خلف الأبواب المغلقة.. دبلوماسي روسي يكشف كيف أشعلت قطر «الثورات العربية»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

تصريحات مثيرة للسفير الروسي السابق لدى قطر، فلاديمير تيتورينكو، حاول خلالها فتح الأبواب المغلقة في الدوحة من خلال التطرق إلى الدور القطري خلال الفترة التي عرفت بـ"ثورات الربيع العربي".

كان الدبلوماسي الروسي على موعد مع "رحلة في الذاكرة" وهو البرنامج الذي استضافت خلاله قناة "روسيا اليوم"، "تيتورينكو" كشاهد عيان معايش للأحداث في فترة انطلاق ما يعرف بـ"الربيع العربي" والتي استرجع خلالها ذكرياته في تلك الفترة، مشيرا إلى أن علاقات بلاده بقطر اعتراها فتور في تلك الفترة، بسبب موقف الدوحة المؤيد للمعارضة والثورات في بلدان كثيرة مثل مصر وليبيا وسوريا.

دور تحريضي

السفير الروسي السابق، كشف الدور التحريضي للداعية يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، المقيم في قطر، إبان فترة ما يسمى بثورات الربيع العربي، قائلا "إنه كان يوجه الحرب الإعلامية".
وتطرق السفير إلى كيف كان القرضاوي يعطي أوامر للديوان الأميري القطري بتقديم الأموال إلى المعارضة في مصر لتقوية الثورة.

"تيتورينكو"، أكد أنه كان يحضر العديد من اللقاءات مع القرضاوى، ونظرا لتقدمه في السن كان ينسى أن سفير روسيا يحضر مثل هذه الاجتماعات وكان يقول مثلا: "أعطوا المعارضة مزيدا من المال وسوف تزداد نار الثورة استعارا، قاصدا مصر"، مشيرا إلى أن القرضاوي جادله بشأن وجوب تخلي موسكو عن دعم الأسد من منطلق أن النظم العربية ساقطة لا محالة لأنها غير ديمقراطية.

إقرأ أيضا : «الحمدين» يسقط في براثن الإرهاب.. أدلة تثبت تورط قطر بتدمير ليبيا

وكانت المفاجأة في تصريحات "تيتورينكو" أن القرضاوي حين واجهه السفير بأن نظام الدوحة ذاته غير ديمقراطي، قال له إن "دوره سيأتي أيضًا".

وتابع السفير السابق بأنه سأل القرضاوي: "هل تقصد أنه من الضروري الإطاحة بحكام قطر، فأجاب: على الأمراء في البداية أن يقوموا بدورهم والشعب فيما بعد سيطيح بهم".

"تيتورينكو"، أكد أن القرضاوي "كان يتصل برئيس الديوان الأميري في حضوره ويأمر: قولوا للجزيرة أن تعرض المزيد من اللقطات الفظيعة والأحداث الدموية وقتل الأطفال والنساء في سوريا".

كما أشار الدبلوماسي إلى أن "معارضي المستقبل في ليبيا كانوا يأتون إلى قطر ويجرون لقاءات واجتماعات في فنادقها قبل إسقاط القذافي"، حسب "سبوتنيك".

تصريحات السفير الروسي، أثارت ردود فعل واسعة في دول الخليج، وعززت من صحة التقارير التي تتحدث عن نفوذ جماعة الإخوان المسلمين داخل مؤسسة الحكم في قطر، التي أنفقت مبالغ كبيرة على دعم الاحتجاجات في دول الربيع العربي.

وتلقى جماعة الإخوان، التي ساندت الاحتجاجات الشعبية في مصر، وليبيا، وسوريا، دعمًا كبيرًا من قِبل قطر، ويتّخذ الكثير من قادتها، ورموزها، ومنظريها، من الدوحة ملاذًا لهم، وكان هذا سببًا رئيسيا في قرار دول المقاطعة بإنهاء علاقتها مع الدوحة، حيث تصنّف تلك الدول الجماعة على أنها إرهابية.

لست الآمر الناهي

وردا على تصريحات الدبلوماسي الروسي كذب القرضاوي، في بيان له تصريحات السفير الروسي السابق لدى قطر، معبرا عن اندهاشه من عدم "متابعة" دولة مثل روسيا لمسؤوليها السابقين وعدم محاسبتهم على "تصريحاتهم المضللة".

وقال القرضاوي: "لم يحدث مطلقا ما أخبر به من ادعاءات وكأنني الآمر الناهي في قطر، أعطي توجيهات نافذة لمن أشاء، وأوامر صارمة لمن أريد، ولا يسعُ القوم إلا الانصياع والتنفيذ، وكأنني حاكم البلاد. وهذا محض كذب وافتراء منه"، حسب تعبيره.

