قضية الأسبوع تجاوزات جماهيرية وانتكاسات أخلاقية فـي دوري الكرة!

حوالي ٦ سنوات فى المدى

 رعد العراقي
مازال منهج تقزيم الأمور تارةً والتغاضي عن خروق وظواهر دخيلة بدت تغزو الملاعب العراقية تارةً أخرى، هي السياسة التي ينتهجها اتحاد كرة القدم حتى بدأت المعاضل تزداد قوةً وضراوةً، بينما يختفي الاتحاد المذكور خلف ستار التقاطعات وسباق الاستحواذ على الكراسي.طوال السنوات الماضية لم نشهد انتكاسة في الجانب الأخلاقي وأطر التنافس التي تحكم عملية المؤازرة والتشجيع للأندية العراقية مثلما تحصل اليوم حين بدأت تلك الظاهرة تأخذ منحىً سلوكياً يبتعد عن مفاهيم التشجيع النظيف والمساندة التي تؤطرها إظهار الحب والولاء والارتباط الروحي لهذا النادي أو ذلك، فأتجه البعض الى ارتداء جلباب التحزّب الأعمى وتحويل اسلوب التشجيع من خلال ربطه بحزمة التسقيط والإساءة للفريق المنافس، وبدأت تظهر عناصر تتولى قيادة وتغذية تلك الظاهرة وسط حفاوة بعض وسائل الإعلام التي كانت تسهم في ترسيخ وتنمية هذا الإنفلات عبر تضييفهم في البرامج أو بثّ التصريحات المتبادلة التي لا تخلو من الألفاظ غير اللائقة، لنصل في النهاية الى أن كل الأندية هي في حالة صراع دائم فيما بينها لينطبق عليها وصف(الإخوة الأعداء).لا نعرف بالتحديد ما مسؤولية مشرف المباراة تجاه تفاقم تلك الحالات ودوره في ايصال ما يحصل ومدى خطورة نتائجه المستقبلية وفق وقائع دقيقة للمواقف، ولا نعرف أيضاً ما هي الآلية التي تحكم إجراءات لجنة الانضباط التي يبدو أنها تقيّدت بخطوات روتينية لا تتجاوز الغرامة والعقوبة الانضباطية بالحرمان، بينما غاب فعلها الحقيقي في وضع الاتحاد أمام تفاصيل تتعدى (الفعل الآني) لتذهب به نحو التبصير ولفت الأنظار لما هو أبعد طالما أن تلك الظواهر إذا لم يتم علاجها جذرياً ستصبح أيقونة مسيئة تلازم الجماهير العراقية وتتحوّل الملاعب شيئاً فشيئاً الى ساحات صراع وأجواء مشحونة يمكن أن تُنذر بعواقب وخيمة لا يسلم منها أحد بِدءاً من المشجّع المسالم ومروراً بالحكام وانتهاءً بسمعة الكرة العراقية.ولم تقف التجاوزات عند حدود المدرجات، بل تعدّتها نحو مقاعد البدلاء والطواقم الإدارية التي انجرفت بعضها بشكل غريب لتسهم في صبّ الوقود والتخندّق خلف سواتر بعض الشخوص في روابط الأندية، في سابقة لم نألفها لتترك بذلك حدود واجباتها وارتباطها الوظيفي الذي يفرض عليها قانوناً اعتبارياً وإدارياً يحكم تصرفاتها ولا يجيز لها الانسياق وراء الاصوات والدعوات خارج إطار أنديتها، فنراها اليوم تتكلم بذات اللغة وتظهر بغضها للأندية المنافسة بكل صراحة ووضوح.كل تلك التجاوزات والاتحاد يقف مكتوف الأيدي لا يحرّك ساكناً، وهو يشاهد حجم الخراب الذي أصاب العلاقة بين الجماهير والأندية واللاعبين لتتحوّل الى حلبة صراع وإساءة لبعضها البعض، ثم تصبح الجلسات العشائرية بديلاً عنه في فضّ الخلافات!ولنتساءل بحزن، ما الذي أصاب جماهير الزوراء والجوية والشرطة والطلبة والنجف والميناء وغيرها، حتى تكون مبارياتهم ميداناً للاتهامات والانتقاص والبغضاء لحدود يُندى لها الجبين؟!على الاتحاد والجهات المسؤولة دراسة ما يحصل بجدية وحرص والبحث في وسائل يمكن أن توئد تلك (الفتنة) في مهدها قبل أن تأخذ مديات أوسع لا يمكن السيطرة عليها عبر تفعيل دور المشرفين على المباريات وانتقاء الأكثر مهنيةً بدلاً من جعلها وسيلة لترضية البعض، مع إلزام لجنة الانضباط لإعداد تقارير تفصيلية عن أية ظاهرة وعرضها بشكل مستمر على الاجتماعات الدورية مع البحث في تشريع يلزم الأندية والجماهير التقيّد بحرية التعبير دون الإساءة وفضّ التكتلات التي تقود الجماهير، مع منع رفع أي منشورات مسيئة على مدرجات الملاعب والمضي بحملة توعية وتقارب عبر وسائل الإعلام دون أن يكون للمسيء مكان له سواء في الملاعب أو بين الروابط المحبة للأندية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على