السرد عندما يوثق التأريخ .. كتاب للناقدة نادية هناوي

حوالي ٦ سنوات فى المدى

متابعة: المدى
"السرد القابض على التاريخ" كتاب صدر جديداً للناقدة الدكتورة نادية هناوي، ينشغل بمفهوم التاريخ بوصفه مادة سردية خاضعة للصدق أو عدمه، والكشف عن دور السلطات الحاكمة في تدوينه وبيان المسكوت عنه، وسعي السرد المعاصر إلى التماهي مع هذه المادة والإبانة عنها ومديات الإفادة من وسائل المؤرخ في عمل السارد لا بهدف التوثيق، بل الاستعادة.حيث احتفت مؤسسة النور بالأستاذة د . نادية هناوي سعدون على قاعة علي الوردي صباح يوم الجمعة الفائت في المركز الثقافي البغدادي خلال جلسة قدمها الشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف قائلاً "إنَّ الناقدة الأكاديمية نادية هناوي تناقش مصطلح رواية التاريخ كصيغة سردية، وتسعى إلى فحص هذا المصطلح ومقارنته مع مفاهيم وطروحات عربية وأجنبية لمفكرين وفلاسفة منهم، بول ريكور ومارتن هيدغر وهايدن وايت."كما تحدثت الناقدة نادية هناوي عن مباحث الكتاب قائلة " فصول الكتاب الثمانية متضمنة علاقة التاريخ بالأدب، وكيف تخدم وسائل عمل المؤرخ مهمة الأديب، في التوثيق للأحداث والحقب والسير واجتراح مصطلح رواية التاريخ والمكونات البنائية المحددة التي يمكنها أن تُنتج رواية تاريخ وعلاقة الرواية بالتاريخ من ناحية المنابت والتمثلات، والكيفية التي بها تتشظى الذاكرة ويتم الإيهام بالواقع ."كما تناولت فيه وبحسب حديثها " رواية السيرة النبوية وأسلوبية سرد التاريخ" بالتقاط تموضعات التقاء رواية السيرة النبوية بالرواية السيرية من خلال رواية "ها هو اليتيم بعين الله" للكاتب الإيراني رضا سرشار الذي وظف محكي التاريخ لصنع محتمل سردي هو بمثابة واقع سردي ممكن أن يمتاز بالصدقية بارتكانه إلى التوثيق ، إضافة إلى تموقع سيرة المقدس ومستويات التعالق السردي ـ التاريخي في توظيف سيرة الإمام الحسين قبيل استشهاده في واقعة الطف من خلال رواية "ألم ذلك الحسين" للكاتب العراقي المهاجر كمال السيد.وتتبعت د . نادية هناوي في اجاباتها استثمار التراث الصوفي في إطار الاشتغال السردي الذي يوظف في السرد التاريخي ، كما تطرقت في معرض إجابتها على أسئلة الدكتور سعد ياسين يوسف إلى مواضع الانسياق وراء التاريخ الرسمي وتفصيلاته السياسية والاجتماعية، جنبا إلى جنب وإيلاء البعد التخييلي اهتماما مماثلا يكشف عن الغائر أو المخبوء وراء التاريخ المدون، مستشهدة بسيرة عمر الخيام في رواية " سمرقند " لأمين معلوف معرجة على طبيعة الكتابة السيرية في رواية " ابن سينا، أو الطريق إلى أصفهان " للروائي الفرنسي جيلبرت سينويه .وضمن المداخلات التي شهدتها الجلسة كانت هنالك مداخلة للناقد والباحث في التراث الشعبي د. علي حداد قائلاً "إنَّ هناوي كسرت نمطية التجربة النقدية لما قدمته من مستوى رفيع في النقد كما أنها كسرت نمط الدرس الاكاديمي بما تقدمه من طروحات نقدية واعية ورصينة ، مشيراً إلى العلاقة بين الرواية والتأريخ وتداخل هذين المفهومين ."كما تحدث خلال الجلسة أ. د بلال عرابي عميد كلية الآداب الرابعة في دمشق الذي يزور العراق بدعوة من وزارة التعليم العالي مشيداً بما رآه من ثراء ثقافي عراقي وبالجهد الأكاديمي النقدي للدكتورة نادية هناوي وبطروحاتها النقدية المميزة .

شارك الخبر على