«إس ٤٠٠» الروسية تضع العلاقات التركية الأمريكية على حافة الهاوية

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

أثارت الصفقة التركية الروسية "إس 400" الدفاعية، ردود فعل أمريكية غاضبة وصلت إلى حد التهديد، وظهر ذلك من خلال تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي ويس ميتشل.

"ميتشل" أفاد بضرورة أن تتذكر أنقرة عواقب التنازلات الاستراتيجية لموسكو لتحقيق أهداف في سوريا، خاصة أن ذلك قد يعرضها إلى عقوبات حال اشترت منظومة الدفاع الجوي إس-400، بل وستؤثر بشكل سلبي على مشاركة تركيا في برنامج "إف -35"، حسب سبوتنيك.

لكن الرد التركي جاء قاسيًا على التصريحات الأمريكية، حيث أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، أن الولايات المتحدة لم تساعد أنقرة أبدًا في الحصول على نظام دفاعي صاروخي، لذلك كان علينا البحث عن بدائل، وأن توقع اتفاقًا مبدئيًا مع روسيا، وفقًا لـ"الأناضول".

وحسب تقرير لموقع "بلومبرج" الأمريكي، فإن قيمة صفقة "إس 400" ستبلغ 2.5 مليار دولار، وتتضمن نقلًا جزئيًا للتكنولوجيا إلى أنقرة.

اقرأ أيضًا: ازدواجية أردوغان.. يهاجم أمريكا وروسيا لدعمهما الإرهاب ويؤيدهما في سوريا 

الكاتب أوليج موسكفين، قال في تقرير لصحيفة "فزجلياد" الروسية: إن "واشنطن تهدد أنقرة بفرض عقوبات اقتصادية في حال الموافقة النهائية على هذه الصفقة"، متسائلًا: بماذا تغامر تركيا وما مدى احتمال خضوعها لهذا الابتزاز؟

من غير الواضح مدى جدية واشنطن فى عرقلة الاتفاق بين تركيا وروسيا، لكن لدى الولايات المتحدة العديد من الأدوات للضغط على أي بلد، حسب الكاتب.

على سبيل المثال، تعتمد تركيا بشكل كبير على التكنولوجيا الأمريكية، وهذا يمكن أن يكون قاتلًا لصناعة الطيران والفضاء في تركيا، وقد يؤدي في النهاية إلى شلل بعمل المطارات التركية. 

أضاف إلى ذلك، سيكون على واشنطن الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على العقوبات، في الوقت الذي تشهد العلاقات التركية الأوروبية توترا بشأن عدد من القضايا.

"موسكفين" أوضح أن انسحاب تركيا من عقد بمليارات الدولارات سيكون صعبًا، إضافة إلى أن واشنطن ليس لديها بديل لهذه التقنية تقدمه لتركيا، لذلك سيحاول أردوغان الاحتفاظ بعقده مع روسيا، على الرغم من الضرر المحتمل من واشنطن. 

اقرأ أيضًا: بريطانيا تتحدى تركيا.. وتعلن دعمها لأكراد سوريا 

السؤال هنا.. هل تندلع مواجهة بين أنقرة وأمريكا؟

نائب رئيس الدوما ليونيد كلاشنيكوف، أكد أن تهديدات الخارجية الأمريكية لن تؤثر على أنقرة، موضحًا أن الأتراك كانوا على معرفة جيدة عندما قرروا شراء المنظومة.

كلاشنيكوف، نوه بأن أردوغان يعي جيدا أن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم نفوذها المالي، على سبيل المثال، ضد البنوك التركية لعرقلة الصفقة، مؤكدًا أن الصفقة ستتم، خاصة بعد أن أسقطت الأنظمة السوفييتية المضادة للطائرات العديد من الصواريخ الأمريكية في سماء سوريا، وفقًا لـ"روسيا اليوم".

والشهر الماضى، كشف مصدر أمريكي رفيع المستوى، عن عرض بتزويد أنقرة بمنظومة الدفاع الصاروخية "باتريوت"، مقابل التخلي عن صفقة منظومة "إس-400" الروسية.

لكن سرعان ما أبدى أردوغان انزعاجه من التصريحات الأمريكية، ليشدد على أن تركيا حرة في القيام بعمليات شراء للأسلحة وفق احتياجاتها العسكرية، وفقًا لـ"سبوتنيك".

اقرأ أيضًا: اليونان تنفجر في وجه تركيا.. وتحذيرات من استخدام القوة 

تصريحات أردوغان قد تفجر الأوضاع في الاتحاد الأوروبي، خاصة أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" انتقد مرارًا شراء تركيا منظومات "إس-400" الصاروخية الروسية، بدعوى عدم ملاءمتها مع نظام الدفاع الجوي للحلف.

ورغم تبرير الأتراك الصفقة مع روسيا بتملك اليونانيين نظام "إس 300" الدفاعي، إلا أن ذلك لم يلق قبولا لدى الاتحاد الأوروبي.

خبراء أمنيون أتراك يرون أن النظام الدفاعي الروسي سيمنح أنقرة القدرة على مواجهة الصواريخ الباليستية التي يبلغ مداها ألف كيلومتر، وكذلك مراقبة التحركات في الجو بمدى يصل إلى 600 كيلومتر داخل أراضي دول الجوار، وهو ما يزيد من تفوق أنقرة في بحر إيجة.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على