سور الأزبكية يدافع عن نفسه نطالب الناشرين بـ«طبعات شعبية»

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

ما أن تطأ قدماك سور الأزبكية بمنطقة العتبة حتى يصيبك الاندهاش من حالة الركود والهدوء التي تسيطر على المكان، البائعون يجلسون ينتظرون الزبائن ليشتروا كتبا قديمة أو مستعملة، أما الكتب المزورة فهي ليست بمنأى عن البيع ولكن لا يعمل بها سوى 8 مكتبات من أصل 133 مكتبة بسور الازبكية، ومن وقت لآخر يأتي زبون يسأل عن كتاب محدد ليشتريه وينصرف، ولم نجد الزبون الذي يذهب السور ليعود محملاً بالكتب المتنوعة، ربما يعود ذلك إلى الحالة الاقتصادية التي أثرت على العديد من القطاعات وليست شراء الكتب فقط.

سعد السيد – بائع كتب بسور الأزبكية – يقول: أبيع الكتب الجديدة والأصلية فقط ولا أعمل بالقديمة أو المزورة، حيث أقوم بشراء الكتب التي يوجد عليها تخفيضات وأعاود بيعها بسعرها العادي حتى أضمن أن أحقق مكسبا معقولا لأن الموضوع تجارة.

أما الحاج حربي محسب، أشهر بائعي الكتب في سور الأزبكية، ففتح لنا خزائن أسراره وتحدث بكل صراحة قائلا: التجارة شطارة، والتاجر الشاطر هو الذي يبحث عن أي مصدر يحقق به مكسب، فالكتب المدعمة التي تصدرها وزارة الثقافة نقوم بشرائها من منافذ البيع الخاصة بها بنفس السعر، ثم نقوم بتخزينها وعندما تنفد نبيعها في السور بسعر أغلى، وفي الغالب أقوم مثلا بشراء 3 نسخ على الأكثر، وليس كل البائعين هنا يفعلون ذلك؛ فمن أصل 133 مكتبة بالسور هناك 5 مكتبات هي التي تفعل ذلك، والموضوع عرض وطلب.

وتابع حربي: أيام كتب "القراءة للجميع" كان يتم شراء الكتاب بخمسة جنيهات، ويتم تكوين مجموعة يتم بيعها بسعر أغلى، وكنا نشتري الكتب من الزبائن بعشرين جنيها وبالتالي نبيعها بسعر أغلى، لافتا إلى أن الكتاب يكون نفد عند الناشر الذي قام بنشره وكان يبيعه على سبيل المثال بـ45 جنيها عام 1990، أبيعه أنا الآن بـ60 جنيها خاصة أن الأسعار بعد التعويم أصبحت الضعف وليس مطلوبا مني أن أبيع الكتب بنفس سعره الذي كان عليه منذ عدة سنوات".

وأضاف حربي قائلا: "البعض يقول إن سور الأزبكية هو مرتع لبيع الكتب المزورة، ولكن هناك 8 مكتبات تعرضها فقط؛ لأن هناك زبائن يسألون عنها، فالناس هنا غلابة وليس لديهم إمكانات التزوير، كما أن القارئ لا يهمه هل الكتاب مزور أم لا بل كل ما يهمه أن يحصل على الكتاب الجديد بسعر مخفض، كما أن هناك أماكن أخرى غير سور الأزبكية تبيع كتب مزورة، مثل محطة مصر ووسط البلد، فلماذا التحامل على سور الأزبكية، فلأنه اسم معروف يتعمد كثيرون تلطيخه، وهذا ليس دفاعا عن الكتاب المزور ولكننا نقول الواقع لأن سور الأزبكية قيمة وقامة".

وأكد حربي أن ليس كل الكتب يتم تزويرها؛ فهناك مراجع يصعب تزويرها، لأن التزوير يقتصر فقط على الروايات الشبابية التي عليها طلب وإقبال كبير مثل روايات أحمد مراد وأحمد خالد توفيق، لافتا إلى أن البائعين في السور ليس لديهم إمكانية الطباعة هم يعرضون فقط، ومن الأجدى البحث عن المطابع التي تفعل ذلك، وضبط أسعار الكتب حتى يتمكن الناس من شراء الكتب؛ فالقارئ يهمه المعلومة لا الكتاب، وأن الناشرين هم بالأساس أصحاب مصالح ويتمنون أن يتم إغلاق سور الأزبكية، فهم يشعرون بالخوف على الكتاب ولا يخافون على صحة المواطنين خاصة أن كل شيء الآن يتم تزويره حتى الدواء.

أما شكري القاضي -يعمل بائعا بسور الأزبكية منذ 3 سنوات- فقال إن نوعية القارئ ونوعية الكتب تغيرت كثيرا عن ذي قبل، فهناك إقبال الآن على كتب الفلسفات والتنمية البشرية ولغة الجسد من باب التثقيف الحياتي واليومي؛ فالناس تقبل على هذه النوعية من الكتب حتى تمارس بها حياتها، ولكن القراءة من أجل الثقافة والمعرفة العامة قلت كثيرا، وأشار إلى أن الكتب التي يتم "ضربها" موجودة بالسور ويتم بيعها، ولكنها بالطبع تؤثر على حركة البيع لا سيما الكتب التي يوجد عليها طلب، والموضوع برمته سوق عرض وطلب وتجارة وصناعة، فالكتب النادرة تباع بسعر أغلى، وكتب وزارة الثقافة المدعومة تباع أيضا بسعر أغلى حيث يتم شراؤها من البائعين بنفس سعرها ثم نبيعها هنا بعد فترة.

وأشار إلى أن نسخ الـPDF أثرت كذلك على حركة البيع وبالسلب على التاجر وبالإيجاب على القارئ، وطالب دور النشر بأن تقوم بتبسيط الموضوع فالكتب التي تباع في الخارج بأسعار خيالية تباع في السور ولا تكلف سوى عشرة جنيهات والنسخة تكون نظيفة كذلك.

وتلتقط هبة كرم، تعمل بسور الأزبكية منذ عشر سنوات، خيط الحديث قائلة: "الشباب عاد للنسخ الورقية مرة أخرى حتى مع وجود النسخ الـPDF وهناك إقبال على الشراء عن ذي قبل لا سيما الروايات وكتب التنمية البشرية والفلسفة"، وأكدت أنها تعمل بالكتب المقلدة لأن عليها إقبالا كبيرا لأن القارئ يريد أن يستمتع بالكتاب الورقي ولكن بسعر حنين، لافتة إلى أن المكتبة التي تبيع بها تابعة لدار الخلود للنشر وقد طالب العديد من البائعين الناشرين بأن يطبعوا نسخا شعبية وقد وافقت كل من دور تويا والرسم بالكلمات وإبداع، فيما رفضت دور النشر الأخرى، وذلك بهدف التيسير على القراء وإتاحة القراءة لأكبر عدد ممكن.

من جانبه أكد الحاج محمد أن سور الأزبكية من العلامات المميزة في تاريخ مصر قال: "أندهش من أن البعض يريد أن يغلقه فالكثير من القراء يعتمدون عليه في الحصول على الثقافة سواء من خلال الكتب القديمة أو الحديثة، وحتى نتغلب على هذه الأزمة بين البائعين بالسور وبين الناشرن أن يقوموا بطبع نسخ شعبية للقراء".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على