إقرأ أيضا : بعد انتفاضة «الغفران».. هل يحاكَم تميم بتهمة «الإبادة الجماعية»؟

وقال القرضاوي، إنه اجتمع بالسفير الروسي السابق في الدوحة، وبرر الأخير دعم بلاده للنظام السوري، لكن طرحه لم يقنع الداعية المصري القطري، الذي انتقد الموقف الروسي الداعم لنظام "واه فاسد، وجه سلاحه صوب شعبه"، حسب القرضاوي.

وذكر الداعية، الذي يعتبر الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، أنه رفض "تسويق" السفير الروسي السابق لموقف بلاده من القضية السورية، وطالبه بضرورة "الانحياز للشعوب وحقوقها لا إلى الحكام وأطماعهم"، حسبما ذكر البيان.

وأضاف القرضاوي في بيانه: "والحق أن من يتابع ما خرج من فم هذا السفير السابق لن يجد أمامه سوى أثر صفقة قد أُبرمت بليل، فإن علامات الكذب بادية في منطقه، وأمارات الادعاء تنطق ببهتانه"، بحسب الـ"سي إن إن".

ٌإقرأ أيضا : صفقة قطر السرية و«فدية الأمراء».. كيف أثرت الدوحة في صراع الشرق الأوسط؟

 

لم تأت بجديد

"شهادة السفير الروسى السابق فى الدوحة لم تأت بجديد، ولكنها أكدت كل ما قيل ويقال حول "تنظيم الحمدين" وأعطت الدليل على أن من يحتضن "الإخوان" كمن يضع الأفعى فى حضنه، لا بد من أن تلدغه وتبث سمومها فى جسده"، هذا ما أكدته صحيفة "البيان" الإماراتية فى افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "مصير الحمدين الأسود".

وأضافت الصحيفة "أن طبيعة العلاقة بين تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان كما ظهرت فى شهادة الدبلوماسى الروسى توضح بما لا يقبل الشك أن قطر بأجهزة الحكم والدولة فيها وبسياستها ودبلوماسيتها أصبحت أدوات شر وألعوبة بيد شرذمة الإخوان الشيطانية، مما يؤكد صحة الموقف الحازم للدول الأربع العربية الداعية لمكافحة الإرهاب (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)".

واستطردت الصحيفة "أن ما يستحق التأمل مليا فى شهادة الدبلوماسي الروسي هو أوهام حكام قطر التي جعلتهم يتصورون أن العالم يسير وفق إرادتهم وأهوائهم الخاصة من دون أن يفطنوا إلى أن (الأفعى الإخوانية) التى فى حضنهم تستعد للدغهم، ما إن تتفرغ لهم".

يؤكد موقفنا 

كما علق المعارض القطري عضو الأسرة الحاكمة في قطر الشيخ سلطان بن سحيم آل ثان، قائلا: ما قاله السفير الروسي، وفضحه دور القرضاوي الرئيسي في السياسة الخارجية لقطر، يؤكد حقيقة موقفنا من نظام الحمدين، ودعمه المتطرفين.. هل تبقى ذرة شك بأن "الإخوان" يتآمرون على قطر قبل غيرها؟

وأضاف قائلا: "‏حذرنا ونبهنا كثيرًا من السيطرة الإخوانية على قطر، ولم يزد ذلك نظام الحمدين إلا غرورًا وإمعانًا في السير بالطريق المظلم، متابعا: ‏من يصدق؟.. نظام الحمدين اشترى قرب (الإخوان الإرهابيين) وباع جيرانه وحلفاءه الحقيقيين..‏ الله يحفظ بلادي قطر".

من جانبه، لا يرى الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد ما يراه السفير السابق من أن القرضاوي يدير قطر، إنما يقول "من الأرجح له دالّة في البلاط مستغلاً تقريب "الإخوان" وبعض القوميين العرب، ونحن مثل السفير لا نفهم كيف لساسة قطر أن يغفلوا عمن يتآمر عليهم، فهي مسألة لا يوجد لها تفسير علمي، ولا منطق تاريخي"، بحسب "الشرق الأوسط".

ويوما تلو الآخر يتم الكشف عن المزيد من الحقائق حول الدور التى لعبته قطر في إدارة الفترة التي عرفت بـ "ثورات الربيع العربي" وكيف عملت على إشعال هذه الأحداث من خلال دعمها للإخوان.

شارك الخبر على