هل سيفشل ترامب في تأمين اتفاق نووي جيد مع كوريا الشمالية؟

حوالي ٦ سنوات فى التحرير

مع اقتراب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من إجراء محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، تصاعدت العديد من  المخاوف من حلفاء الولايات المتحدة، ومسؤولي الأمن القومي الأمريكي، حول ما إذا كان بإمكان ترامب عقد صفقة نووية تاريخية دون تقديم الكثير من التنازلات.

وكشف ترامب خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في منتجع "مارآلاجو" يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة على "مستويات عالية للغاية" مع المسؤولين الكوريين الشماليين.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، والمدير السابق لوكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، التقى كيم في كوريا الشمالية خلال عيد الفصح.

اقرأ المزيد: في زيارة سرية.. مدير المخابرات الأمريكية يجتمع مع زعيم كوريا الشمالية

وأشارت مجلة "التايم" الأمريكية، إلى أن هذا الأمر خطير للغاية، فلطالما أراد كيم وأسلافه الاعتراف بكوريا الشمالية رسميًا كقوة نووية، ومغادرة الـ28 ألف جندي أمريكي الموجودين في كوريا الجنوبية.

ونقل كيم إلى إدارة ترامب أنه على استعداد لمناقشة نزع السلاح النووي، لكن مسؤولين أمنيين أمريكيين كبار يشعرون بالقلق من الدخول في عملية مفاوضات مطولة، قد يمنح بيونج يانج وقتًا لاستكمال تطويرها لصاروخ باليستي عابر للقارات يمكنه حمل رأس نووية، والوصول إلى الأراضي الأمريكية.

ويعتقد المحللون، أن برنامج كيم للأسلحة النووية مستمر في التقدم بسرعة، وقد يتمكن في غضون عام من إطلاق صاروخ ذاتي الدفع قادر على الوصول إلى البر الرئيسي الأمريكي.

وقال جويل ويت، مؤسس موقع "38 نورث" المهتم بشؤون كوريا الشمالية، إن "الخوف الأكبر هو أن يدخل دونالد ترامب في غرفة المفاوضات مع كيم جونج أون، ويعرض سحب كل القوات من المنطقة، مقابل تخلي بيونج يانج عن أسلحتها النووية".

وأضاف ويت أن آبي لديه مخاوف من أن تجعل صفقة محتملة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، اليابان عرضة للهجوم، مؤكدًا "أن ترامب سيقوم في نهاية المطاف بتنفيذ ما يريد أن يفعله".

وكان ترامب قد صرح أنه يود مقابلة كيم "مطلع يونيو"، وأضاف أن هناك خمسة مواقع محتملة مختلفة قيد الدراسة، لعقد القمة، وفي غضون ذلك، من المقرر أن يجري في 27 أبريل لقاء مماثلا بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، في المنطقة منزوعة السلاح بين الشمال والجنوب.

اقرأ المزيد: «كيم جونج أحرز هدفا».. 7 نقاط تكشف كوليس لقاء ترامب وزعيم كوريا الشمالية

وأعرب ترامب بشكل ملحوظ عن دعمه، لدخول قادة الكوريتين في مناقشة لإنهاء الحرب الكورية بشكل رسمي، والتي استمرت رغم إنهاء القتال في ساحة المعركة بعد توقيع هدنة عام 1953، وهي خطوة أصر الرؤساء الأمريكيون على ألا تأتي إلا بعد موافقة بيونج يانج على التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية.

تصريحات ترامب غير المتوقعة خلال لقائه مع آبي، كشفت عن مدى تجاهل اليابان في المفاوضات مع كوريا، والتي اقتصرت على مشاركة كل من سيول وواشنطن.

وكانت التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية، والتي بلغت 23 تجربة خلال العام الماضي، قد أثارت مخاوف آبي بشأن الأمن القومي، حيث سقط عدد من تلك الصواريخ على بعد مئات الأميال فقط من سواحل اليابان، وحلقت العديد منها فوق الجزء الشمالي من البلاد.

وقال ناروشيج ميشيشيتا، وهو مسؤول سابق بوزارة الدفاع اليابانية، ويُدّرس في المعهد الوطني للدراسات العليا في طوكيو إن آبي يدرك أن الحوار مع كوريا الشمالية مهم لكن يجب أن يكون مصحوبًا بالضغط.

وأضاف ميشيشيتا، أن "كوريا الشمالية استخدمت التكتيكات التي اتبعتها في الماضي، وجمعت بين سياسة حافة الهاوية والالتزام بالسلام"، مشيرًا إلى أن "آبي يعرف ذلك جيدًا، وسيشارك تجربته مع ترامب".

من جانبه، منح "آبي" ترامب الفضل في "تغيير كبير في سلوك كوريا الشمالية"، منذ أن أرسل كيم وفدًا إلى دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بيونج تشانج بكوريا الجنوبية.

اقرأ المزيد: كيم يعلن جاهزيته لمناقشة برنامجه النووي.. وخبراء: ترامب غير مستعد

وتنفس العالم أجمع الصعداء بعد انتهاء الدورة، وعدم وقوع حوادث خلال هذا العام حتى الآن، ولا ينكر أحد أن ترامب يحاول اتباع نهج جديد في مجال أخفقت فيه الطرق الدبلوماسية التقليدية.

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فرض عقوبات متكررة على بيونج يانج منذ عام 2006، عندما أجرت كوريا الشمالية أول تجربة نووية، حيث أدت هذه الإجراءات إلى انقطاع العلاقات الاقتصادية لكوريا الشمالية عن معظم اقتصادات العالم، ولكنها لم توقف التقدم المطرد في التكنولوجيا العسكرية.

ويبدو أن كوريا الشمالية، أبطأت جهود اختباراتها العلنية، وقد يرجع ذلك إلى حملة الضغط التي اتبعها ترامب، أو قد تكون بيونج يانج تعلمت ما تحتاجه من تجاربها الصاروخية العام الماضي، وتعمل بشكل سري على جانب آخر من البرنامج.

وبعد عقود من تحدي الضغوط الدولية لإيقاف تطوير أسلحة إضافية، لم تختبر كوريا الشمالية أي صاروخ في عام 2018 حتى الآن، وكانت بحلول هذا الوقت من العام الماضي، قد أجرت خمس تجارب على ثمانية صواريخ.

وتساءلت المجلة الأمريكية: هل تستطيع إدارة ترامب أن تقنع أكثر أنظمة العالم عزلة واستبدادًا بالتخلي عن برنامجها النووي بشكل دبلوماسي؟

يجيب جيم والش، الخبير في شؤون كوريا الشمالية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: "إن ترامب يدلي بتصريحات لم يكن أي رئيس أمريكي على استعداد للإدلاء بها"، مضيفًا أنه "في بعض الأحيان تكون هذه التصريحات إيجابية، وأحيانًا لا تأتي بنتيجة".

شارك الخبر على