الخبر على